تحذيرات من خطورتها ومطالبات بوضع لوحات إرشادية

التيارات المائية... تهدّد بابتلاع عيالنا!

تصغير
تكبير

وليد الفاضل: 

بعض التيارات في الكويت من بين الأقوى في العالم ... وكثير من الغواصين  فقدوا حياتهم بسببها

عيسى رمضان: 

لا يجب الاستهانة...  وتجنب الخروج للبحر بشكل فردي من دون «سبحات»

- الخليج يتأثر بتيارات مائية عكس عقارب الساعة  في الربيع والصيف

محمد الصايغ : 

تُفقد السبّاح التوازن وتجره في اتجاه الأعماق ولو كان ماهراً و قوياً

- الابتعاد عن السباحة  في فترات التقلبات الجوية وخاصة «الهواء السهيلي»

 

حذّر عدد من الخبراء والمهتمين بالشؤون البيئية من خطورة التيارات المائية، وما يمكن أن تمثله من تهديد لحياة مرتادي البحر، مشددين على أن «بعض التيارات المائية في الكويت تُعد من بين الأكثر قوة في العالم، الأمر الذي يستوجب أخذ الحيطة والحذر للحفاظ على الأرواح».
وفيما طالب الخبراء والمهتمون في تصريحات لـ«الراي»، الجهات المعنية بوضع لوحات إرشادية تساعد الراغبين في الغوص أو السباحة أو الصيد، وتقلل من فرص تعرضهم لمخاطر التيارات والدوامات البحرية، ناشدوا مرتادي البحر ضرورة معرفة توقيت وأماكن تلك التيارات حفاظاً على أرواحهم.
وأكد رئيس فريق الغوص بالمبرة التطوعية وليد الفاضل، أن «التيارات المائية ليست بالأمر الهيّن، وبعض المواقع في الكويت، مثل رأس الأرض ورأس الأبراج ورأس الزور والجليعة، تشهد أقوى التيارات المائية في العالم، ومَنْ يذهب للبحر عليه أن يكون دارساً لتلك التيارات، كدراسته للملاحة والخرائط والأحوال الجوية، وخاصة مَنْ يقوم بالسباحة أو الغوص، أو حتى أصحاب القوارب، فأحياناً قوة التيار تمنع حتى من إلقاء السن (الأنكر)».
وشدد الفاضل على أنه «في بعض الجزر يغوص الشباب بين المد والجزر، ثم يفاجأون بالتيارات المائية القوية، وعندها لا يستطيعون العودة للطراد، ومن هنا أهمية وضع (التلاي) الحبل الطويل المتصل بعوامة، حتى يتم التعلق بهذا الحبل في حال صعوبة العودة للطراد، وهذه من المهارات البحرية التي يجب معرفتها».
وأضاف «نحن كفريق للغوص نقوم بحساب التيارات المائية بدقة، وثمة أماكن لا نستطيع العمل فيها بكل الأوقات، وإنما نختار الأوقات التي تكون فيها التيارات ضعيفة، لتجنب الأمواج المضطربة، لابد من وجود لوحات إرشادية واضحة، تبيّن أماكن التيارات المائية القوية لتحاشيها»، لافتاً إلى أن «التيارات المائية أحياناً تكون على السطح، وأحياناً تكون في القاع، والكثير من الغواصين فقدوا حياتهم بسببها».
إلى ذلك، قال خبير التنبؤات الجوية والبيئية عيسى رمضان، إن «التيارات البحرية هي التيارات التي تنقل الكائنات المجهرية والبلانكتونات المهمة لصغار الأسماك، كما تنتقل معها الكتل المائية الباردة والحارة، ما يساعد صغار الأسماك وكبارها على الغذاء والتحرك في البيئة المناسبة لها خلال الفصول المختلفة»، موضحاً أن «الخليج العربي يتأثر بتيارات مائية عدة، تدور عكس عقارب الساعة، كمنخفض جوي في فصلي الربيع والصيف، وتكون التيارات قوية وسريعة معتمدة على عمق المياه وضحالتها، وشكل تضاريس قاع البحر، وتكون على شكل دوامات صغيرة في فصل الشتاء والخريف».
وأضاف «في الكويت وشمال الخليج العربي تتأثر حركة المد والجزر بتيارات مائية سريعة في مناطق معينة من الكويت كجون الكويت ورأس السالمية، حيث منطقة (الدردور) الدومات، والتي أتت تسميتها بسبب سرعة التيارات المائية وخطورتها، بسبب الأعماق المختلفة في المنطقة، وسرعة تيار الماء وخطورة المنطقة، وهي معروفة جيداً لمرتادي البحر»، مردفاً «كما تتأثر التيارات السريعة خلال فترة المد والجزر في فصل الصيف والربيع بسرعة كبيرة، قد تصيب السباح أو الغواص أو هواة الجت سكي، بتعب وإجهاد، إذا كان يسبح عكس التيار، وقد تعرض حياتهم للخطر، عندما لا يكون الإنسان ذا لياقة بدنية وخبرة بالسباحة ومواجهة التيارات المائية».
وشدد على أنه «يجب عدم الاستهانة وتجنب الخروج للبحر بشكل فردي من دون (سبحات) تساعد الإنسان للطفو على سطح الماء عند السباحة، أو الخروج بالقارب أو الجت سكي»، محذراً مرتادي البحر من «التهاون في أخذ الحيطة عند السباحة داخل جون الكويت، مع ضرورة تفادي المناطق، التي فيها اللوحات الإرشادية، تحذّر من وجود تيارات مائية سريعة، وننصح بعدم السباحة في تلك المناطق».
أما الخبير البيئي الدكتور محمد الصايغ فقال «تزدهر بالكويت في فصل الصيف عادة الرياضات البحرية و منها السباحة، وصيف 2020 يعتبر استثنائياً، حيث إن الشواطئ أصبحت الملاذ الترفيهي الطبيعي، في ظل إغلاق كل المرافق بالبلاد»، مشيراً إلى أنه «مع تكاثر أعداد الناس على الشواطئ، تأتي أهمية التذكير بالأخطار التي قد تكون غائبة عن بال الكثيرين».
وأضاف «يجب الانتباه دوماً لما يعرف بـ(التيارات الشاطئية الساحبة) (Rip Current)، والتي تعتبر من أكبر الأخطار التي تهدد مرتادي الشواطئ. هذه التيارات القوية يمكن أن تُفقد السباح التوازن، وتجره في اتجاه الأعماق الكبيرة، ولو كان ماهراً و قوياً»، موضحاً أنه «تكمن خطورة هذه الظاهرة في كونها غير مرئية بالعين، كما أنها تتكوّن في أماكن خالية من الأمواج، مما يسهّل وقوع السباحين فيها».

مياه «الحمل»  و«الفساد»

شدد رمضان على أهمية معرفة مياه «الحمل» و«الفساد»، المعروفة لدى رواد البحر بسرعة التيارات المائية، والتي تتأثر بحركة القمر، أما تيارات «الحمل» فهي التيارات المائية السريعة، وتكون على فترتين بالشهر القمري، الأولى في منتصفه، والثانية في نهايته وبدايته، في حين أن «الفساد» هي تيارات مائية خفيفة تكون في الربع الأول من الشهر وبعد منتصف الشهر العربي.
وأشار إلى أنه في تلك الفترات يجب على مرتادي البحر معرفتها جيداً، قبل الخروج للبحر.

100 حالة غرق سنوياً

قال الصايغ إن الولايات المتحدة تسجل سنوياً 100 حالة غرق بسبب التيارات الساحبة.
ونصح قبل الخروج للبحر بالتعرف على حالة الطقس والابتعاد عن السباحة في فترات التقلبات الجوية، وخاصة فترة (الهواء السهيلي)، الذي يُسبّب تياراً جنوبياً غربياً والمناطق البحرية التي تكثُر فيها الدوامات المائية (الدرادير)، كما هو الحال بمنطقة رأس السالمية.

«لا تحوشك الدرادير»

قدّم الخبير البيئي الدكتور محمد الصائغ نصائح لمرتادي البحر من بينها:
• لا تصب بالذعر، وتذكر أن التيارات الساحبة هي تيارات سطحية لن تجرك إلى القاع.
• لا تسبح في مواجهة التيار(ضد التيار) للعودة إلى البر.
• التزم السباحة في اتّجاه موازٍ للشاطئ ما أمكن للخروج من التيار.
• في حال تعذّر الخروج، حاول البقاء طافياً على سطح الماء.
• لوّح بيديك واطلب المساعدة بصوت عالٍ عند الحاجة لذلك.
ونصح الصائغ بمعرفة إشارات وعلامات التيارات الساحبة وهي عادة:
• قناة من المياه المخضوضة والمضطربة عمودية مع خط الشاطئ.
• منطقة يختلف فيها لون الماء بشكل ملحوظ عن المياه المحيطة.
• خط من الزبد والطحالب والفتات يتحرّك بشكل ثابت باتجاه البحر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي