No Script

بالقلم والمسطرة

التوثيق والتصفيق والدكتور عبدالله النفيسي!

تصغير
تكبير

ما تعلمته في علم إدارة المشاريع الهندسية، أنه عند الانتهاء من أي مشروع يجب أن نستفيد ونتعلم الدروس الهندسية وحتى لو كانت هناك أخطاء، فنحن نتعلم منها لكي نتجنب تكرارها ونزيد الوعي لدينا، وهذا ينطبق كذلك على كثير من الجوانب في الحياة، لذا علينا أن نعيد قراءة الأحداث التاريخية من زوايا عدة وليس المرور عليها بشكل عابر وعادي، بعيداً عن الواقع، وبشكل مغلف بالحذر المبالغ فيه، ومن دون الاستفادة من المعلومات والحكم والعبر التي صاحبتها خصوصاً ونحن في عصر الانفتاح الإعلامي، وقوة البيانات والدراسات والتحليلات والتخطيط للمستقبل بناء على تلك البيانات.
وما شد انتباهي في الفترة الأخيرة مقابلات عدة في قناة اليوتيوب مع المفكر الإسلامي الدكتور عبدالله النفيسي، وأنا أتابع هذه الحلقات باستمتاع وأستفيد من المعلومات والسرد التاريخي الحقيقي وكيفية قراءة الأحداث والمراحل الزمنية والأماكن والظروف، التي عايشها والمناخ السياسي الذي عاصره، والتحولات في المجتمعات، لذا نحن بحاجة إلى قراءة جديدة للأحداث السابقة، مثلما فعل الدكتور النفيسي، للاستفادة من الدروس والعبر في كل حدث.
ونحن ندرك أن التاريخ يعيد نفسه في كثير من الأحيان، لذا يجب أن نستغل وجود شخصيات ذات تفكير استراتيجي وسياسي عميق مثل النفيسي، للاستفادة منه بشكل عميق ومن ثم تستفيد منه الدولة، ما يساهم في التوثيق الحقيقي للأحداث التاريخية والسياسية بعيداً عن الاكتفاء فقط بالمقابلات، في الإعلام الخاص أو عن طريق الإنترنت.
فالشخصيات من هذا النوع مثل العملة النادرة، قد لا تتكرر، فلماذا لا نستفيد منها في التخطيط للبلد ؟! وفي الجانب الآخر نشاهد مقابلات التصفيق - إن جاز التعبير - والتي تشعرك بالملل، وهي مجرد تذكير لمسيرة هذا القيادي السابق، أو هذا الضيف، وللأسف يجب أن يكون ذا منصب سابق، وربما لا نعرفه عندما كان في المنصب!، وهو يشرح تاريخه بأسلوب يجعلك تظن أحياناً أنه كان يعايش عالماً مثالياً، بعيداً أحياناً عن الصراحة المطلوبة أو المعلومات المفيدة، وكأنه كان في بيئة عمل لا ينقصها شيء، أو كان موجوداً في عالم آخر!
لذا، فإن البرامج الحوارية الصريحة تتيح للجمهور التعرف على خبايا الكثير من الأمور، سواء لمن تتم مقابلته أو التعرف على الظروف الحقيقية والمزاج العام له في كل مرحلة من المراحل الزمنية السابقة، للاستفادة من دروس الماضي، والله المستعان في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي