استحواذ شركات الاتصالات على مزودي الإنترنت: اقتناص الرخصة الدولية ودخول المنازل عبر الهاتف

تصغير
تكبير

محمد النصف: العمليات الأخيرة تؤكد التنافسية الكبيرة بين الشركات المحلية

 

العميل المستفيد الأول... مكان واحد لباقات الهاتف والإنترنت المنزلي

 

أحمد الإبراهيم: الأمر سلبي على المؤسسات الصغيرة... وإيجابي للجيل الجديد

 

«هيئة الاتصالات» تشترط الحفاظ على المنافسة العادلة وجودة الخدمات المقدمة

بات الاستحواذ على شركات الإنترنت، الشغل الشاغل لشركات الاتصالات المحلية، سعياً منها لاقتناص رخصة الاتصالات الدولية، ورخصة الهاتف الثابت، بما يتيح لها ولوج عالم الهواتف الأرضية «المنازل»، وتوفير خدمات الإنترنت عن طريق «الفايبر» و«الكايبل» بدون وسيط.
وبهدف خفض المصاريف التشغيلية، يأتي السباق بين «زين» و«VIVA» و«Ooredoo» لدخول قطاع جديد بشكل مباشر، أي الإنترنت المنزلي، وتقديم الخدمات للعملاء بدون شراء السعات من شركات الإنترنت الموجودة في السوق، بما يؤدي إلى زيادة حصتها السوقية وحضورها بين العملاء، وبما ينعكس إيجاباً على ربحيتها والعوائد التي تقدمها لمساهميها بشكل أساسي.
وفي هذا الصدد، جاء إعلان شركة الاتصالات الكويتية «VIVA» قبل أيام قليلة بالاستحواذ على شركة «كواليتي نت» مقابل 28.3 مليون دينار، ليلحق بالخطوة التي قامت بها «Ooredoo» في فترة سابقة بالاستحواذ على شركة «فاست تلكو» مقابل نحو 11 مليون دينار.
وتأتي هذه الصفقات لتظهر الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها قطاع الإنترنت المنزلي لدى شركات الاتصالات العاملة في الكويت، وسعيها الحثيث لتخفيض التكاليف التي تدفعها مقابل شراء سعات الإنترنت، لتصبح هي صاحب الخدمة بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي في شركة «كواليتي نت»، محمد النصف، إن عمليات الاندماج بين شركات الاتصالات والإنترنت، يساعد الأولى على الحصول على الرخصة الدولية ورخصة الهاتف الثابت، ويتيح لها تقديم الخدمات للعملاء في المنازل، بما يساعدها على زيادة حضورها في السوق المحلي.
وأضاف النصف في تصريح لـ«الراي» أن عمليات الاستحواذ الأخيرة تؤكد الأهمية الكبيرة التي يضطلع بها قطاع الاتصالات، والتنافسية الكبيرة بين الشركات المحلية، من أجل توفير خدمات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الوقت نفسه لجميع العملاء.
وأشار إلى أنه قد درجت العادة في الفترة الماضية، أن تقوم شركات الاتصالات الثلاث أي «زين» و«VIVA» و«Ooredoo» بشراء سعات الإنترنت من نظيراتها في قطاع الإنترنت «كواليتي نت» و«فاست تلكو» و«مدى» مقابل مبالغ مالية واتفاقيات شراكة ثنائية.
وتابع أن عمليات الاندماج والاستحواذ بين الشركات التي يجري الإعلان عنها بين فترة وأخرى، تؤدي إلى تخفيض التكاليف التشغيلية على الشركات، وتعزيز ربحيتها وإيراداتها التشغيلية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي أيضاً على العملاء الذين يحصلون على اشتراكات وباقات بأسعار تنافسية ومن مكان واحد.
وتوقّع النصف أن تشهد الفترة المقبلة قيام شركات الاتصالات، خصوصاً التي استحوذت على شركات الإنترنت، أي «VIVA» و«Ooredoo» بإطلاق باقات تتيح للزبائن الجمع بين خطوط هواتفهم واشتراك الإنترنت في المنازل من مكان واحد، وهو ما يؤدي إلى تقليص نفقاتهم الشهرية من جهة، ويوفر عليهم الوقت والجهد والانتقال من مكان إلى آخر لدفع الفواتير وتقديم طلبات الاشتراك وغيرها من الأمور القانونية والتقنية.
وبيّن أن الكويت توفّر خدمات الإنترنت للمقيمين على أراضيها عن طريق كايبلات برية وبحرية، مرجحاً أن تقوم الشركات في الفترة المقبلة بتطوير شبكاتها، ومساعدة الجهات المعنية في الدولة للحصول على الخدمة عن طريق الهواء، والتي تشكل التقنية الأحدث في العالم اليوم.

الإبراهيم
من جهته، رأى عضو مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، أحمد الإبراهيم، أن عمليات الاستحواذ التي تجري بين شركات الاتصالات والإنترنت، تأتي بهدف تطوير وتحسين جودة الاتصالات وخدمات الإنترنت في السوق المحلي.
وأشار إلى أن هذا الأمر يؤدي في الوقت نفسه، إلى عدم احتكار الخدمات من قبل شركة معينة، ويساهم بزيادة التنافسية في القطاع، منوهاً إلى أن المؤسسات الصغيرة تتأثر سلباً من مسألة الاستحواذات التي تجري، لأن هذا الأمر يسهم بتقليص إيراداتها التشغيلية من بيع الخدمات وسعات الإنترنت لشركات الاتصالات.
وأكد الإبراهيم أن موافقة هيئة تنظيم الاتصالات، وبصفتها المشرف على عمل القطاع، ضرورية على عمليات الاستحواذ التي تجري بين شركات الاتصالات والإنترنت، لافتاً إلى أنها تشترط وقبل إتمام أي عملية، الحفاظ على المنافسة العادلة في السوق، وتحسين جودة الخدمات، وتلبية متطلبات العملاء بسرعة وبدون أي تأخير.
واعتبر أن عمليات الاستحواذ التي تجري تصب في صالح الجيل الجديد بشكل أساسي، خصوصاً وأن الشباب يعدّون اليوم أكبر المستهلكين للإنترنت، نظراً لارتباطهم الكبير بعالم التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية.
وذكر الإبراهيم أن الكويت تحاول اليوم اللحاق ببقية دول العالم في هذا الأمر، لافتاً إلى أن شركتين أو 3 في العديد من دول العمال تستحوذ بشكل أساسي على الحصة السوقية في خدمات الاتصالات والإنترنت، وتعمل على مساعدة العملاء من الأفراد والمؤسسات في الحصول على أكبر السعات وأقصى السرعات لباقات الإنترنت.
ومن هنا، يتفق الجميع على أن عمليات الاستحواذ والاندماج بين شركات الاتصالات والإنترنت، تصب في النهاية بصالح العميل والشركات في الوقت نفسه، وسط ظهور العديد من التساؤلات حول قدرة المؤسسات الصغيرة على الصمود والاستمرار في المنافسة، وتقديم الخدمات المتطورة التي ينتظرها العملاء على الدوام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي