No Script

في الصميم

الشهادات المزوّرة... أين أصبحت؟

تصغير
تكبير

موضوع الشهادات المزورة قد خبا ذكره وانطفأ الحديث عنه، فلم نعد نسمع عنه أي خبر، ولم تعد له سيرة تذكر... فعسى المانع خيراً... إذا إنه منذ إحالة وزير التربية والتعليم مزوري الشهادات الأكاديمية إلى التحقيق - منذ فترة ليست بالطويلة - والموضوع كأنه لم يكن، لذا يحق لنا الاستفسار عما وصلت إليه تلك التحقيقات، ولكن - في المقابل - ليس هناك في الأفق أي خبر.
فلا ندري إن كان هناك شيء يمنع التصريح أو خلافه، فهل بردت كرة اللهب، التي اشتعلت في الصيف الماضي، بفعل دخول فصل الشتاء إليها، وضاعت في غياهب ودهاليز غير معروفة النهاية!
إن موضوعاً حيوياً كهذا له قيمة كبيرة، تتمثل في توعية وإبقاء الشعب على صلة مباشرة بتطورات ما حدث في ما بعد، والإجراءات التي تمت في مسألة تحويل مزوري الشهادات إلى الجهات المعنية، ولعلنا لا نذهب بعيداً عن التربية والتعليم، لنذكّر أن هناك لجنة تشكلت برئاسة وزير الصحة الشيخ باسل الصباح للجنة، ووكيل الوزارة مصطفى رضا، لتدقيق ومراجعة الشهادات الجامعية لموظفي وزارة الصحة من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وخلافهم، تلك التي وقفت عند حد تحويل البعض إلى النيابة العامة، ولم يظهر بعد ذلك أي أخبار أو تطورات إلى العلن.
إن المواطنين اليوم لهم الحق في معرفة إلى أين وصلت الأمور في هذا الموضوع البالغ الحساسية، والذي يطول مواقع وأماكن حساسة في الدولة، وقد ينتج عنه تدمير للبنية التحتية للبلد، إذا ما تولى أولئك المزورون زمام دفة الأمور، فعلى الدنيا السلام حينها.
ومن ناحية أخرى، فإن كثرة الشهادات المزورة تدق ناقوس الخطر، مما يفرض معه التصريح الدائم لأي تطورات تحدث في هذه القضية، التي قد تتهدد المجتمع بأكمله، وتنسف جهوداً قامت بها الدولة على مر السنين والعقود.
كما أننا في هذا الصدد نؤكد على استمرارية جهود الوزارات المعنية في وضع ضوابط وأسس جديدة لكل من يتم اختياره للعمل في منصب أكاديمي عالٍ، واتباع أصول الاختيارات السليمة، والتي تناسب المنصب الذي سيتولاه الأكاديمي الذي يقع عليه الاختيار.
إن الحكومة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك بأسرع من الوتيرة الحالية، ووضع الأسس المناسبة، لتدقيق الشهادات، والحرص على إطلاع الشعب بآخر التطورات التي تحدث، لكي يكونوا على اطمئنان تام بمن يتولى أمورهم وحياتهم اليومية... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي