حوار / «يفرحني أنني محطّ ثقة الكثير من الممثلين الشباب»

تقلا شمعون لـ «الراي»: طفلي سيُحدِث «خضة»

u062au0642u0644u0627 u0634u0645u0639u0648u0646
تقلا شمعون
تصغير
تكبير
«ثورة الفلاحين» سيجيب عن سؤال كل مواطن عربي

يجب ألا نستخفّ بالتمثيل لأنه مهنة خطيرة

يعم التمثيل في لبنان فوضى عارمة... وهم لا يريدون تنظيمها
يحوط بها الفنّ من كل جهة في حياتها، فهي ممثّلة أثبتت حرفيتها عبر العديد من الأعمال التي انطبعت في أذهان الناس وأكدت تَميُّزها، كما أنها أستاذة تمثيل وتعطي دروساً وتلقّن كل مَن يقصدها أصول التمثيل وقواعده، بالإضافة الى أنها كانت وما زالت حتى اليوم تُعيّن كمسؤولة عن الـ «Casting» في العديد من الأعمال الدرامية.

إنها الممثّلة تقلا شمعون التي تعمل وزوجها المخرج طوني فرج الله حالياً على التحضير لفيلمهما السينمائي الذي سيبصر النور في وقت لاحق، كما أنها تشارك في مسلسل «ثورة الفلاحين» الذي أُعلن أخيراً البدء بتصويره. «الراي» حاورت شمعون وفي ما يأتي نص الحوار:


• أخبرينا عن مشاركتك في مسلسل «ثورة الفلاحين»؟

- في رأيي أن «ثورة الفلاحين» سيجذب عدداً كبيراً من الجمهور لمتابعته لأنه سيجيب عن الكثير من الأسئلة التي يسألها كل مواطن عربي في هذا الوقت حول الثورات التي وقعت في العالم العربي. الكاتبة كلوديا مرشيليان، ومن خلال هذا المسلسل، «ح تفشّ خلق كثير من الناس» وستكون لسان حالهم.

• لماذا الكلام عن حقبة زمنية ماضية ونحن لدينا في هذا الوقت مشاكل «بتكفي وبتوفي» والأجدر تَناوُلها على صعيد الدراما؟

- سأخبرك تفصيلاً مهماً هنا. في علم الدراما يجب أن تكون هناك مسافة زمنية بين تاريخ الواقعة وبين تَناوُلها في عمل درامي، لأنه إذا لم توجد تلك المسافة التي تسمح لنا بالرجوع إلى الوراء لا نستطيع أن ننظر بعينٍ مجرَّدة. ولهذا لا يمكننا أن نكون موضوعيين إذا تكلمنا درامياً عن مشكلة آنية يعانيها العالم العربي أو بلدنا حتى، فنحن في قلب الأزمة وقلب الحدَث، ولذا يُفضل مرور زمن كي يتم تَناوُل مشكلاتنا ضمن أعمال درامية.

• تحضّرين لفيلم سينمائي مع زوجك المخرج طوني فرج الله، ماذا عنه؟

- تدور أحداث هذا الفيلم في العام 600 ميلادي، وهو عمل تاريخي روحاني. وأحببنا أن نتكلم عن أشخاص «بيتحدّوا حالهم» على مستوى الروح، خصوصاً أننا في زمنٍ يهتم الإنسان بالأمور المادية بشكل أساسي، ولذا أردنا أن نقول عبر هذا الفيلم إن هناك أموراً أخرى تحرّكنا خلال وجودنا على هذه الأرض، فلماذا لا نذكرها؟ وإن شاء الله يُحدِث هذا الفيلم «خضّة».

• ماذا عن دورك في هذا العمل؟

- أشارك في إنتاج هذا الفيلم، كما أنني مسؤولة عن الـ «Casting» وعن تفاصيل أخرى أيضاً، وفي الوقت نفسه ألعب دوراً رئيسياً فيه. فبطبيعة الحال أعتبر هذا الفيلم كـ «baby» (طفل) بالنسبة إليّ... «It’s my baby» (إنه طفلي)، وبدأنا بالتصوير في 15 أكتوبر.

• لديك أكاديمية لتعليم التمثيل... ماذا يرمز لك هذا المشروع؟

- يُفرِحني جداً أنني محطّ ثقة الكثير من الممثلين الشباب وهم الذين يقصدونني بهدف التعلّم، وهذا ما أعتبره نوعاً من التبني. أحبّ لدى وصول الممثلة إلى سنّ معينة أن تتفاعل روح الأمومة الموجودة داخلها، وتسعى لتبنّي المواهب الجديدة وتعمل بكل جهد على صقلها.

• هل في رأيك أن التمثيل في لبنان بحاجة إلى مثل هذه النشاطات؟

- أكيد. صحيح أن فكرة العلم والثقافة في موضوع الدراما والتمثيل لا يؤمن بها الكثير من الناس لكنني أؤمن بها جداً. فأنا لست ضدّ المواهب، بل ضدّ الشخص الذي لا يؤمن بالعلم. مع العلم أن التمثيل مهنة خطيرة جداً ويجب عدم الاستخفاف به.

• الممثل جورج خباز قال لـ «الراي» إن هناك دخلاء كثرا في الفن لكن يتحقق التوازن لأن النوعية تغلب الكمية فهل توافقينه؟

- أكيد.

• وماذا عن الدخلاء؟

- «مش قصة الدخلاء كثار» فهذه المهنة تجذب الكثير من الأشخاص الذين يحبون التعبير عن ذاتهم وترجمة مواهبهم. «طيب ليه بدنا نمنعهم؟»، لكن الاختبار الذي يخضعون له والأعمال التي يقدّمونها هي بمثابة غربال حيث لا يستمر سوى الأفضل والأجدر.

• كيف نظرتِ إلى مشروع «صندوق التعاضد» الذي نجحتْ النقابة وبعد طول انتظار بإقراره؟

- ما زال مشروعاً و«بعد ما صار شي على الأرض»، فإن شاء الله يصبح حقيقة وإن شاء الله «ما يكون هيدا المشروع بمثابة تخدير لنا».

• يعكس كلامك الشك بصدقية المشروع، فما السبب؟

- «مش قصة أنه مش مصدقته»، بل ما أريد قوله هو أن الدولة اللبنانية دائماً «بتسكتنا بوعود»، فانظر إلى المتظاهرين الذين ملأوا الشوارع في لبنان، «بيعطوهم شغلة صغيرة ليسكتوهم لوقت معين». الدولة اللبنانية «مش قابضة حدا من مواطنيها على محمل الجد»، فنحن - أي الشعب - بالنسبة لها غير موجودين.

• كلامك يعني أن صندوق التعاضد الذي أثير أخيراً هو لإسكات الممثلين اللبنانيين لفترة من الوقت بعدما علا صوتهم في الفترة السابقة؟

- «في شي أعمق من هيك بعد، ولو كان هل الموضوع جدي كان مشي». تعمّ هذه المهنة فوضى عارمة وهم يستطيعون تنظيمها لكنهم لا يريدون ذلك بكل بساطة، وهم يعملون على تنمية شعور الفردية داخلنا، أي أن يصبح كل مواطن يفكر في كيفية تنظيم وضعه وحياته وتحسين أموره وكيف يأكل البيضة والتقشيرة، وكيف يحصل على حقوقه وزيادة عبر تقربه لهذه الجهة السياسية أو لهذا الزعيم. لا يوجد فكر جماعي في لبنان أساساً وهذا ما يترك آثاراً سلبية حتى على الدراما.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي