مرايا

المرحلة 2... كلكم مسؤول

تصغير
تكبير

لا يستطيع أحد أن ينكر تزايد أعداد المصابين من المواطنين بفيروس «كورونا»، في البلاد في الآونة الأخيرة ونحن على أعتاب الولوج في المرحلة الثانية من العودة التدريجية ولا أعتقد أن للوافدين علاقة بالأمر حتى نزج بهم في هذا الجانب، كما اعتاد البعض في كثير من الأزمات.
كثيرون ـ إن لم يكن كلنا ـ يؤرقهم ارتفاع مؤشر الإصابة الملحوظ في صفوف الكويتيين مقارنة بالمقيمين من جميع الجنسيات خلال الأسبوع الماضي، ويتساءلون عن الأسباب والدواعي، ولن يعينا التفكير كثيراً، فالأمرُ يتعلّق بالمخالطة عن قرب وعدم الالتزام بالتعليمات والاشتراطات الصحية الوقائية، التي تحول دون تمدد الفيروس الذي ربما أصاب عائلة كاملة عبر وسيط واحد جالسهم عن قرب، وهو بدوره خالط غيره، لكن، هل تحدث تلك الممارسات جراء عدم وعي أم أنها نوع من الاستهانة والاستخفاف بتأثير الفيروس، والخروج على المحاذير الصحية من دون مبالاة بالعواقب كردة فعل لطول فترة الحظر الكلي والجزئي؟
عندما أقرّ مجلس الوزراء العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، راهن على وعي المواطن والمقيم بعد حرب مريرة لا تزال مستمرة في التصدي للفيروس وتحجيمه، وبذلك حمّل الفرد مسؤولية وقاية نفسه أولاً ومن ثم وقاية المجتمع «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فهل معنى ذلك أن نترك العنان لأنفسنا نجوب مناطق البلاد من دون داعٍ ونخالط القاصي والداني ونعود للتزاور والتقارب ضاربين بقواعد التباعد الاجتماعي عرض الحائط ثم نئن من اختراق الفيروس لأجسادنا ونستصرخ وزارة الصحة؟!
جميع الدول حسمت أمرها وقرّرت التعايش مع الفيروس بل إن غالبيتها عادت إلى الحياة الطبيعية، بكل قطاعاتها ووزاراتها وهيئاتها ومدارسها سواء في محيطنا الخليجي والعربي أو في العالم أجمع على قاعدة التباعد الاجتماعي والوقاية، فها هي المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتونس والأردن رفعت الحظر والعزل تماماً، بل إن مصر التي رفعت جميع القيود الصحية أول من أمس تُجري اختبارات طلبة الثانوية العامة منذ أكثر من أسبوع تقريباً في ما امتحانات جامعاتها الأسبوع المقبل، وأعادت فرنسا وبريطانيا وكثير من دول الاتحاد الأوروبي وتركيا فتح قطاعاتها ومزاراتها السياحية كافة، والصين نفسها بؤرة الوباء استعادت نشاطها كاملاً وتمكنت في الفترة الأخيرة من التغلب على موجة أخرى من «كورونا» بتعاون جميع أبناء الشعب والتزامهم.
ما نريد قوله، إن المجتمع الكويتي واع وحصيف، فعلى الجميع التعاون والصبر قليلاً والالتزام بتوجيهات وزارة الصحة لتحصين أنفسنا من الجائحة، ونعطي فرصة لعجلة الاقتصاد في البلاد أن تدور حتى لا نقع تحت مِطرقة الفيروس وسندان الانكماش الاقتصادي طويلاً أو أن نعود للمربع الأول من الصراع مع الوباء، وندور في حلقة مفرغة من الإغلاقات والمعاناة، ونحن لا نزال نعزف سيمفونية التركيبة السكانية وتجار الإقامات والوافدين الذين غادر كثيرون منهم البلاد بسيف الحظر والعزل.

h-alamer@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي