No Script

وجع الحروف

ركبونا الباص...!

تصغير
تكبير

نتحدث عن الفساد... نعبر عن رأينا وتأتيك الأخبار من كل حدب وصوب.
البعض - وأنا أحدهم - يقرأ ويستوضح الأمر وفي الغالب تنتهي بقول: ركبونا الباص!
ما علينا من هذا وذاك وخلاف زيد مع عبيد... علينا بإصلاح أنفسنا وتنوير المحيط بنا، لنكون معول بناء لا هدم.


الجميع يريد الاستقرار ونبذ الخلافات، أيا كان نوعها ومستواها، وأن نتقبل الرأي والرأي الآخر، فنحن في نهاية المطاف بشر معرضون للخطأ حتى في التعبير... ونستشهد هنا بقول صفوة الخلق سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
هذا على مستوى الأفراد، لكن في العمل المؤسسي نجد أن مسطرة العمل يفترض أن تحاط بحوكمة وتدقيق تضبط عملية اتخاذ القرار والخطأ - وإن وقع - تستدعي الضرورة معالجته على الفور، لأن ترك الأخطاء يولد حالة من الفوضى التي يطلق عليها فساد.
هذا ما قاله الشاعر الأفوه الأموي في بيتين:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرشد ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
فعامل الرشد مبني على المعرفة? الخبرة? حسن الخلق والحكمة... وإن تركنا متابعة الأمور لمن «يركبنا الباص»، وتستمر الحال فهذا يعني استمرارية حالة الفوضى/‏ الفساد الذي نحاول أن نعترض عليه، حفاظاً على مستقبل الأجيال المقبلة، ومحاولة منا لخلق ثقافة سليمة لجيل اليوم الذي عليه مهمة صناعة التاريخ.
قيل في الأثر? جلس عمر بن عبدالعزيز مع الحسن البصري? فقال له عمر: بمن أستعين على الحكم يا بصري؟
قال: يا أمير المؤمنين? أما أهل الدنيا فلا حاجة لك بهم? وأما أهل الدين فلا حاجة لهم بك? فتعجب عمر بن عبدالعزيز وقال له: فبمن أستعين؟ قال: عليك بأهل الشرف? فإن شرفهم يمنعهم عن الخيانة.
ما قاله الحسن البصري يصلح لي ولك وللقيادي وأي صاحب قرار.
اختر أهل الشرف «الأخيار» من يستحق أخذ الاستشارة منه، بعيداً عن مصالح وتجاذبات حجزت لنا مكاناً في «باص» الإشاعات والفوضى، التي ندعو الله أن تنتهي في القريب العاجل.
الزبدة:
لا نريد أن يقال «ركبونا الباص»... نريد باص التنمية والإصلاح.
نريد قرارات عاجلة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
نريد محاسبة كل مقصر وفاسد ومثير للفوضى... وإعادة هيكلة مؤسساتنا والعمل وفق حوكمة وتدقيق ورقابة تصون المال العام وتوفر التنمية المستدامة المطلوبة، وصياغة رؤية صالحة لمستقبل الأجيال المقبلة.
نريد أن تعود الكويت إلى ما كانت عليه درة الخليج، والله نسأل أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي