No Script

بوح صريح

المفتاح يعرف صاحبه

تصغير
تكبير

كتبت منذ أيام: لا تثق بمن يقول لك إن لديه مفاتيح الجنة والنار. ببساطة قل له:
لديّ مفاتيحي الخاصة. فمن أعطاك مفاتيحك. أعطاني مفاتيحي أيضاً. والشطارة أن تعرف أي مفتاح يعمل. متى وأين وكيف. لكن فقط مفتاحك لا مفتاح الآخرين. فكل مفتاح يعرف صاحبه.
مناسبة الحديث كان فيديو نشره أحد المغردين لرجل يرتدي جبة وعمامة. ويعزف على البيانو مقطوعة عذبة رقيقة ويجيدها بإتقان كبير. وعجبت كيف أن الفيديو يجسد كمية التسامح الكبيرة بين الدين والفن والجمال. وكيف أن هذا العازف كان متصالحاً مع نفسه. ومع ما يريد من هذه الحياة وما يسعده. ولم تقف العمامة عائقاً بينه وبين هذه السعادة التي يجلبها له عزف البيانو.


الحقيقة أن ليس هناك من يحدد لنا معنى السعادة أكثر منا فحسب. بل لا يوجد من يمنعنا من تحقيقها سوى الأوهام في رأسنا أما الحياة فأبسط كثيراً مما نظن. نحن من يعقدها بالاستماع لفلان والتأمل في رأي فلان. وهم غير متخصصين ولا يفقهون شيئاً مما يقولون ويخوضون فيه أصلاً.
وأذكر أنني حين كنت أحضّر الدكتوراه في جامعة برمنغهام. كان قسم الفلسفة وعلم الأديان في القسم نفسه. تخرج من المصعد في الدور الثاني. فتجد لوحة عليها «قسم الفلسفة والأديان». Philosophy and Theology رغم الفرق الشاسع بين العلمين. فالفلسفة تدعو للتساؤل والبحث والنقاش... بينما علم الدين يتحدث عن الثوابت والإيمان. لكنهما في قسم واحد جنباً بجنب. هل يكملان بعضهما البعض. هل يتجاوران بالهدف أو المعنى أو الحقيقة... ربما!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي