No Script

رواق

شهر البصل

تصغير
تكبير

في الأوبريت الشهير للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا - غفر الله له - والفنانة القديرة سعاد عبدالله - أطال الله في عمرها - تقول «متحلطمة» على حالها بعدم السفر في شهر العسل «هذا مو شهر العسل شهر البصل»، فيرد عليها متهكماً: «لا تطرين اسمه هالغبر مابي يبقى له في مطبخي أثر»!
اليوم لو أعاد تلفزيون الكويت عرض الأوبريت لصاح الشعب الكويتي كله، إي والله كله، عن بكرة أبيه، بصوت واحد: فال الله ولا فالك!
فالشعب صار يتقبل غياب الراحة والصحة ربما، ولا يحتمل فراق البصل، بصل! إي والله، ماذا لو كان عسل إذاً؟ لننس ما حصل!


فالمشهد الذي شاهدناه بتدافع الناس، وهم الذين استحلفوهم برب البيت وعدم المغادرة إلا للضرورة القصوى، وتجنب التخالط، واتباع التباعد الاجتماعي، كيف ذاب هؤلاء حباً وغراماً في البصل واندفعوا نحوه اندفاع عاشق ولهان يموت في سبيل محبوبته، والمحبوبة هنا، ليست بثينة جميل ولا عبلة عنتر وليست ليلى المجنون، إذ إن المجنون ليس قيساً، فكل الشعب قيس أما ليلى فلم تكن سوى «خيشة بصل»!
إذا اتفقنا أن هذا الشهر هو شهر البصل، راجين ألا يمتد شهوراً طويلة تتوج العام 2020 بلقب سنة الكورونا لنتساءل:
ماذا فعلت بشعب ظل سنين يردد أنشودة المطاعم «نو اونيون بليز»، ففي صحته يصبح البصل «غبر» وحين يمرض ينافس البصل جميع المضادات الحيوية، فيشق الغبار لأجله وتضطر الحكومة بجلالة قدرها التدخل لتنظيم بيع البصل، وحماية المستهلك من استغلال هوسه بالبصل عبر بيعه في الأسواق السوداء بأسعار تنافسية مع أجود أنواع الستيك التي لو خيّرت أكثر آكليها بينها وبين البصل لاختار البصل، الذي شغل تفكيره ليل نهار، يسأل عنه، ويعد حباته، وأكثر، فهو يصبح ويمسي على بصل!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي