حوار / «لستُ مهتمة بنظرة الغربيين إليّ وقد أتحول إلى الروس... والزواج قسمة ونصيب»
إيما شاه لـ «الراي»: والد الفرنسي رفضني... لأنني عربية!
إيما شاه
إيما مع حبيبها الفرنسي السابق
لا أطلب دعماً ولستُ منشغلةً به... وحصلتُ على 21 جائزة من خارج الكويت
الوسط الفني وسيلة للمادة والتنافس غير الصحي
متحمسة لألبومي الثالث «إيماجينيشن 2017»
سأترك الفرنسيين والأميركيين... وسأنشغل بتطوير ذاتي ولا أحب صراع البشر
الوسط الفني وسيلة للمادة والتنافس غير الصحي
متحمسة لألبومي الثالث «إيماجينيشن 2017»
سأترك الفرنسيين والأميركيين... وسأنشغل بتطوير ذاتي ولا أحب صراع البشر
من تمنيته عماً لي... رفضني»!
الأمنية لمن حازت ثقة «الغرب» فنياً... والدليل أنها حصدت 21 جائزة فنية من مهرجانات دولية، لكن عندما وصل الأمر إلى حب ومشروع زواج من رجل فرنسي، رفضها أبوه بأسرع مما تخيلتْ!
إنها المغنية الكويتية إيما شاه التي اكتشفت أنها، وإن كانت مقبولة فنياً في الغرب، ليست مقبولة بالقدر ذاته على صعيد الحب والزواج.
لكنها ليست مصدومةً للغاية، بل لا تزال محتفظةً بتصالحها مع ذاتها - وإن كانت تستشعر حسرة على الحبيب الذي تخلى عنها - مراهنةً على من وصفتهم بالأكثرية الغربية المتسامحة!
«رفضوني كزوجةٍ... لأنني عربية»!
هكذا بادرت الفنانة إيما شاه «الراي»، في هذا الحوار الصريح جداً، مؤكدةً أن مشروع زواجها من حبيبها الفرنسي (الذي كانت حدثت «الراي» عنه في لقاء سابق) قد لفظ آخر أنفاسه وهو لا يزال في مهده، بسبب رفض أهله ارتباطه بها لأن دماءها عربية.
وفي حين قالت إيما إنها برغم ما حدث لا تمانع الزواج من فرنسي آخر، أكدت أنها لا تعتقد إلا بفكرة «المساواة بين البشر في كل شيء، وأنه لا مبرر للتفرقة بينهم إلا في تمايزهم الفكري وعملهم الصالح».
وتطرقت إيما إلى جديدها الفني، فأوضحت أنها تستعد لحفلتها الموسيقية في «الكريسماس» المقبل، والتي ستعقبها حفلات أخرى، مشيرةً إلى أنها تستعد لطرح ألبومها الجديد بعنوان «إيماجينيشن 2017».
كما عرَّجت على الوسط الفني في الكويت، كاشفةً النقاب عن تعمدها الانعزال عنه.
• فلنبدأ من الوسط الفني... ماذا عنه وعنكِ؟
- بصورة عامة، ليس هناك ارتباط بيني وبين الوسط الفني كعلاقات، إن كنتَ تقصد مجال المسلسلات والتلفزيون، أما الوسط الفني موسيقياً فأيضاً يعتمد على وجود تعاون في العمل... مجرد عمل غالباً وزملاء، وحتى المسرح. أنا انعزالية، علمتُ نفسي هذا الأمر لكي أبتعد عن المشاكل والمصالح، واجتماعية في الأماكن النشطة فكرياً وإبداعياً، فالوسط الفني لدينا هو ليس مناخاً للإبداع، بل هو مصدر للمادة والتنافس غير الصحي، وبشكل عام أنا مشغولة عن هذا الوسط، وأتمنى أن يتواصل ذلك إلى الأبد.
• هل لكِ أن تحدثينا عن جديدك؟
- جديدي الكثير منه يتعلق بالاستعداد لحفلتي الموسيقية في «الكريسماس» والسنة الجديدة وحفلات لجدولي في العام المقبل 2017 و2018. أنا أيضاً سعيدة جداً ومتحمسة لألبومي الثالث «إيماجينيشن 2017» الذي ما زلنا نعمل عليه. الحقيقة أننا نفكر في إنتاج ألبومين في الوقت نفسه لـ 2017، وهذه مفاجأة كنا نتناقش فيها، لأن الألبوم حالياً يحتوي على 13 أغنية، وسنُضيف أغاني إنكليزية، لذلك كان نقاشنا حول فصل الأغاني العربية في ألبوم والأغاني الإنكليزية في ألبوم آخر، وقد أعجبتني وأعجبت زملائي في العمل. كنتُ أصور أغنية «يا أهل أورفليس» لجبران خليل جبران في نيويورك بإنتاج مهرجان جوائز «ونتر للأفلام» في نيويورك، لكننا لم ننتهِ بعد، ولم يكتمل تصوير المشهد الأخير، إلا أننا نستعد لتصوير أغنية «لوهافغ» التي هي إحدى أغاني ألبومي «إيماجينيشن 2017»، وهي عن مدينة فرنسية دُمرت في الحرب العالمية الثانية على يد الألمان. أيضاً، أغنية «يا أهل أورفليس» هناك إمكانية لإعادة تصويرها في الكويت، وقد نصورها خارج الكويت لأن هناك صعوبة في التصوير في بلدنا. لا أعرف، نحاول أن نبحث عن تشكيل مواد فنية جديدة من غير أن نواجه صعوبات، مثل الدول المتقدمة التي لديها الفنانون أحرار.
• هلا أوضحتِ مقصدكِ أكثر؟
- أريد القول إن الفن في النهاية هو دليل على تطور الشعوب، والمحزن عندما تعتنق مجتمعاتنا الأقل تقدماً فكرة أن الفن لهم وحدهم، لأنهم يتصورون أنفسهم الأكثر فهماً وعقلاً، ومن ثم يعتقدون أنهم هم فقط من لهم الحق في تملك الفن واحتكاره، وهذا أيضاً انعكاس للفكر المتخلف. ألا ترى كل أعمالي في الأفلام والفيديو كليب تُعرض كلها في كل مكان في العالم خارج الكويت؟ ماذا يعني هذا؟
• وماذا عن زواجك من الحبيب؟
- تقصد الفرنسي؟ (تضحك)، صار هناك خلاف كبير بيننا بسبب أهله عندما أخذني لأقابلهم، هو قال لي في البداية: «إيما، أهلي يكرهون العرب، لكنني متأكد من أنهم سيحبونك لأنك مميزة». لكنهم لم يحبوني (تضحك)، قابلتهم بهدوئي المعتاد، ووالده كان رافضاً بالقطع ارتباطي بابنه!
• هل من تفاصيل أكثر... كيف حدث هذا؟
- توجهنا إلى إحدى الدول الأفريقية برفقة خطيبي، وكان أهله وأصدقاؤه ينتظروننا هناك، فبدأ حبيبي بفتح الموضوع لدى والده، وما كاد يخبره بأنني عربية الأصل، حتى استشاط غضباً، كما ثارت حفيظة والدته أيضاً، ولم يعجبها الأمر، وكذلك أصدقاؤه!
• الجميع رفضوكِ بالجملة؟!
- بل إن والده غضب عليّ ورفع صوته وهو يحدثني، وقال بالحرف الواحد: «ارتباطك بابني مشكلة لدينا... لأنك عربية، أنت لستِ فرنسية، أنتِ لستِ من ثقافتنا، ونحن لا نحب العرب». من تمنيته عماً لي (والد زوجي) للأسف رفضني. حتى مدير خطيبي السابق في العمل أيضاً غضب منه، إلى حد أنه قال له: «كيف تكون على علاقة بكويتية عربية»، وكانا يتصادمان كثيراً بشأن موضوعي، أيضاً جميع أصدقائه كانوا رافضين علاقته بعربية. المشكلة أنه أخبرني بأن الجميع قالوا له ذلك، على رغم أنني كنت أجلس مع بعض منهم ولم يُظهروا لي شيئاً من هذه النظرة!
• وماذا كانت ردة فعلك؟
- ابتسمتُ وقلتُ له: «أفهم ذلك، لا بأس»... لأنني أدرك وأعي تماماً صراعات الحيوانات - البشر، لكنني لم أكن مهتمة ماذا يحب وماذا يكره... ففي النهاية نحن نأكل على طاولة واحدة، مثلي أنا لا أحب الباذنجان، وهذا شيء غير مهم للآخرين، فليس مهماً بالنسبة إليهم ماذا أحب وماذا أكره. الحقيقة أنني لم أكن مهتمة أيضاً بأن أشرح له بأن دمائي ممزوجة ولستُ عربية خالصة، فأنا لم أكن منشغلة بشعوره من البداية، ولا تعنيني نظرة الغربيين إليّ. فقط أريد أن أنعزل عنهم لأبتعد عن الصراعات «الإنسانية - الحيوانية».
• وماذا كانت ردة الفعل من خطيبك نفسه؟
- (متحسرةً): حسافة على أني أحببته من كل قلبي، فقد اكتشفت أن خطيبي ليس صاحب قرار، بل قال لي: والداي هما من يقرران زواجنا.
• وهل ترك هذا الموقف أثراً عليكِ؟
- في جميع الأحوال يبقى الاعتداء على الآخرين أمراً سيئاً، لكنها كانت تجربة واقعية. كانت صدمتي في خطيبي كبيرة، ولكنني أؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب في نهاية المطاف، وهو الخسران. وبالتأكيد ليس كل الفرنسيين كذلك، فالكثيرون منهم طبيعيون في نظرتهم للآخر، وليس لديّ مانع أن أتزوج فرنسياً مستقبلاً، لكنني في الوقت الحالي لدي ردة فعل داخلية، وأحاول أن أكون فقط منعزلة قليلاً، حيث لا أحب الصراعات. في النهاية هي تجربة كنت أتمنى أن أكون آخر شخص يمر بها بسبب محبتي لجميع الناس، ولأنني لا أفرق بين شخص وآخر بأي معيار، هياكلنا العظمية واحدة، يبقى كل ما فينا هو العمل الصالح، والعقل والفكر، وأيضاً إشكالية ماذا تعني جملتي الأخيرة؟ مصيبة (تضحك) في مجتمعي أو مجتمعات الآخرين «البدائي والتقدمي»... أيضاً لا يهمني، يهمني تجاربي ومفاهيمي الشخصية وماذا أتعلم وكيف أطور من نفسي. قال لي أستاذ العربية يوسف خاجة: «الحياة ورد وشوك، فشقي طريقك في حياة لا تلين»، وأعتقد أني سأترك الفرنسيين والأميركيين، وأتحول إلى الروسيين (تضحك)... تجارب إنثروبولوجية في عالم العلاقات الإنسانية!
• بصراحة.. إلى أي مدى أنتِ تحبينه؟
- كنتُ «أموت عليه»، وأحببته من كل قلبي، ثم اكتشفتُ أنه لا يستاهل حبي له، على الرغم من أنه كان يريد مني خمسة أطفال، وعشَّمني بأمور كثيرة... لكنني على كل حال راضية بقسمتي.
• ننتقل إلى الصعيد الفني، هل وجدتِ الدعم في الكويت؟
- لا أطلب الدعم ولا أريده، ولست مهتمة بالأمر، كل شخص يدعم نفسه بنفسه، لسنا في حاجة إلى أحد، هذا السؤال يسألني إياه جميع الصحافيين والإعلاميين، ومنذ سنوات وما زلت أجيب الإجابات نفسها. أعتقد أنكم تعرفون أن هناك مشكلة وتريدون أن تعرفوا وتعرضوا هذه المشكلة، إحدى المشاكل أننا لا نستطيع أن نصرح بالأسرار، وإلا فستعتبر مجرماً لأنك خرَّبت تجارتهم. لا يوجد دعم حقيقي حكومي أو مؤسساتي أو حتى من شركات المنتجين، كله مسيَّس، من أجلهم وفي دائرتهم، كل شيء مسيّس في مجتمعاتنا. (إن الفنان يخضع للسياسات)، إلا إذا كنت تحاول أن تعالج العرض الفني على حسب أهوائهم، بالمدح أو الذم، الدعم أحياناً من أفراد، وغالباً فردي، بدرجة 99 في المئة علاقات شخصية، علاقتهم بعضهم ببعض وترتيب كل شيء لكل شخص من الجيل نفسه، كأنهم يعملون فقط لأنهم من جيل واحد، ويتناسون الأجيال الأخرى فيصبح تصادماً حقيقياً وانفصالاً بين الأجيال، فتتكون مجموعات ضد أخرى تحت عنوان «الشللية»، فيزداد الصراع ويقل المنتوج الفني الإبداعي، ونراهم سعداء بمحافلهم، فهي لهم والجوائز لهم ومبروك عليهم، «يستاهلون»... لكننا فنانون في النهاية، والفنان ليس تابعاً. ذكرتني بفيلم وثائقي ألماني أعتقد عن الفنانة أسمهان، كان المخرج يبحث عن الفنانة أسمهان في مصر ووجد أنهم في المكتبات أو في الأماكن الثقافية غالباً ما تهمش أسمهان أو حتى تُبعَد برغم نجوميتها، في حين يجري إبراز أم كلثوم، برغم أن أسمهان كانت أيضاً بنفس الحضور والقوة.
• وماذا يعني هذا في تقديرك؟
- نسبة صغيرة جداً من الدعم قد يبدو لك أحياناً أنها صفر في المئة، لكن أيضاً شكراً على الصفر (تبتسم). أما بقية الدعم من الأفراد في الكويت فهم يسيرون على نهج تنويري علماني، لا أعرف هل هذا نوع من التوازن لحضور المرأة الشرق أوسطية في المجال الفني حتى لو كان ادعاءً أو مفبركاً... برغم أن الحداثيين أمثالي أكثر نشاطاً ووعياً. المسألة طويلة، ولا يسعني الحديث عنها في جميع أبعادها. أن أحصل على العديد من الترشيحات لأعمالي الفيلمية وأحوز 21 جائزة في مهرجانات الأفلام الدولية، وما أتلقاه من احترام وتقدير، ماذا يعني هذا؟ شكراً للأميركيين وجميع صنّاع الأفلام ومهرجانات الأفلام الدولية في العالم.
• كل إنسان لديه كلمات يود البوح بها للناس، ماذا تريدين أن تقولي للناس؟
- للحاضر والمستقبل، أقول للجيل الجديد والجيل القادم إن كل شخص يستطيع أن يكون فناناً، كل إنسان يستطيع أن يكون موسيقياً أو ممثلاً أو صانع أفلام أو مخرجاً مسرحياً أو منتجاً، كل شخص له الحق بأن يكون فناناً، والفن ليس محصوراً لأناس معينين، الفارق فقط هو الفكر، تستطيع أن تكون موسيقياً وأن تغني في المسرح لآلاف الناس، وأن تكون مشهوراً وتستمتع بشهرتك، لكن الفارق فقط هو الفكر، تستطيع أن تكون عالم فضاء أو فيزياء أو رياضيات، العلم ليس محصوراً في أحد، أنا أحب العلم وإنتاجي لفرقة إنثروبولوجي لم يكن صعباً، ولم يكن سهلاً أيضاً، لكن لا تلجأ إلى أي مؤسسة أو جهة... لا تطلب مساعدة من أحد كي تبدأ وتقدم فنك أو أبحاثك الفنية والعلمية، فقط تقدم بالخطوة الأولى وابتكر واستكشف، كن مميزاً وتميز بالطيبة، فنحن نحتاج إلى الطيبين، فالأشرار قضوا على العالم ودمروه. سامح، وأيضاً اتخذ القرار، ولا تترك أحداً يؤثر عليك، فعش تجاربك، لأنك قادر على أن تعيش تجاربك الخاصة في الحياة، ثم تقص علينا تجاربك، ونستمتع ونحب معك... وأنتِ، كوني مغنية وغني وابتسمي وعيشي بسعادة.
• وما أمنياتك للعام الجديد 2017؟
-«نتمنى وفي التمني شقاء، وننادي يا ليت كانوا وكنا... وننادي في سرنا للأماني والأماني في الجهر يضحكن منا».
أتمنى الخير لجميع الناس في العالم القادمين من الأموات والأحياء (تبتسم). ما أحلى أن نعيش في حب وسلام وأمان، (تغني أغنية سنان).
الأمنية لمن حازت ثقة «الغرب» فنياً... والدليل أنها حصدت 21 جائزة فنية من مهرجانات دولية، لكن عندما وصل الأمر إلى حب ومشروع زواج من رجل فرنسي، رفضها أبوه بأسرع مما تخيلتْ!
إنها المغنية الكويتية إيما شاه التي اكتشفت أنها، وإن كانت مقبولة فنياً في الغرب، ليست مقبولة بالقدر ذاته على صعيد الحب والزواج.
لكنها ليست مصدومةً للغاية، بل لا تزال محتفظةً بتصالحها مع ذاتها - وإن كانت تستشعر حسرة على الحبيب الذي تخلى عنها - مراهنةً على من وصفتهم بالأكثرية الغربية المتسامحة!
«رفضوني كزوجةٍ... لأنني عربية»!
هكذا بادرت الفنانة إيما شاه «الراي»، في هذا الحوار الصريح جداً، مؤكدةً أن مشروع زواجها من حبيبها الفرنسي (الذي كانت حدثت «الراي» عنه في لقاء سابق) قد لفظ آخر أنفاسه وهو لا يزال في مهده، بسبب رفض أهله ارتباطه بها لأن دماءها عربية.
وفي حين قالت إيما إنها برغم ما حدث لا تمانع الزواج من فرنسي آخر، أكدت أنها لا تعتقد إلا بفكرة «المساواة بين البشر في كل شيء، وأنه لا مبرر للتفرقة بينهم إلا في تمايزهم الفكري وعملهم الصالح».
وتطرقت إيما إلى جديدها الفني، فأوضحت أنها تستعد لحفلتها الموسيقية في «الكريسماس» المقبل، والتي ستعقبها حفلات أخرى، مشيرةً إلى أنها تستعد لطرح ألبومها الجديد بعنوان «إيماجينيشن 2017».
كما عرَّجت على الوسط الفني في الكويت، كاشفةً النقاب عن تعمدها الانعزال عنه.
• فلنبدأ من الوسط الفني... ماذا عنه وعنكِ؟
- بصورة عامة، ليس هناك ارتباط بيني وبين الوسط الفني كعلاقات، إن كنتَ تقصد مجال المسلسلات والتلفزيون، أما الوسط الفني موسيقياً فأيضاً يعتمد على وجود تعاون في العمل... مجرد عمل غالباً وزملاء، وحتى المسرح. أنا انعزالية، علمتُ نفسي هذا الأمر لكي أبتعد عن المشاكل والمصالح، واجتماعية في الأماكن النشطة فكرياً وإبداعياً، فالوسط الفني لدينا هو ليس مناخاً للإبداع، بل هو مصدر للمادة والتنافس غير الصحي، وبشكل عام أنا مشغولة عن هذا الوسط، وأتمنى أن يتواصل ذلك إلى الأبد.
• هل لكِ أن تحدثينا عن جديدك؟
- جديدي الكثير منه يتعلق بالاستعداد لحفلتي الموسيقية في «الكريسماس» والسنة الجديدة وحفلات لجدولي في العام المقبل 2017 و2018. أنا أيضاً سعيدة جداً ومتحمسة لألبومي الثالث «إيماجينيشن 2017» الذي ما زلنا نعمل عليه. الحقيقة أننا نفكر في إنتاج ألبومين في الوقت نفسه لـ 2017، وهذه مفاجأة كنا نتناقش فيها، لأن الألبوم حالياً يحتوي على 13 أغنية، وسنُضيف أغاني إنكليزية، لذلك كان نقاشنا حول فصل الأغاني العربية في ألبوم والأغاني الإنكليزية في ألبوم آخر، وقد أعجبتني وأعجبت زملائي في العمل. كنتُ أصور أغنية «يا أهل أورفليس» لجبران خليل جبران في نيويورك بإنتاج مهرجان جوائز «ونتر للأفلام» في نيويورك، لكننا لم ننتهِ بعد، ولم يكتمل تصوير المشهد الأخير، إلا أننا نستعد لتصوير أغنية «لوهافغ» التي هي إحدى أغاني ألبومي «إيماجينيشن 2017»، وهي عن مدينة فرنسية دُمرت في الحرب العالمية الثانية على يد الألمان. أيضاً، أغنية «يا أهل أورفليس» هناك إمكانية لإعادة تصويرها في الكويت، وقد نصورها خارج الكويت لأن هناك صعوبة في التصوير في بلدنا. لا أعرف، نحاول أن نبحث عن تشكيل مواد فنية جديدة من غير أن نواجه صعوبات، مثل الدول المتقدمة التي لديها الفنانون أحرار.
• هلا أوضحتِ مقصدكِ أكثر؟
- أريد القول إن الفن في النهاية هو دليل على تطور الشعوب، والمحزن عندما تعتنق مجتمعاتنا الأقل تقدماً فكرة أن الفن لهم وحدهم، لأنهم يتصورون أنفسهم الأكثر فهماً وعقلاً، ومن ثم يعتقدون أنهم هم فقط من لهم الحق في تملك الفن واحتكاره، وهذا أيضاً انعكاس للفكر المتخلف. ألا ترى كل أعمالي في الأفلام والفيديو كليب تُعرض كلها في كل مكان في العالم خارج الكويت؟ ماذا يعني هذا؟
• وماذا عن زواجك من الحبيب؟
- تقصد الفرنسي؟ (تضحك)، صار هناك خلاف كبير بيننا بسبب أهله عندما أخذني لأقابلهم، هو قال لي في البداية: «إيما، أهلي يكرهون العرب، لكنني متأكد من أنهم سيحبونك لأنك مميزة». لكنهم لم يحبوني (تضحك)، قابلتهم بهدوئي المعتاد، ووالده كان رافضاً بالقطع ارتباطي بابنه!
• هل من تفاصيل أكثر... كيف حدث هذا؟
- توجهنا إلى إحدى الدول الأفريقية برفقة خطيبي، وكان أهله وأصدقاؤه ينتظروننا هناك، فبدأ حبيبي بفتح الموضوع لدى والده، وما كاد يخبره بأنني عربية الأصل، حتى استشاط غضباً، كما ثارت حفيظة والدته أيضاً، ولم يعجبها الأمر، وكذلك أصدقاؤه!
• الجميع رفضوكِ بالجملة؟!
- بل إن والده غضب عليّ ورفع صوته وهو يحدثني، وقال بالحرف الواحد: «ارتباطك بابني مشكلة لدينا... لأنك عربية، أنت لستِ فرنسية، أنتِ لستِ من ثقافتنا، ونحن لا نحب العرب». من تمنيته عماً لي (والد زوجي) للأسف رفضني. حتى مدير خطيبي السابق في العمل أيضاً غضب منه، إلى حد أنه قال له: «كيف تكون على علاقة بكويتية عربية»، وكانا يتصادمان كثيراً بشأن موضوعي، أيضاً جميع أصدقائه كانوا رافضين علاقته بعربية. المشكلة أنه أخبرني بأن الجميع قالوا له ذلك، على رغم أنني كنت أجلس مع بعض منهم ولم يُظهروا لي شيئاً من هذه النظرة!
• وماذا كانت ردة فعلك؟
- ابتسمتُ وقلتُ له: «أفهم ذلك، لا بأس»... لأنني أدرك وأعي تماماً صراعات الحيوانات - البشر، لكنني لم أكن مهتمة ماذا يحب وماذا يكره... ففي النهاية نحن نأكل على طاولة واحدة، مثلي أنا لا أحب الباذنجان، وهذا شيء غير مهم للآخرين، فليس مهماً بالنسبة إليهم ماذا أحب وماذا أكره. الحقيقة أنني لم أكن مهتمة أيضاً بأن أشرح له بأن دمائي ممزوجة ولستُ عربية خالصة، فأنا لم أكن منشغلة بشعوره من البداية، ولا تعنيني نظرة الغربيين إليّ. فقط أريد أن أنعزل عنهم لأبتعد عن الصراعات «الإنسانية - الحيوانية».
• وماذا كانت ردة الفعل من خطيبك نفسه؟
- (متحسرةً): حسافة على أني أحببته من كل قلبي، فقد اكتشفت أن خطيبي ليس صاحب قرار، بل قال لي: والداي هما من يقرران زواجنا.
• وهل ترك هذا الموقف أثراً عليكِ؟
- في جميع الأحوال يبقى الاعتداء على الآخرين أمراً سيئاً، لكنها كانت تجربة واقعية. كانت صدمتي في خطيبي كبيرة، ولكنني أؤمن بأن الزواج قسمة ونصيب في نهاية المطاف، وهو الخسران. وبالتأكيد ليس كل الفرنسيين كذلك، فالكثيرون منهم طبيعيون في نظرتهم للآخر، وليس لديّ مانع أن أتزوج فرنسياً مستقبلاً، لكنني في الوقت الحالي لدي ردة فعل داخلية، وأحاول أن أكون فقط منعزلة قليلاً، حيث لا أحب الصراعات. في النهاية هي تجربة كنت أتمنى أن أكون آخر شخص يمر بها بسبب محبتي لجميع الناس، ولأنني لا أفرق بين شخص وآخر بأي معيار، هياكلنا العظمية واحدة، يبقى كل ما فينا هو العمل الصالح، والعقل والفكر، وأيضاً إشكالية ماذا تعني جملتي الأخيرة؟ مصيبة (تضحك) في مجتمعي أو مجتمعات الآخرين «البدائي والتقدمي»... أيضاً لا يهمني، يهمني تجاربي ومفاهيمي الشخصية وماذا أتعلم وكيف أطور من نفسي. قال لي أستاذ العربية يوسف خاجة: «الحياة ورد وشوك، فشقي طريقك في حياة لا تلين»، وأعتقد أني سأترك الفرنسيين والأميركيين، وأتحول إلى الروسيين (تضحك)... تجارب إنثروبولوجية في عالم العلاقات الإنسانية!
• بصراحة.. إلى أي مدى أنتِ تحبينه؟
- كنتُ «أموت عليه»، وأحببته من كل قلبي، ثم اكتشفتُ أنه لا يستاهل حبي له، على الرغم من أنه كان يريد مني خمسة أطفال، وعشَّمني بأمور كثيرة... لكنني على كل حال راضية بقسمتي.
• ننتقل إلى الصعيد الفني، هل وجدتِ الدعم في الكويت؟
- لا أطلب الدعم ولا أريده، ولست مهتمة بالأمر، كل شخص يدعم نفسه بنفسه، لسنا في حاجة إلى أحد، هذا السؤال يسألني إياه جميع الصحافيين والإعلاميين، ومنذ سنوات وما زلت أجيب الإجابات نفسها. أعتقد أنكم تعرفون أن هناك مشكلة وتريدون أن تعرفوا وتعرضوا هذه المشكلة، إحدى المشاكل أننا لا نستطيع أن نصرح بالأسرار، وإلا فستعتبر مجرماً لأنك خرَّبت تجارتهم. لا يوجد دعم حقيقي حكومي أو مؤسساتي أو حتى من شركات المنتجين، كله مسيَّس، من أجلهم وفي دائرتهم، كل شيء مسيّس في مجتمعاتنا. (إن الفنان يخضع للسياسات)، إلا إذا كنت تحاول أن تعالج العرض الفني على حسب أهوائهم، بالمدح أو الذم، الدعم أحياناً من أفراد، وغالباً فردي، بدرجة 99 في المئة علاقات شخصية، علاقتهم بعضهم ببعض وترتيب كل شيء لكل شخص من الجيل نفسه، كأنهم يعملون فقط لأنهم من جيل واحد، ويتناسون الأجيال الأخرى فيصبح تصادماً حقيقياً وانفصالاً بين الأجيال، فتتكون مجموعات ضد أخرى تحت عنوان «الشللية»، فيزداد الصراع ويقل المنتوج الفني الإبداعي، ونراهم سعداء بمحافلهم، فهي لهم والجوائز لهم ومبروك عليهم، «يستاهلون»... لكننا فنانون في النهاية، والفنان ليس تابعاً. ذكرتني بفيلم وثائقي ألماني أعتقد عن الفنانة أسمهان، كان المخرج يبحث عن الفنانة أسمهان في مصر ووجد أنهم في المكتبات أو في الأماكن الثقافية غالباً ما تهمش أسمهان أو حتى تُبعَد برغم نجوميتها، في حين يجري إبراز أم كلثوم، برغم أن أسمهان كانت أيضاً بنفس الحضور والقوة.
• وماذا يعني هذا في تقديرك؟
- نسبة صغيرة جداً من الدعم قد يبدو لك أحياناً أنها صفر في المئة، لكن أيضاً شكراً على الصفر (تبتسم). أما بقية الدعم من الأفراد في الكويت فهم يسيرون على نهج تنويري علماني، لا أعرف هل هذا نوع من التوازن لحضور المرأة الشرق أوسطية في المجال الفني حتى لو كان ادعاءً أو مفبركاً... برغم أن الحداثيين أمثالي أكثر نشاطاً ووعياً. المسألة طويلة، ولا يسعني الحديث عنها في جميع أبعادها. أن أحصل على العديد من الترشيحات لأعمالي الفيلمية وأحوز 21 جائزة في مهرجانات الأفلام الدولية، وما أتلقاه من احترام وتقدير، ماذا يعني هذا؟ شكراً للأميركيين وجميع صنّاع الأفلام ومهرجانات الأفلام الدولية في العالم.
• كل إنسان لديه كلمات يود البوح بها للناس، ماذا تريدين أن تقولي للناس؟
- للحاضر والمستقبل، أقول للجيل الجديد والجيل القادم إن كل شخص يستطيع أن يكون فناناً، كل إنسان يستطيع أن يكون موسيقياً أو ممثلاً أو صانع أفلام أو مخرجاً مسرحياً أو منتجاً، كل شخص له الحق بأن يكون فناناً، والفن ليس محصوراً لأناس معينين، الفارق فقط هو الفكر، تستطيع أن تكون موسيقياً وأن تغني في المسرح لآلاف الناس، وأن تكون مشهوراً وتستمتع بشهرتك، لكن الفارق فقط هو الفكر، تستطيع أن تكون عالم فضاء أو فيزياء أو رياضيات، العلم ليس محصوراً في أحد، أنا أحب العلم وإنتاجي لفرقة إنثروبولوجي لم يكن صعباً، ولم يكن سهلاً أيضاً، لكن لا تلجأ إلى أي مؤسسة أو جهة... لا تطلب مساعدة من أحد كي تبدأ وتقدم فنك أو أبحاثك الفنية والعلمية، فقط تقدم بالخطوة الأولى وابتكر واستكشف، كن مميزاً وتميز بالطيبة، فنحن نحتاج إلى الطيبين، فالأشرار قضوا على العالم ودمروه. سامح، وأيضاً اتخذ القرار، ولا تترك أحداً يؤثر عليك، فعش تجاربك، لأنك قادر على أن تعيش تجاربك الخاصة في الحياة، ثم تقص علينا تجاربك، ونستمتع ونحب معك... وأنتِ، كوني مغنية وغني وابتسمي وعيشي بسعادة.
• وما أمنياتك للعام الجديد 2017؟
-«نتمنى وفي التمني شقاء، وننادي يا ليت كانوا وكنا... وننادي في سرنا للأماني والأماني في الجهر يضحكن منا».
أتمنى الخير لجميع الناس في العالم القادمين من الأموات والأحياء (تبتسم). ما أحلى أن نعيش في حب وسلام وأمان، (تغني أغنية سنان).