No Script

واشنطن تعتبر أن المسؤولين اللبنانيين لم يتعاملوا يوماً مع مشكلة «حزب الله» بجدية

No Image
تصغير
تكبير

مع إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب تعليق المساعدة العسكرية السنوية البالغة أكثر من مئة مليون دولار للجيش اللبناني، خرج لبنان كليا من دائرة الاهتمام لدى الادارة، وانحصر الحديث عنه ببعض الاصوات الصادرة عن المسؤولين السابقين والخبراء والعارفين بشؤون لبنان والشرق الاوسط، وبصوت الديبلوماسيين الاميركيين في لبنان، وفي طليعتهم السفيرة اليزابيث رتشارد، التي تستعد للرحيل فور الموافقة على خليفتها السفيرة دوروثي شيا، والتي تعمل حالياً في منصب القائم بالاعمال في القاهرة.
وفي الجلسات الاميركية المنعقدة حول لبنان، يعتقد المسؤولون الحاليون والسابقون والخبراء ان الوضع معقد بسبب سيطرة «حزب الله» على مفاصل القرار، وقيامه بجرّ لبنان الى المواجهة الديبلوماسية والاقتصادية ضد الولايات المتحدة والعالم.
ويعاني لبنان، بحسب المعنيين الاميركيين، من تراجع الاستثمارات الخارجية والسياحة، وذلك غالبا بسبب عدم الاستقرار الذي تتسبب به الحروب التي ينخرط فيها «حزب الله» في المنطقة، والمواقف العدوانية والتهديدات التي يطلقها الحزب ضد اطراف متنوعة بشكل متواصل، وهو ما يزعزع الثقة بالبلاد، ويبعد عنها المستثمرين والسياح، وتاليا العملات الاجنبية التي تحتاج اليها بيروت لتثبيت سعر صرف الليرة وتمويل استيرادات البلاد.


لهذا السبب، يرى الاميركيون المتابعون للشأن اللبناني، وغالبيتهم خارج ادارة ترامب اليوم، ان مشكلة لبنان هي «حزب الله».
ويقول مسؤول سابق عمل على الملف اللبناني عن كثب انه «يوم عرضنا على اللبنانيين مساعدتهم كمجتمع دولي، وعملنا على استصدرا قرارات في مجلس الأمن تهدف الى نزع سلاح ميليشات حزب الله، مثل القرارين 1559 و1701»، رد علينا السياسيون اللبنانيون بأن مشكلة «حزب الله داخلية، وان تسويتها تتم داخليا فقط عبر الحوار مع الحزب الموالي لايران».
يتابع المسؤول السابق: «ثم عندما تركنا اللبنانيين حتى يتوصلوا الى تسوية بين الدولة والميليشيا، راح المسؤولون اللبنانيون يرددون ان حزب الله مشكلة اقليمية ودولية، وان لا طاقة لدولة لبنان على التوصل الى تسوية لها».
بكلام آخر، لا يعتقد المسؤولون الاميركيون ممن عملوا على الشأن اللبناني ان ايا من المسؤولين اللبنانيين المتعاقبين ابدوا الجدية المطلوبة للتوصل الى تسوية في موضوع الحزب، وان اللبنانيين «تعاملوا دائما مع هذه المعضلة بتلاعبهم على الكلام والبهلوانيات السياسية، دائما بما يخدم مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة».
ومن يعرف العاصمة الاميركية يعرف ان أحد أكثر السياسات المعروفة هي تراجع الاميركيين في الدول التي يعتقدون ان الجدية تغيب عن مسؤوليها، وغالبا ما يردد المسؤولون في الادارات المتعاقبة انه «لا يمكننا مساعدة أي حكومة في العالم ان لم تقم هذه الحكومة بدورها وبمساعدة نفسها أولاً».
«حزب الله»، بدوره، استغل انهماك المسؤولين اللبنانيين بمصالحهم، وتوصل معهم الى ترتيب في الحكم قضى بسماحه لهم بشغل مناصب في الدولة، مقابل تسليمهم له بادارة ملفات السياسات الخارجية والامنية.
«ما قاله أمين عام (حزب الله) حسن نصرالله للاقطاعيين اللبنانيين»، حسب الديبلوماسي السابق فرد هوف، هو التالي: «مقابل ان تتركوني بحالي وتتجاهلوا قرارات الأمم المتحدة القاضية بنزع سلاح الميليشيا غير الشرعية، سأسمح لكم بتقاضي رشاوى وسرقة ما تريدونه».
وأضاف هوف، في مداخلة نشرها على موقع مجلس الأطلسي، حيث يعمل كواحد من كبار الباحثين في «مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط»، ان «الفساد اللامتناهي اعاق النمو الاقتصادي، ومنع ما يسمى دولة حتى عن جمع والتخلص من النفايات، فيما بدت الزيادات الضرائبية كمحاولة سرقة من جيوب المواطنين».
ودعا الديبلوماسي السابق حكومة بلاده، المنسحبة من الشأن اللبناني، الى الاعراب عن تأييدها الواضح للثورة الشعبية الشبابية. كما دعا هوف واشنطن لاعادة استئناف المساعدة السنوية للجيش، معتبراً ان تعليقها «خطأ مجاني».
وقال ان على الولايات المتحدة وحلفائها العمل داخل لبنان لدعم المبادرات اللاطائفية المتمحورة حول المجتمع المدني وبناء أحزاب سياسية جديدة، اذ ان «صمت واشنطن وانسحابها من الشأن اللبناني لم يمنع نصرالله من اتهامها بتنسيق الانتفاضة الشعبية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي