رسالتي

جريمة التعميم !

تصغير
تكبير

من الأمور التي تساهلَ بها الكثير من الناس، جريمة تعميم الحكم السيئ على مجموعة بناء على خطأ فرد!
فلو أساء فرد من عائلة أو قبيلة، فلا يبيح لنا ذلك أن نحكم على هذه العائلة أو تلك القبيلة كلها بالسوء!
وكذلك الأمر لو صدرت بعض الألفاظ المسيئة من مواطن في بلد ما تجاه أبناء بلد آخر، فليس من العدل والإنصاف بأن يكون الرد بوصف كل أهل البلد الآخر بالسوء!


جاء في الحديث الشريف قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنّ أعظم الناس فِرْيَةً لَرَجُلٌ هاجى رَجُلاً، فهجا القبيلةَ بأسْرِها...).
ومعنى الحديث أن من أعظم الافتراء والظلم أن يرد رجلٌ شتيمة الآخر له بأن يسيء إلى قبيلة الثاني كلها.
قد يقع الخطأ من شخص ملتحٍ أو فتاة منقّبة، فهل يسيغ ذلك أن نطعن بكل ملتحٍ أو منقّبة، ونتهمهم ونسخر من كل مَن شابههم في الهيئة واللباس!
لقد رأينا مهاجمة البعض للجان الخيرية، واتهام كل القائمين عليها في ذممهم المالية، ويسوّغ البعض لهذه الاتهامات بتجربة شخصية وقعت له خلال تعامله مع إحدى اللجان!
وبلا شك أن هذا من الظلم والفِرية، وصدٌ للناس عن فعل الخير وتنفيذ المشاريع عبر المؤسسات الخيرية!
من أجمل التجارب الاقتصادية في بلادنا (الجمعيات التعاونية) والتي تساهم في توفير المواد الغذائية والمستلزمات العائلية بأسعار تنافسية، فهل نطالب بحل كل مجالس إداراتها بحجة صدور حكم يدين أحد أعضاء مجالس إدارتها بالاختلاس! وندعو إلى إلغاء انتخاب الأعضاء والاكتفاء بالتعيين، أو تحويل الجمعيات التعاونية إلى القطاع الخاص!
هل من المعقول والمنطقي مهاجمة كل التجار في البلد، واعتبارهم انتهازيين، بسبب وجود أفراد يستغلون نفوذهم من أجل الاستغناء الفاحش على حساب البلد! ونسيان الخيّرين منهم، والذين كانت لهم إسهامات كثيرة في نهضة البلد، من دون مطالبتهم بمقابل!
عندما نتفكر في مهاجمة البعض لأعضاء مجلس الأمة من دون استثناء، واتهامه للجميع بأنهم أصحاب مصالح خاصة، فإننا سنجد بأنه قد ظلم الكثيرين منهم، سواء السابقون أو الحاليون، ممن عُرِفوا بنظافة اليد، وصدق المواقف، وعدم بيع الضمير، ومنهم من دفع الثمن غالياً مقابل مواقفه المشرّفة.
خلاصة القول:علينا بالعدل والإنصاف، وعدم تعميم الحكم السيئ على الآخرين ولو كانوا خصوماً أو أعداءً، فالله تعالى يقول:
(وإذا قُلْتُم فاعدلوا...).
Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي