No Script

حافظة الكلام

الرياضة في الكويت ... إلى أين؟

No Image
تصغير
تكبير

ليس ترفاً أن تحتل الألعاب الرياضية مكانة مرموقة في أي مجتمع كان، وأن توليها الحكومات اهتماماً متميزاً، خصوصاً الألعاب الجماعية مثل كرة القدم التي أصبحت الآن في صدارة اهتمامات معظم فئات المجتمع، وكذلك الألعاب الفردية التي تحظى بجماهيرية عالية، مثل ألعاب القوى وغيرها.
وسنتحدث في هذا المقال عن الرياضة في بلدنا الحبيب الكويت، وسنشير في البداية إلى أننا شهدنا خلال حقب زمنية مضت اهتماماً ملحوظاً بكل الألعاب الرياضية، فردية كانت أو جماعية، في الوقت الذي كانت فيه الأندية الرياضية مزدهرة، حتى أن المدارس والجامعات كانت لديها اهتمامات متميزة بالرياضة، ما جعل الكويت في صدارة الدول الخليجية وحتى العربية في مجال الحصول على بطولات، وكان لدينا نجوم نفخر بها في مختلف الألعاب الرياضية.
ولكن الذي يؤسف له أن الرياضة في الكويت بدأت في الهبوط الذي يجعلنا في حيرة، ونحن نعدد الأسباب التي أدت إلى هذا الهبوط، وما أعقبه من انصراف الشباب عن التعاطي مع الألعاب الرياضية بشكل منظم ومتقن يضمن للكويت الحصول على مراكز متقدمة في الألعاب التي تنظم خليجياً وعربياً وعالمياً.


ولأنني قريب من هذا الأمر بصفتي حكماً لبعض الألعاب الفردية... أعرف أن هناك نماذج كويتية مشرفة في تلك الألعاب، قد حصلت على الجوائز والمراكز المتقدمة، إلا أنها قليلة ولا تعبر عن الكويت التي عرفت بنهضتها الثقافية والرياضية مبكراً، واحتلت مكانتها المرموقة عربياً، بالإضافة إلى أن مستوى بلدنا الاقتصادي يشجع على تبني أفكار تتعلق بتطوير الألعاب الرياضية والاعتناء بمن ينتسبون إليها.
لذا وجب التأكيد على أن هناك أسباباً واضحة للعيان أدت إلى تأخر المستوى الرياضي المحلي، لعل من أبرزها أن الرياضة أصبحت اليوم إدارية في المقام الأول، بمعنى أن التنافس على الكراسي والمناصب تغلّب على المعنى الحقيقي للرياضة، وبتنا نرى نجوماً إداريين بدلاً من رؤية نجوم في الرياضة، وهذا أمر خطير جداً، أثر سلباً على الشأن الرياضي في بلدنا.
 إضافة إلى عدم الاعتناء بمسألة التفرغ الرياضي والنظر إليها من منظور الرفاهية، فتجد اللاعب مشغولاً بعمله الرسمي وفي الوقت نفسه مطلوب منه أن يجتهد في التدريب وعدم التقصير في التمارين، كما أنه يسعى إلى التميز من خلال لعبته، وأعتقد أن ذلك لم يتم تحقيقه في ظل انشغاله بعمله بالإضافة إلى إهمال الرياضة في المدارس وعدم الاهتمام بالتربية الرياضية، والنظر إلي حصصها على أنها أوقات فراغ، ولو كانت هناك حصص فإنها لا تؤخذ على محمل الجد، بحيث يكون هناك اكتشاف للمواهب الصاعدة من أجل تشجيعها.
وهناك أسباب كثيرة أخرى لا يسعني خلال هذا المقال ذكرها... ولكن ما أتمناه أن تكون هناك عناية خاصة بالرياضة في الكويت، كي تعود الأمور كما كانت عليه في السابق، وهذه مسؤولية كل المعنيين بالشأن الرياضي في الكويت.

* كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي