No Script

سافر إلى ذاتك

حوادث نفسية

تصغير
تكبير

مع تزايد حالات الوفاة الشعورية والوصول لحالة اللامبالاة الانفعالية، ناهيكم عن لحظات الصمت المتزايدة، واللجوء للكبت الاضطراري، أصبح لا بد أن نناقش قضايا الحوادث النفسية المسببة للنتيجة الأولى والمسؤولة عن الثانية، والتي صنعت الحادثة الثالثة والتي أدت إلى القرار الرابع.
(إن العلاقات النفسية جانب عميق في حياتنا)، كلام مكرر معروف مللنا سماعه، لكن ما لا نعرفه عن العلاقات في حياتنا أنها كقيادة السيارة، تحتاج مسافة كافية كي لا نصطدم ببعض، أي نحتاج حدوداً نفسية دقيقة نتعرف فيها على حدود العلاقة، والحد الذي لا بد أن نقف فيه، والذي يجب علينا ألا نتعداه.
فمثلاً: أنا أقدر من يحترم خصوصية غيره، لا يتطفل عليها، ولا يتجاوز حده النفسي فيها، ذاك الشخص يؤمن أن لكل إنسان مساحته الخاصة، لا يسأل عن الذي لم نقله، ولا يستفسر عما نود إخفاءه، لا يتطفل ولا يدس أنفه في ما لا يعنيه، يعرف أن العلاقة بين البشر تحتاج مسافة كافية وحدوداً واضحة للاستمرار، حتى لا نصاب بحادث شعوري نفقد به مشاعرنا، أو قد تموت ردات فعلنا بالكامل، فلا موقف سعيداً يجعلنا نفرح، ولا حزيناً يحرك مشاعرنا!
هذا الحد لا يشمل البعيد وينسى القريب، بل يبدأ بعلاقتك مع نفسك، هناك حد لدلال الذات، وحد للرغبة، وحد للشهوة. وكذلك علاقتك مع عائلتك وإخوتك وأبنائك وشريكك وصديقك وزميلك وشخص لا تعرفه، كل علاقة لها حد لا يجوز تجاوزه مهما بلغت من قرب أو مهما كانت بعيدة.
وتذكر أن البشرية الصحيحة نفسياً، هي تلك التي تحمل شعارات احترام الذات من احترام الآخر.
دون ذلك فوضى نفسية وحوادث لا نهاية لها.
اعرف حدودك عزيزي القارئ!

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي