أود في البداية قبل الخوض في محتوى مقالي التأكيد على أنه لديّ قناعة شديدة في أن حرية إبداء الرأي، من المسلمات التي يجب أن نقتنع بدورها الإيجابي في التطوير والنهوض بالأفكار، وبالمجتمعات ولها قيمتها الوطنية وحتى الإنسانية... ولكن حينما تتحول هذه الحرية إلى فوضى وخطر يهدد الوطن... هنا علينا أن نقف، وأن نقول كلمة حق وحتى وإن أغضبت البعض.
أتحدث عن الوقفة الأخيرة أو «المظاهرة» التي أطلق عليها «بس مصخت»، نعم أتحدث عن هذه الوقفة بالذات، والتي رأت الغالبية أنها لا تنشد الخير للوطن، ولا تسعى إلى استقرار أمنه الذي ننعم به، ولا تتحاور مع العقول والأفكار بموضوعية، ولكنها جاءت بكيل من التهم والتجريح في حق شخصيات نكنّ لها كل تقدير واحترام... فرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم له مكانة خاصة في نفوسنا بفضل ما قام به - ويقوم - من مجهودات وتحركات محلياً وعربياً وعالمياً. وأعمال ينشد من ورائها خدمة الكويت والكويتيين، وآخر هذه التحركات سعيه لحل قضية البدون التي أصبحت شوكة في ظهر الكويت، سعى لحلها بشكل يضمن أولاً سلامة الوطن، ثم عدم التعرض لظلم أحد له حق في التجنيس.
ولكن وسط هذه المساعي الطيبة للرئيس يأتي البعض من فئة البدون مندساً في المظاهرة الأخيرة التي أطلق عليها (بس مصخت) ويطالب بكل جرأة برحيل ممثل الشعب الكويتي رئيس مجلس الأمة، يحزنني ويسيء إلى مشاعري ومشاعر كل الكويتيين الشرفاء، مثل هذه الهتافات ممن لا حق له في وطني وأرضي، مَنْ الذي أعطاهم الحق؟! ومن أين أتوا بهذه الجرأة للتطاول على رمز الشعب الكويتي؟! أنا أقول لكم (بس مصخت وطالت وتشمخت)، في السابق تجرأتم على الحكومة الكويتية والمطالبة برحيل رئيسها الشيخ جابر المبارك، واليوم تطالبون برحيل رئيس برلمانها، ماذا تحمل لنا الأيام من مطالبات أخرى، من ستتجرؤون على طلب رحيله في بعد ذلك؟ لقد تجاوزتم الخطوط الحمراء.