No Script

من الخميس إلى الخميس

ألسنة للإيجار

تصغير
تكبير

لا أدري لماذا نُتعب أنفسنا في تتبع تصاريح ديبلوماسيين وصحافيين غربيين، نتابع تصريحاتهم وكأنهم صانعو السياسة الدولية، لدينا آلاف التصريحات التي قالها عرب ديبلوماسيون وغيرهم تطالب بإسقاط اليهود في البحر منذ القدم ولم يهتم لهم أحد.
اليوم ادفع مئة ألف دولار وأحياناً ألف دولار فقط لأي ديبلوماسي أو صحافي أو عضو مجلس نواب غربي ودعه يقول ما تريده أنت، بعدها قم بنشر تصريحه في أي وسيلة إخبارية وستجد آلافاً من مواقع التواصل في أمتنا ينقلون تصريحه، وكأنه واقع وحقيقة وهو مجرد شخص يعيش في بلد تسمح له بقول ما يريد!
أنصحكم بعدم تتبع هذه التصاريح - لا سيما في الصراع القائم اليوم - لأن كثيراً من الغربيين اليوم من المسؤولين الحاليين والسابقين عارضون ألسنتهم للإيجار.
حوالينا مخطط كبير، هذا المخطط يعرف عقدة الخواجة لدينا، فنحن ما زلنا نعيش هذه الأزمة في كل مجال، ما يقوله الغربي الجاهل مقدم على ما يقوله الثقات لدينا والعلماء.
إذا كنت تملك عموداً صحافياً في مجلة غربية، فأنت هدف للطلب منك تأجير عمودك مرة واحدة مقابل مبلغ كبير، ليس مهماً أن يكون كلامك علمياً أو منطقياً، المهم أن يكون منشوراً في صحيفة غربية، هذا يكفي.
أيها السيدات والسادة، ليس من العلم القائم على البراهين آراء شخصية أو آراء مدفوعة الثمن، العلم التحليلي له قواعد وله أشخاص محترمون ليس منهم ما يتداوله الناس اليوم.
حتى المواقع التي تحمل أسماء بحثية ليس لها معنى اليوم، هي مجرد مواقع حزبية أو مخابراتية بهدف التأثير على الرأي العام العربي، وتوجيهه إلى السقوط في فتنة الاختلاف والتعصب والكراهية.
كتبت مرات عدة مطالباً حكوماتنا بتبني دار نشر وبحث (هذا المطلب كان اقتراحاً قدّمه أمير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد رحمه الله) دار نشر تستقطب قادة الفكر لدينا من المعتدلين، وهم بالمناسبة كثيرون، من أجل نشر الحقائق وتقييم الآراء، وتمحيصها لتكون مرجعاً تساعد الباحثين على معرفة الأفكار المستنيرة، وإبعاد الأفكار السامة التي تسعى إلى تمزيق أمتنا تحت شعارات الوهم.
مرة أخرى نتمنى أن يُفعّل اقتراح الشيخ جابر - رحمه الله - الذي قدمه بعد الغزو العراقي، هذا الاقتراح المهم الذي ربما كان الحل الأفضل لاضطراب الحقيقة وانتشار الفتنة اليوم.
هل يتم تفعيل اقتراح الرجل الكبير وفاءً له، نتمنى ذلك.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي