No Script

خواطر صعلوك

يعرب بورحمة ... عجيب بالثلاثة!

تصغير
تكبير

دخل علينا وهو يجر وراءه 45 عاماً من التأمل والسؤال والرحلة والمرحلة والهدوء والرؤية، كانت نظراته وهو يستمع إلينا تبدو وكأنها نظرات مخرج يفضل اقتناص عفوية الأداء بدلاً من التمثيل.
ضمن الإعداد لمخيم الإعلام التنموي الشبابي المستدام، النشاط التابع للهيئة العامة للشباب، والذي سيقام في شهر أكتوبر المقبل في أكاديمية الفنون والإعلام، ويهدف إلى خلق مساحة تفاعلية يديرها الميسرون ويصنع محتواها المتجاورون، ويعيد تشكيلها المشاركون من أجل مناقشة كيف يمكن للإعلام أن يكون تنمويا وشبابيا ومستداما؟ وكيف يمكن له أن يقدم البدائل والحلول بدلاً من المشاكل والتورم الفضائحي؟ وما هي معايير صناعة المحتوى التنموي؟ وما علاقة كل ذلك بالإعلام البديل والشباب والاستدامة؟
ومن أجل مناقشة هذه الأسئلة قبل بدء النشاط، كان علينا أن نقابل مجموعة من المتخصصين بدءاً ممن يجلسون خلف المايك في الإذاعة، مروراً بالمعدين والمذيعين ومحرري الصحف وانتهاء بمن يصنعون الصورة وينسجون الخيال.
تخبرنا موسوعة «ويكيبيديا» أن يعرب بورحمة حاصل على شهادة البكالوريوس في الإخراج الإذاعي التلفزيوني في «جامعة سنترال فلوريدا»، أورلاندو في أميركا عام 1996، تخصص إضافي، إدارة الأعمال والاتصالات، وقد عمل كمنتج ومستشار اعلامي، وله سيرة مهنية طويلة ومشرفة، وبأنه أحد مؤسسي مشروع «بروتيجيز» الشبابي.
أما يعرب ذاته فلا يتكلم عن ذاته... بل عن رؤيته.
الإعلام التنموي هو الذي يصل إلى الناس ومن أجل الناس معتمداً على الجاذبية واللغة البسيطة، من أجل تغيير السلوك مع مراعاة أن الإبهار والتسلية والترفيه ليس مصطلحات بريئة، ولكنها تحقن بفكر ورؤية ومعنى ومبنى يتسلل إلى العقول والشباب.
إن عدم إدراك الشركات المنتجة لهذا لا يعني أن التسلية والترفيه - الذي يقدمونه - لا يغير السلوك أو يكوّن القناعات، بل ويتساءل كيف تتم الموافقة على بعض الأعمال من دون طرح السؤال الكبير... ما الهدف؟
...المحقون في كل الإبهار والتسلية والترفية المقدم في بعض المسلسلات؟ وما معايير المنتج؟ وكيف تعمل الهندسة الاجتماعية في الإعلام؟
فميزة الدراما الإعلامية أنها لا تخلق سردية اجتماعية فقط، ولكنها أيضا تريك الأثر الاجتماعي الذي لا يتسنى لنا غالباً رؤيته، لذلك أعتقد أن وجود هدف وقيم كونية كبرى مثل الإنسانية والحب والتنفيذ الإبداعي، كل ذلك يعمل على تغيير السلوك، ويبقى في الإعلام دائماً الهدف للصانع والذوق للناس.
عزيزي القارئ...
أصبحنا نعيش الآن داخل الإنفوسفير (واتس اب - سوشل ميديا - اتصالات - معلومات -اعمال ترفيهية رقمية - واعمال تجارية عبر الويب...)، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من واقعنا وشفافة لنا، بمعنى أن وجودها أصبح غير ملموس وغير قادرين على إطفائه أو فصل الكهرباء عنه، بل أصبح يشكل واقعنا واستيعابنا لأنفسنا وصياغة المفاهيم والسرديات الكبرى وأنساق التفسير.
أعتقد أن أحد أهم المخارج من تلك الأزمة الإعلامية هو النمو المستدام، لإعلام بديل وتنموي يساهم في الإبداع والابتكار وإدارة المعلومات، وليس الانغماس في الاتصالات والمعاملات ومتابعة يوميات آخرين وأخبار لا علاقة لها بما نحتاجه أو نريده، وتسلل أهداف لم نضعها من أجل حياة لم نخلقها أو قضايا لا تمسنا.
إعلام لا يتمحور حول الإعلام بل يتمحور حول المجتمع البشري والمجتمع المدني، ويبدأ من الأسفل ويتراكم إلى الأعلى.
فبينما يتسابق الآخرون نحو القمر، يحاول الإعلام التنموي الوصول إلى شاب مقترض أو متزوج أو باحث عن عمل أو باحث عن تطوير مهاراته، ومناقشة سياقه المحلي في محتوى إيجابي وهادف.

@moh1alatwan.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي