No Script

المشتري رامي مخلوف... والقيمة 130 مليون دولار

اتفاق أميركي - إيراني حول نفط «أدريان داريا 1»

No Image
تصغير
تكبير

علمتْ «الراي»، أن اتفاقاً سرياً لم يُعلن عنه حصل بين أميركا وإيران عن طريق طرفٍ مُفاوِضٍ ثالث، استطاعت من خلاله طهران ادخال ناقلة النفط العملاقة «أدريان داريا 1» إلى مقابل مرفأ طرطوس. وقد تم تحميل النفط لمدة أربعة أيام على متن ناقلات أصغر ليتم تفريغ الحمولة كلها في سورية.
وتقول مصادر مواكبة للمفاوضات لـ«الراي»، إن «أميركا كانت صممت على محاولة منع الناقلة العملاقة من التوجه إلى سورية بسبب السياسة الأميركية - الأوروبية التي تريد محاصرة الرئيس بشار الأسد اقتصادياً... فما لا تستطيع هذه الدول أخذه بالعمليات العسكرية لإسقاط النظام وإحداث الفوضى في الشرق الأوسط، تحاول أخذه بالعقوبات على حكومة دمشق وأهمّها منْع إيصال النفط إليها».
وتضيف المصادر، ان «الناقلة الإيرانية العملاقة بقيت لأيام تدور في البحر المتوسط إلى حين انتهاء المفاوضات بين إيران وأميركا. وقد تم التوصل إلى سلسلة خطوات أهمها البدء بإطلاق عدد من أفراد طاقم ستينا ايمبيرو التي تحمل العلم البريطاني واحتجزت في مرفأ بندر عباس كردّ على احتجاز الناقلة الإيرانية العملاقة (غريس 1 سابقاً). وجرى اطلاق سبعة من الطاقم وسيتم إطلاق آخرين عند التأكد من أن الناقلة أفرغت حمولتها للمشتري».


وتؤكد المصادر أن «المشتري هو رامي مخلوف، قريب الرئيس بشار الأسد الذي دفع ثمن المحتويات (المقدرة بنحو 130 مليون دولار بسعر السوق العالمية) وتسلمها على دفعات لاستحالة دخول الباخرة إلى مرفأ طرطوس لعدم وجود عمق مائي كافٍ لاقتراب ودخول الناقلة اليه».
وعلمت «الراي» ان إيران تقدّم جزءاً من النفط كهدية لحليفها الرئيس السوري بينما يُدفع ثمن الجزء الأكبر المتبقّي إلى إيران أو مَن تريد هي أن يتسلم المبالغ الباقية.
وتتابع المصادر أن «طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز (هيرون) حلقت فوق الباخرة الإيرانية طوال أيام المفاوضات، إلى أن جاء القرار بأن اتفاقاً قد عُقد فاختفت كلياً الدرونز واستطاعت الناقلة التوجه مقابل مرفأ طرطوس».
وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر - بعد الاتفاق غير المباشر - أن «بلاده لا تملك أي خطة لاحتجاز أدريان داريا 1».
وبينما كان بريان هوك، الممثل الخاص الأميركي للملف الإيراني، يوجّه رسالة إلى قبطان «أدريان داريا 1» بأنه يستطيع دفع مبلغ 15 مليون دولار إذا حوّل وجهة الباخرة إلى قبضة القوات الأميركية أو ستُفرض عليه عقوبات خاصة بغرض تخويفه، كانت إدارة البيت الأبيض تفاوض من أجل الحصول على مكتسبات منها عدم تغريم الباخرة «ستينا ايمبيرو» لأجل احتجازها مع مَن تبقى من طاقمها الـ16 ولتنازلات أخرى لا تتعلق بالملف النووي.
استطاعت إيران الوقوف بوجه أميركا وبريطانيا في مياه الخليج وهي ترسل الطائرات المسيّرة يومياً وعلى مدار الساعة فوق كل القطع الحربية البريطانية التي تجوب المياه الواقعة في مضيق هرمز وعلى طول الساحل الإيراني وحتى خارج المياه الإقليمية.
وقد فرضت طهران نفسها في المنطقة بإظهار استعدادها للقتال للدفاع عن أمنها ومصالحها الاقتصادية. إلا أنها أظهرت أيضاً قدرتها على التفاوض حيث هناك مجال لذلك وبما لا يعطي أي دفع للرئيس دونالد ترامب انتخابياً لأن قرار التفاوض معه في الملف النووي أُقفل تماماً إلى حين الانتخابات الرئاسية نهاية السنة المقبلة.
وبادخال «أدريان داريا 1» إلى المياه الإقليمية السورية، حاملةً ما يكفي سورية وحلفاءها لأشهر، تكون إيران نفذت تعهداتها أمام حلفائها بالدفاع عن مصالحهم وكأنهم جزء من أمن إيران القومي، وتالياً فإن العقوبات ومحاولات أميركا محاصرة سورية وحلفائها في لبنان لم تعطِ النتيحة المطلوبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي