No Script

خواطر صعلوك

المجلس الشبابي... مؤشر في الأمن الداخلي

تصغير
تكبير

كلما كانت مؤسسات الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها الخدمية، كان ذلك دليلاً على قوة الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات سواء الداخلية أو الخارجية.
إن فرض القانون والحفاظ على الأمن والنظام العام، يصبح أكثر هشاشة، كلما ضعف تماسك وتلاحم النسيج المجتمعي، بل تصبح هذه الهشاشة ذاتها أحد أدوات مقاومة الدولة.
يرى نسيم طالب أن قياس قوة أي دولة يتطلب دمج ثلاثة عناصر، وهي قدرة الدولة على الاستجابة والوقت الذي تستغرقه للاستجابة وطبيعة المخرجات التي ارتبطت بالاستجابة، وهل أدت إلى تحسين وتطوير أداء النظام أم زادته ثقلاً؟
يتصف النظام بالحكمة وهو يسعى إلى دولة قوية، ومجتمع متفاعل من خلال مشاركة سياسية مقبولة واتفاق ديموقراطي، يبدأ من الديوانية وينتهي بالمجالس الكبرى والقاعات المحرم دخولها، إلا على ذوي الرأي والحكمة، مع توفير مساحات لمن يتصف رأيهم بالحماس والقوة وخلق قنوات تواصل بين جميع المساحات المختلفة.
العالم اليوم موطن لأكبر جيل من الشباب شهده تاريخ البشرية، 1,8 مليار شاب تترواح أعمارهم بين 15 - 25 عاماً ويعيش قرابة 90 في المئة منهم في البلدان النامية.
وفي الكويت يمثل الشباب أقل من عمر 34 عاما نسبة 72 في المئة من الهرم السكاني، وهم مرتبطون ببعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى، ويريدون الإسهام في بناء مجتمعاتهم، ويقترحون حلولاً يدفعون بها البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي نحو الأفضل.
وكل هؤلاء الشباب يواجهون مجموعة من التحديات في الكويت، تتمثل في التعليم وتوفير الأمن والأمان النفسي والبدني والتهيئة والاستعداد لسوق العمل، والمتطلبات الاقتصادية وربكة رياضية، ووصول عبر المشاركة الواعية لصنع القرار.
أشار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - في خطابه السامي - بمناسبة العشر الأواخر من رمضان الماضي - إلى المؤتمر الأول للشباب «الكويت تسمع»، وإلى امتداده «الكويت تفخر» كما أشار سموه إلى مبادرة إنشاء المركز الوطني للابتكار، الذي يهدف من خلاله إلى تطوير أفكار وإبداعات الشباب، وتحويلها إلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية، تعود عليهم وعلى الوطن بالفائدة والنفع ثم قال حفظه الله ورعاه: «فأنتم أيها الشباب كما ذكرت في أكثر من مناسبة مبعث الرجاء ومعقد الأمل»، ليتوج بذلك سموه الخطاب الشبابي في الكويت منذ التأسيس وحتى المبادرة، وتزامنا مع ذلك وعلى المسار نفسه وتحت ذات المظلة، أعلنت الهيئة العامة للشباب عن انطلاق المجلس التأسيسي للمجلس الشبابي، الذي يمثله 37 عضواً من الشباب الطموح والساعي لخدمة هذا الوطن.
يقدم أعضاء المجلس الشبابي يد العون والمعاونة والاستشارة والشراكة، وتنوع المجالات والاهتمامات بمؤسسات الدولة المختلفة على أمل أن تقدم هذه المؤسسات - أيضا - يد الدعم والترحيب والدفع والمساندة، من أجل بناء الجسور وزراعة الفسائل، والإشارة إلى القمر وليس إلى أصابع من يشيرون إليه.
وهكذا عزيزي القارئ يمكن للمقال أن يتحول إلى دائرة كهربائية مغلقة، ومحافظة على الطاقة من الهدر، عندما نختم آخر الكلام بأوله... فكلما كانت مؤسسات الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها الخدمية، كان ذلك دليلاً على قوة الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات، سواء الداخلية أو الخارجية.

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي