No Script

رحل القنّاص معلّم الريادة وخلفه إنجازات اقتصادية وسياسية واجتماعية

ناصر محمد الساير سيرة حضور... رغم الغياب

تصغير
تكبير

جسّد مقولة لا تذهب  حيث يسير الدرب بل اترك أثراً خلفك

كسبَ الرهان وأقنع  «تويوتا» بدخول المنطقة من بوابة الكويت

رسم صورة مستقبلية للقطاع الخاص وحرص على قيادة النهضة 

اعتبر أن التعليم أقوى سلاح يمكن  استخدامه للتغيير

وصوله لأعلى منصب  في 12 شركة... قصة ملهمة للشباب

المبادرة ووضوح الأهداف والتخطيط  الجيد للانطلاق   سمات ميّزته

«الساير القابضة» رائدة  بتجارة المواد الغذائية   قبل اكتشاف النفط 
 
مجموعة الساير حكاية نجاح بدأت بفكرة صغيرة وتوسّعت بالمنطقة

سيرة الرجال... الرجال، كتاب مفتوح في حياتهم، وبعد مماتهم، والقارئ في صفحات كتاب الفقيد ناصر محمد الساير يستطيع بسهولة أن يكتشف أن بومبارك تعلم الريادة والمبادرة وأنه من معدن الرجال الذين بوركت الكويت فيهم.
ويمكن القول إن رجل الأعمال البارز رئيس مجلس إدارة شركة مؤسسة محمد ناصر الساير وأولاده، ناصر الساير ترك خلفه بعد رحيله أمس، سلسلة إنجازات سياسية عبر انتخابه في العام 1971 عضواً في مجلس الأمة، لفصل تشريعي واحد ممثلاً للدائرة الانتخابية الثالثة، واجتماعية بكرم عطائه محلياً وخارجياً، فلم يكن خافياً أن الراحل كان رائداً من رواد العمل الانساني، كريماً في تبرعاته للعمل الخيري محلياً وخارجياً.
وبالطبع قصة نجاحه الاقتصادية والتي يأتي عنوانها العريض «مجموعة الساير»، ولذلك لا يمكن أن ينسى مجتمع الأعمال أن الراحل أسهم وبقوة في نهضة الاقتصاد الوطني، عبر مشاريعه ومؤسساته التي شكلت قوة دافعة في إحداث نهضة حقيقية للقطاع.
المبادر الناجح، صاحب الفكر الثاقب، الناصح لفريقه، الواثق بالشباب، المغامر، المناضل، التاجر بالطبع، البدوي بالشهامة، صفات عديدة عُرف بها الراحل ناصر محمد الساير، فيما  يصفه المقرّبون الأوائل بأنه «معلّم الريادة والمبادرة»، نسبة إلى شغله مناصب عدة في جمعية المعلمين وغيرها من المناصب.
لم يقف نجاح الساير  الذي ولد في عام 1929 عند حدود قطاع السيارات فحسب، فقد شغل رئاسة مجالس إدارات شركة بحرة التجارية، ومصنع الساير للمرطبات، ومصنع الكويت لعلف الحيوان، وشركة مشاريع الساير المحدودة، وشركة الساير لشراء وتأجير وبيع السيارات، وشركة تسهيلات الساير، وشركة الحزام الأخضر للنقل، وشركة الأسواق المتحدة، وشركة الساير للهندسة، وشركة الساير مصر، وشركة الساير دبي.
كما شغل رئاسة مجلس الإدارة، ونائب رئيس مجلس الإدارة للشركة الوطنية الدولية القابضة، ونائب رئيس مجلس إدارة مركز الخليج المالي، ونائب رئيس مجلس الإدارة لشركة الإسكندرية للملاحة والنقل في مصر، وعضو مجلس الإدارة في المنظمة الإسلامية العالمية الخيرية.
كما نال عضوية عضو نادي المعلمين قبل الاستقلال، وعضوية المجلس الأعلى للمعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعضوية مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة، وعضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعة، ونائب رئيس مجلس الإدارة، وعضو مجلس الإدارة لشركة المال الكويتية، ورئيس مجلس إدارة شركة دار الاستثمار.
ويبدو من مسيرة الراحل والتي تمتد لأكثر من 65 عاماً، أنه كان دائماً مناضلاً، ما كان ليتوقف عن العمل والإنجاز، قبل أن يتوقف قلبه عن النبض، فكان محباً للحياة، معطاء في كل الاتجاهات، دون أن ينسى بين كل ذلك إجادة دور الأب بكل تفاصيله، بدءاً من الرعاية  الاسرية، ومروراً بزرع القيم والمبادىء، وانتهاء بالخوف والحرص الأبوي الفطري.لم يتخل بومبارك عن النجاح أبداً، كهدف حدده في طريق طويل له، ولذلك لم يكن مستغرباً أن يمتلك قصة نجاح ملهمة، لكل شاب وشابة طموحين، خصوصاً وأن رحلته لم تكن ضبابية، فالرجل كان متسلحاً خلالها بالرؤية والتطلع والعمل الدؤوب لينجح في النهاية بترك بصمة حقيقية في نهضة الكويت.
عمل الراحل على تنفيذ مقولة «لا تذهب حيث يسير الدرب بل حيث لا يوجد درب واترك أثراً خلفك» على أرض الواقع، حتى بات اسمه مقترناً بالنجاح ومواجهة التحديات والتغلّب على المعوقات، فنجح في تمثيل الكويت بمحافل عالمية عديدة.
ومن بوابة شركة «تويوتا» للسيارات، بات أول من يمثلها في العالم العربي، حيث أسهم بدخولها إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، بحنكته ونظرته البعيدة للأمور، ولذلك لم يكن العم ناصر الساير صاحب بصمة في سوق السيارات المحلي فحسب، حيث حمل اسم الكويت إلى جميع الدول العربية، بمشاريع متعددة، عززت اسمه كنموذج لرجل أعمال مغامر لا يؤمن بالحدود الاقتصادية.  
 ومع رحيل العم ناصر محمد الساير، الذي عرف عنه العمل بروح الفريق الواحد يكون القطاع الخاص في الكويت، فقد واحداً من أبرز المباردين الاقتصاديين، من قبل اكتشاف النفط في العام 1930، وواحداً من الرعيل الأول ممن ساهموا في رسم صورة مستقبلية للاقتصاد الكويتي والقطاع الخاص، بحرصه على المبادرة والانفتاح.
رحل  الساير تاركاً وراءه إرثاً سياسياً واقتصادياً كبيراً، لتطوي الكويت بغيابه صفحة وجه اقتصادي بارز في مجتمع رجال الأعمال، بعد نجاحه في كتابة قصة نجاح سياسية قبل أن تكون تجارية، فحمل اسم الكويت إلى جميع الدول العربية.
مسيرة طويلة مع أكثر من 65 عاماً من التراث والريادة والازدهار والنجاح والمسؤولية الاجتماعيةـ شكلت عوامل حوّلت مسيرة الراحل ناصر محمد الساير إلى قصة نجاح، ورحلة أمل لكل شاب وشابة طموحين على أرض الكويت، رحلة تقوم على أسس الرؤية والتطلعات والعمل الدؤوب لتؤدي بالنهاية إلى تحقيق الإنجازات.
بالطبع رحلة الساير التجارية لم تكن سهلة، ولكنه امتلك جميع السمات التحدي والإصرار على النجاح التي جعلت منه رجل أعمال ناجح، لتشكل قصته الناصعة بالإنجازات، خير دليل على أن لا شيء يأتي بسهولة، لكنه حقق النجاح بفضل رؤيته التي تقوم على المبادرة، والوضوح في تحديد الأهداف، والتخطيط الجيد، والانطلاق بالتوكل على الله، وهي عناصر اجتمعت في الراحل، لتجعله نموذجاً يحتذى في عالم الأعمال.
 الحرص على العمل بروح واحدة وفريق واحد للوصول إلى النجاح المرتقب في كل المجالات، ميّزت مسيرة الراحل الساير ضمن مجموعة الساير مع أبنائه وأخوته، إذ تمكن بفضل ذلك من التوسع في الكويت والعالم العربي وبقية دول العالم.
مثل الراحل الكويت بالعديد من المحافل العالمية، حتى بات اسمه مقترناً بالنجاح ومواجهة التحديات والتغلّب على المعوقات، بالاعتماد على الثقة بالنفس من بعد الله، التي كانت مفتاحاً جعل منه رمزاً من رموز الوصول بالكويت إلى العالمية من بوابة شركة «تويوتا» للسيارات، التي بات أول من يمثلها في العالم العربي، والذي ساهم بدخولها إلى أسواق الخليج، بحنكته ونظرته البعيدة للأمور.

بداية الحكاية
بداية القصة عندما بدأ الساير في استيراد خزانات المياه إلى الكويت والمضخات والأصباغ ومولدات الكهرباء والأخشاب، كما عمل بتجارة الذهب، وتركز نشاطه على التجارة بالعمولة، وتوجه بعد ذلك وتحديدا في العام 1954، للعمل بقطاع السيارات.
قاد حب الساير للصيد والقنص إلى التعلق بسيارة اللاند كروزر والتي رأها في إعلان نشرته مجلة الريدز دايجست، ليضع وقتها رهاناً لنفسه على أن يقنع مؤسسي العلامة اليابانية، بدخول المنطقة من بوابة الكويت، ولم يمض وقت طويل إلا وقد سجل نفسه كأول وكيل لـ«تويوتا» في الشرق الأوسط.
الساير صاحب الفكر الاقتصادي الطموح، كان صاحب مشروع اقتصادي كبير وومنهج، لذلك كان ينظر إلى العملاء على أنهم شركاء نجاح، لنيل ثقتهم في كل ما يطرحه من خدمات ومنتجات، مع تقديم أرقى مستويات الخدمة للعملاء، اقتناعاً منه بأن رضاهم الطريق الوحيد الذي يجعل أي مؤسسة تحقق النجاحات، وتترك بصمة في تاريخ الدول والمجتمعات والشعوب، وهو ما نجحت «الساير القابضة» بتحقيقه بكل جدارة واستحقاق.
فصل جديد في تاريخ واعد ضمن محطة الكويت المضيئة، كانت مع تأسيس «الساير القابضة»، فناصر محمد الساير تحدى الظروف القائمة آنذاك، وكسب التحدي في جذب الأنظار العالمية إلى الدولة، من خلال تأسيس مجموعة تحولت رويداً رويداً إلى شبكة مترابطة عبر الخليج والعالم العربي، ومجموعة دولية معروفة بات الكثيرون في عالم الأعمال يتحدثون عنها، حتى باتت لا تغيب عن لسان من يبحثون عن حكايا نجاح بدأت فكرة صغيرة وتحولت إلى حقيقة على أرض الواقع.
ونجح الراحل في رفع اسم الكويت في المحافل الاقتصادية العالمية، فكان له ما أراد، مع تحول «الساير القابضة» في بداية رحلتها إلى أحد الرواد في تجارة المواد الغذائية قبل فترة طويلة من اكتشاف النفط في الكويت عام 1930.
طموح ناصر محمد الساير وتاريخه المضيء والمليء بالإنجازات، يمكن أن يعرض كقصة طموحة لأي شاب أو شابة، ورؤية مفعمة بالأمل والتطلعات والعمل الشاق، عنوانها الأساسي تمثل في الرؤية الواضحة، والتخطيط الجيد، والثقة في الله دائماً.
وصول الساير إلى أعلى منصب في 12 شركة، تعكس قصة ملهمة لأي شاب أو شابة، مفعمة بالأمل والتطلعات والعمل الشاق، إذ إنها لم تكن من فراغ، بل كانت التجربة هي الجزء الأهم فيها، بما تنطوي عليه من مخاطر، مع الأخذ في الاعتبار أن «الرؤية الواضحة، والتخطيط الجيد، والثقة في الله دائماً، هم أساس النجاح الذي يمهد الطريق نحو القمة».

بصمات واضحة
مع مرور السنوات، وسّعت «الساير القابضة» أعمالها من صناعة السيارات، لتكون مرجع ثقة ومكان تقديم أفضل خدمة على الإطلاق، حيث تعمل حالياً في قطاعات السيارات والمعدات الثقيلة والتمويل والاستثمار والعقارات والخدمات والتأجير والتجزئة والتأمين وملحقات السيارات والتكنولوجيا والتجارة العامة، وقطاعات المقاولات، والطب، والترفيه.
3 عوامل وضعها الساير في الاعتبار ...العملاء والموظفين والشركات الدولية التي تمثلها المجموعة في السوق المحلي، مع اقتناعه بأن هدف أي علامة أو شركة متنامية ومبتكرة، يكمن في القدرة على تحقيق التوازن بين العناصر الثلاثة المذكورة فضلاً عن التفاني الكبير للجودة.


حافلة بالرفاهية
كان الساير يحرص على الجميع متصلاً بالأعمال دائماً، مع المساحة في المجتمع الكويتي وفي العالم، من خلال تنظيم الأنشطة، ومن خلال دعم وتشجيع الآخرين على القيام بالأنشطة والفعاليات التي تعود بالخير على الجميع.
شقّ الساير طريقه مع أبيه الراحل محمد الساير، وأخيه الراحل بدر إلى «بلاد الشمس المشرقة» لاستقدام أول مركبة من العلامة اليابانية الأشهر في العالم (تويوتا) إلى الكويت بل إلى العالم العربي برمته.
ولأن الرجل الذي ينحدر من عائلة امتهنت التجارة قبل اكتشاف الكويت للنفط بأكثر من 20 عاماً، اعتبر «التعليم أقوى سلاح يمكنك استخدامه للتغيير»، فركّز في بداية حياته على التعليم، فاستطاع إتقان 3 لغات إلى جانب العربية، وهي الإنكليزية، والفارسية، والأوردية، ومزج كل ذلك مع الخبرة التي اكتسبها من مرافقته للتجار، وتعلم أسرار المهنة منهم.

معترك السياسة


بدأ الساير تجارته للسيارات، باستيراد سيارتي «سكودا» في العام 1954، لكنه لم يجد الطلب عليها في الكويت، إلا أن ذلك لم يثنه عن متابعة مسيرته بكل كد وتعب، فهو من قال إن «لا شيء يأتي بسهولة» فاستمر بمراسلة الشركات الأخرى لاستيراد بضائعها حتى قاده حبه للصيد والقنص لتعلّقه بـ «لاند كروزر» رأها في إعلان نشرته مجلة «الريدرز دايجست» عن «تويوتا»، فاستورد أول سيارتين في 1954، وباعهما إلى دائرة الأشغال، ثم زار اليابان في 1955، للقاء مديري «تويوتا» وتوثيق العلاقة بينه وبينهم فحظي بثقتهم وأصبح وكيلاً لها في الكويت، وشرق المملكة العربية السعودية، ودبي، والبحرين، وقطر، ولبنان، فكان أول وكيل رسمي لشركة «تويوتا» في الشرق الأوسط.

أول «لاندكروزر»  للشرق الأوسط

الراحل ناصر محمد الساير الذي استقدم إلى الكويت بل إلى الشرق الأوسط أول سيارة «لاندكروزر» ثابر واجتهد مع أبيه وأخيه الراحلين خلال سنوات مديدة ومن بعدها مع أبنائه وأبناء أخيه بدر لبناء مجموعة عملاقة ذائعة الصيت، يتظلل تحتها مجموعة من العلامات التجارية العالمية المرموقة في مجال السيارات، وأعمال البناء، والهندسة، والأسمدة، والمعدات الصناعية، وتكنولوجيا المعلومات، والمجال الطبي، ووسائل النقل وغيرها الكثير من المجالات والأنشطة الرائدة على مستوى الكويت.


المسيرة التعليمية

التحق ناصر الساير في بداية رحلته التعليمية خلال طفولته بمدرسة العنجري الأهلية، ثم انتقل إلى التعليم النظامي في مدارس المباركية فالأحمدية فالقبلية، واقتصر تعليمه فيما بعد على الصف الرابع المتوسط، قبل أن يبدأ رحلة مرافقة التجار وتعلم اسرار المهنة منهم، واتقن خلال مسيرته اللغات الإنكليزية والفارسية والأردية.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي