وجع الحروف

البرمجة الذهنية... إلى أين؟

تصغير
تكبير

في مقالنا السابق «مشكلتنا في تمويه الحقائق»، وقبله من مقالات توصّلنا إلى ما يعرف بــ«البرمجة الذهنية». وهي باختصار تعني أن مؤثرات المحيط بنا هي التي تسيطر على السلوك... وهنا تبدأ في إرسال إشارة إلى المخ لبدء سلوك معين.
حاول أن تتابع ما يجري حولنا في المحيط الذي نعيشه اجتماعياً، مؤسساتياً? إعلامياً ، اقتصادياً، ستجد أن كل ما يحصل في محيطنا إنما هو نتاج البرمجة الذهنية التي تعتمد على استخدامها منظومة الفساد والدولة العميقة.
اجتماعياً? تخرج لنا مجاميع تصنف الوطني وغير الوطني وأهل الكويت و«اللفو»، وهي بلا شك أدوات تنفذ البرمجة الذهنية ليأتي بعدها المنادي بالوحدة الوطنية ولحمة الصف... هم يريدون أن يشغلونا بما يقال كي نتفق سلوكياً مع هذه المجموعة أو تلك، ونصبح في حالة من التباين، ومن ثم لا يجتمع الفريقان على سلوك يكافح مخرجات الفساد وفي الغرف المغلقة... الضحية هم البسطاء الذين يستقبلون هذه الرسائل التوجيهية، ليتلقف المخ تلك الإشارات ويجنح لسلوك «أنا شكو» أو «فخار يكسر بعضه»!
مؤسساتياً أشبه بسلوك «اكذب... اكذب... حتى يصدقك الناس»، فأنت بصفتك مواطناً بسيطاً كل ما يعنيك من سكن? تعليم جيد? تطبب وطرق سالكة ورخاء معيشي، أصبح مبرمجاً ذهنياً على أنك «بدون واسطة» لن تحقق مرادك... مع إنه حق لك.
وإعلامياً... ترويج للسفاهة والسبّ والقذف، والدخول في النوايا لوقفنا عن الطرح الإصلاحي الذي نبحث عنه.
واقتصادياً... نرى أننا حسب رأي أهل الاقتصاد نعيش حالة انتعاش لكن رموز الفساد «يسرقون» ويحاولون برمجة ذهنك على أن كل حرامي سيحاسب ويقع «بين الرجلين»، مَنْ سرق القليل وهم من العامة، في حين المصنفين بالسراق الكبار ما زالوا ينهبون الخيرات، ومع كل يوم يشغلونك بقضية كي تنسى ما يحصل في الخفاء.
الشاهد... كل سرقة تحصل معلومة? وكل تجاوز معروف? وما يحصل إنما هو مخطط له عبر البرمجة الذهنية.
الزبدة:
في يوم ما وتحت ظرف ما وبتقدير من العزيز الحكيم? ستتساقط الأقنعة ونعرف كيف دمرت كل جوانب الحياة تلك المجموعة المنظمة في عملها، وهي تعلم أن المواطن البسيط مشغول في لقمة عيشه، وشق النسيج الاجتماعي جعل كثيراً من أحبتنا يمتنعون عن قول اتباع الحق.
صحيح أننا نملك دستوراً لو طبقناه لما حصل ما يحصل، ولأصبحنا في مصاف الدول المتطورة، لكن «البرمجة الذهنية» بعثرت محتواه وشغلت فئات المجتمع ومكوناته بقضايا، للتغطية على نهب مبرمج أفرغ العمل المؤسساتي من محتواه.
البرمجة الذهنية... إلى أين؟... إلى أين ستوصلنا معها تلك المجاميع، التي أفسدت كل ما هو جميل... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي