تحسباً لاندلاع معركة طويلة مع «حزب الله»
أكبر حشد عسكري إسرائيلي على حدود لبنان منذ 2006
عزّز الجيش الإسرائيلي قواته في القطاعات التابعة لقيادة المنطقة الشمالية، على نطاق هو الأوسع منذ حرب لبنان الثانية في يوليو عام 2006.
ونقل موقع «واللا» عن مصادر عسكرية في تقرير أمس، أن الجيش أبقى على قواته في حالة تأهب، وأنه تم تعزيز القوات الحدودية بالمدفعية المتطورة ووحدات استخباراتية وقوات خاصة، مضيفاً أن التعزيزات تأتي بأوامر مباشرة من وزير الدفاع بيني غانتس، لمنع «هجوم آخر» قد تقدم عليه قوات «حزب الله»، ضد أهداف إسرائيلية، في ظل حالة التوتر القائمة والخشية الإسرائيلية من التصعيد.
وأشار التقرير إلى أن «رفع مستوى الجهوزية وزيادة حجم القوات لم تأتِ في سياق الاستعداد لتنفيذ هجمات مكثفة على أهداف تابعة لـ(حزب الله)، وإنما لاحتمال اندلاع معركة قد تستمر لفترة طويلة، في مواجهة مع الحزب».
وقال غانتس في مقابلة مع القناة الـ13، أمس، إن حالة التأهب مستمرة وإن الجيش قادر على إيذاء «أعدائه» ومَنْ يستضيفهم، مضيفاً «إذا حاول «حزب الله» مهاجمتنا وإيذاءنا، فسنؤذي «حزب الله» ونضر بدولة لبنان، لذلك أنصحهم بعدم العبث معنا».
وحذّر غانتس في شأن آخر، من حرب أهلية في إسرائيل بسبب استمرار استخدام العنف ضد المحتجين على حكومة بنيامين نتنياهو في تل أبيب والقدس، معتبراً أن الأمر «مزعج وخطير».
ودعا اليمين واليسار للتوقف عن خطاب الكراهية والتحريض، مشيراً إلى أن استمرار هذا الخطاب وما صاحبه من عنف ضد المتظاهرين سيزيد من خطورة الأمور.
وفي شأن خطة الضم، قال غانتس إن الأهم حالياً هو الاستمرار في معالجة التحديات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، وأن المسألة باتت أقل أهمية في ظل الوضع الراهن في الدولة العبرية.
وتتزايد التقديرات اليمينية، بأن نتنياهو، يفكر بجدية كبيرة في إطاحة حكومة الوحدة الحالية وحلها بشكل نهائي، ومن ثم محاولة تشكيل حكومة يمينية مكونة من 61 عضواً.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو سيلجأ لأن «تكون حكومته الجديدة مشكلة من أحزاب الحريديم المتطرفين، وأحزاب كتلة يمينا بزعامة نفتالي بينيت، وبعض أعضاء الكنيست المؤيدين له بعد معارضتهم لسياسات غانتس، والذين شاركوا في الانتخابات الأخيرة تحت قائمة حزبه».
وأكدت مصادر في حزب «الليكود»، أنه خلال الأسابيع الأخيرة كانت هناك محاولات لجذب بعض أعضاء الكنيست من حزب «أزرق - أبيض» بزعامة غانتس، للانضمام لحكومة جديدة يقودها نتنياهو.
ورجّحت أن يلين موقف بينيت تجاه نتنياهو بعد الأزمات الأخيرة في أوساط كتلة اليمين بسبب سياسات زعيم «الليكود».
ولا تستبعد بعض المصادر من «الليكود» أن يذهب نتنياهو لانتخابات جديدة مع إعادة تنظيم صفوف كتلة اليمين من جديد، وبعد تشتيت قوة «أزرق - أبيض»، التي كان فيها حزب هناك مستقبل بزعامة يائير لابيد، وبتواجد موشيه يعلون.
وينمو هذا التفكير في ظل استمرار المأزق المتعلق بإقرار الميزانية العامة، والتي قال غانتس إنه متمسك بشروطه لإقرارها لمدة عامين، بينما يتمسك نتنياهو بإقرارها لعام واحد فقط، وسط خشية زعيم «أزرق - أبيض» من أن ذلك سيعني عدم تنفيذ الاتفاق القاضي بتوليه للحكومة في العامين الأخيرين من مهلتها.