No Script

حروف باسمة

سلام على بيروت

تصغير
تكبير

بلد يخلد فيه الناس إلى الراحة في كنف أجواء مريحة، وهواء عذب ومناظر خلابة تجعل الذي يذهب إلى هذا البلد يشعر بالراحة، أهلها يعملون بجد واجتهاد.
ضربتها أزمات وأزمات أدت هذه الأزمات - على اختلاف أسبابها وأنواع عوافيرها وأصناف ألوانها - إلى ألم وضنك وإرهاق لشعب اتصف بالعمل الدؤوب والنشاط، من أجل تحقيق مبتغاه، ولكن لم يُترك هذا الشعب للمضي في تحقيق آماله.
فأزمات اقتصادية تترى... من انخفاض سعر العملة وانتشار البطالة بنسبة تفوق 40 في المئة، إلى الهموم والآلام والأوجاع، ليأتي هذا الانفجار المروع.


هيروشيما الثانية التي هزت بيروت إنما هزت قلوب الدنيا بأسرها.
لوعة وحزن وأسى على أبرياء انتشرت أشلاؤهم وسالت دماؤهم.
هذا الانفجار الذي نجم عن تخزين كمية ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم في أحد عنابر المرفأ منذ أعوام، ترى هل هو ناتج عن إهمال أو تدخل خارجي أو انفجار صاروخ أو قنبلة، مهما كان التحليل السياسي فلنترك ذلك للسياسيين، ولكننا ننظر بقلوب إنسانية إلى هذه الفاجعة التي دمرت صومعة للقمح وسبع عشرة حاوية، كانت تحمل إمدادات طبية من منظمة الصحة العالمية، مما تسبب في أضرار أصابت خمسة مستشفيات وعدداً من المراكز الصحية.
أزمة جسيمة مضافة إلى الأزمات التي يعانيها هذا البلد الجريح.
احتياجات صحية طارئة بعد انفجار مرفأ بيروت، الذي يهدد - بحسب منظمة الصحة العالمية - بتسريع انتشار فيروس كورونا.
أيادي الخير من دول العالم والقلوب المحبة للخير والسلام، تمتد إلى ربوع لبنان لإيصال مواد غذائية، ومساعدات ولوازم طبية إلى بيروت، الذي شرد الانفجار نحو 300 ألف شخص من سكانها، فيما تستمر جهود الإنقاذ للبحث عن عشرات المفقودين، ناهيك عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
ساعد الله لبنان الذي يعيش في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تركت ملايين المواطنين تحت خط الفقر، ليأتي الانفجار وسط هذه الأزمة لضربة قاسمة للوضع الاقتصادي المتدهور.
اليراع لا يقوى على أن يكتب والقلب يرجف عندما يصيغ الذهن.
إنها عبارات تدون هذه المأساة الكبرى... مشاهد للبنانيين يفتحون بيوتهم وفنادقهم، وكل ما يملكون لأشقائهم، والكل ساهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وتبقى المأساة عظيمة والخطب جلل، والدعاء للشهداء بالمغفرة وللمصابين بالشفاء العاجل، وأن يربط الله الكريم على قلوب الثكلى واليتامى بالصبر والسلوان، وأن يعود لبنان الجميل كما كان متألقاً، ويجمع الله قلوب أبنائه لاحتضانه حتى تدب الحياة فيه وينتعش الاقتصاد، وتتبدد الأزمات النفسية والاجتماعية والابتهال لجميع المفقودين بالسلامة.
حقا:
هذه الدنيا أعدت
لبلاء النبلاء

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي