No Script

رواق

اللاسريالية

تصغير
تكبير

«السريالية» مفردة مُشتقة من كلمة فرنسية، تعني حرفياً «فوق الواقع».
برزت كحركة ثقافية في الفن الحديث، ثم في الأدب وهي تهدف إلى التعبير عن العقل الباطن بصورة «منطقية» من وجهة نظر صاحبها، لكنها تبدو لغيره وكأنها غير منطقية بل غير مفهومة و«شوية شخابيط».
نشطت في العشرينات والثلاثينات على يد «شوية سرياليين» أطلقوها كمرحلة لتحديث ما بعد الحداثة، وحسب مُنظرها أندريه بريتون فهي آليّة أو تلقائية نفسية خالصة، من خلالها يمكن التعبير عن واقع اشتغال الفكر إما شفوياً وإما كتابياً أو بأي طريقة، معتبراً حركته ثورية بل هي «فوق جميع كل الحركات الثورية»!


تتركز السريالية - أو تعتمد - على مخالفة العقل وتناقض المنطق للابتعاد عن القواعد الإملائية للفكر، فهي حركة مركبة بعيدة كل البعد عن أي تحكم خارجي، أو مراقبة، تمارس من طرف العقل، أو خارجة، على نطاق أي انشغال جمالي أو أخلاقي، ويعتمد السرياليون في رسوماتهم على الأشياء الواقعية في استخدامها كرموز للتعبير عن أحلامهم، والارتقاء بالأشكال الطبيعية إلى ما فوق الواقع المرئي.
هذا باختصار ملخص المرحلة السريالية، التي نشأت في فرنسا مطلع العشرينات، وواجهت معارضة شديدة من اللاسرياليين الذين اعتبروها حركة مجنونة يشوبها الاضطراب العصبي والسلوكي، وتملؤها العقد النفسية، لكن مع تزايد الاضطرابات سرعان ما تراجعوا، واكتشفوا أن السريالية أفضل من اللاسريالية!
كذلك انتُقدت النّاشطات النّسويات السّريالية في الماضي بدعوى أنّها حركة ذكورية، رغم وجود نساء سرياليات فيها!
واجهت الحركة منذ بدء ظهورها، وحتى يومنا هذا، ربما «سوء فهم» الكثير، كونَها حركة نقد اجتماعي وتفكيراً في افتراضات الأفراد بحيث يمكن التشكيك فيهم، لكنها ورغم كل الشكوك استمرت، وامتدت جغرافياً، حتى وصلتنا، وشملت مجالات عدة، في الرسم، والموسيقى، والمسرح، أما في السياسة... فيبدو أنها في طور التطوير قريباً!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي