No Script

«عدّاد الانتحار» يفتح «الخط الساخن»

No Image
تصغير
تكبير

لم تعد الأزمة المالية - الاقتصادية الأخطر في تاريخ لبنان مجرّد أرقام وإجراءات تقييدية من المصارف على السحوبات (بالدولار والليرة) والتحويلات بالعملة الخضراء إلى الخارج، بل صارتْ «عدّاد» موتٍ يحصد بالانتحار تباعاً ضحايا الارتدادات الاجتماعية والمعيشية لـ «أيام القلّة» التي تنذر بأن يصبح معها الفقر«الطائفة رقم 19» في بلادٍ يحوم فوقها... طيْف المجاعة.
«... مَن التالي؟»، سؤالٌ بات مشروعاً في «بلاد الأرز» حيث أصبحت للانتحار «يوميات» تختزل حكايا مواطنين إما يحزمون عمرهم في «حقيبة الموت» هرباً من وجعٍ «ينتمي» إليه نحو نصف الشعب اللبناني ولكن صارت له هذه الأيام وجوه وأسماء ولو كُتبت بالأسْود، وإما يحاولون إنهاء حياتهم (بإحراق أنفسهم أو القفز من شرفات) لا ينجحون أو يتم إنقاذهم «على آخِر نَفَس».
نزيه علي عون (56 عاماً)، اسمٌ جديدٌ رجّحت تقارير إعلامية في بيروت أمس، أن يكون انضم إلى ناجي الفليطي وداني أبو حيدر اللذين انتحرا الأحد والأربعاء، بعدما عُثر عليه جثة هامدة داخل فراشه في بلدة تبنين الجنوبية.


وفيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن عون يعمل في مهنة «التوريق» لكنه يعاني من البطالة وهو من دون عمل منذ مدة وأن واقعه الصعب دفعه الى الانتحار، أشارت تقارير أخرى إلى أنه يعاني أمراض في القلب قد تكون السبب في وفاته، قبل أن تنقل إذاعة «صوت لبنان» عن مصادر أمنية أنه «وجد الى جانب جثة نزيه زجاجة يُعتقد أن فيها مواد سامة، لكن الأمر ليس مؤكداً حتى الساعة بانتظار تقرير الطبيب الشرعي».
وإذ جرى التداول في موازاة ذلك بفيديو يُظهِر أحد المواطنين وهو يهدد بتسميم نفسه في حال لم يتم تأمين الدواء لزوجته وابنه المقعد، بدا لبنان وكأنه «يرتعد» في ظل الخشية من انفلاش هذه الظاهرة المُفْجِعة التي صارت الأكثر تَداوُلاً على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «لبنان ينتحر»، والتي استدعت تفعيل «الخط الوطني الساخن للدعم النفسي والوقاية من الانتحار في لبنان» (1564)، وسط دخول هذا العنوان المأسوي على خط التجاذب بين مؤيدي «ثورة 17 أكتوبر» الذين نظموا مسيرات شموع ودموع محمّلين السلطة مسؤولية «نحْر» البلد مالياً واقتصادياً والتلكؤ عن تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين تُنْقِذه، وبين مناصرين لأحزاب في الائتلاف الحاكم اتهموا «الثورة» بتسريع وتيرة الانهيار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي