No Script

محمد علي رود... (1 من 2)

تصغير
تكبير

محمد علي رود، مسلسل كتبه المؤلف محمد أنور محمد، للتلفزيون، قصة من التراث مثلها مثل عشرات القصص والأعمال التي قدمت بدءاً من فيلم (بس يا بحر) إلى يومنا هذا، ولكن يتجه ظني أن الكاتب لا يريد أن يقرأ نصه من الخارج للتسلية والترفيه؛ فالتراث بالنسبة للكاتب ترس تمترس خلفه، وتوارى بأفكاره خلف شخوص قصته؛ فتجار الأمس أصحاب التجارة غير المشروعة من تهريب الذهب، هم امتداد لتجار اليوم ( تجار الإقامات وتجار المخدرات وتجار الأسلحة والممنوعات)، إن شخصية مشاري المتسلق بعنف إنما هي امتداد لشخصية نائل الانتهازي المراوغ، والتي هي بدورها امتداد لشخصية (بوعبدالعزيز) رأس الفتنة والمكر والدهاء من الظلاميين المتشددين والمستبدين الذي يغرر بالصغار ويدفعهم إلى الواجهة والمواجهة لينتهكوا حرمات وممتلكات عباد الله الآمنين بخرق أخلاقي صارخ، ثم بعد ذلك ينكص متراجعاً وفق مصلحته مضحياً بصغار القوم.
استطاع الكاتب وبذكاء خارق للعادة أن يكتب قصة فريدة من نوعها، نص مثير للجدل يحمل من الرموز والإشارات والرمزيات في علوم السيميائية الشيء الكثير، لا يتسع هذا المقال لذكرها أو الوقوف عليها جملة. نص يحمل من المتناقضات والتضاد ما يرهق العقل البسيط الذي قد لا يستوعب المغزى العميق والرسالة الهادفة من وراء كتابته، تألق الكاتب في الدراما التصاعدية الموزونة والمعتدلة والموضوعية والمؤثرة مثل موقف نجلاء من مقتل أمها حليمة ومثل موقف فوزية من خطف ابنتها نورية وموقف فوزية أيضا من وفاة زوجها شهاب غرقاً، كانت الدراما مؤثرة تفاعل معها المشاهد وتأثر بها، بعيداً عن العويل والنحيب والصراخ المبالغ فيه والذي يشوش على متابعة المشاهد للمسلسل.
الكاتب كان صادقاً في إحساساته في رسم صورتين للحب (حب حسين ونجلاء)، الذي يمثل حب روميو وجوليت (حب دافئ ناضج راسخ)، وحب (خالد ونورية)، الذي يمثل الحب العذري القيسي (قيس وليلى)، و الذي امتاز بتقديم التضحية غير آبه بما قد يكتنفه من مخاطر... وللحديث بقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي