في الصميم

شكراً... مرة أخرى

تصغير
تكبير

كبيرة يا كويت العز... كبيرة يا كويت السؤدد، كبيرة في كل مواقفك، في كل صنائعك، كبيرة مع شعبك، كبيرة يا كويت.
وإن المرء ليقف إجلالاً لكل فرد في هذا البلد الطيب، والذين لا يهدأ ولا يألو جهداً أو عملاً، يتصور فيه خدمة بلده، وليس ذلك فحسب بل وجميع من يقيم على هذه الأرض الطيبة، فتلك الأزمة العالمية «الكورونا» أو «الجائحة»- كما أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية - أكدت على معدن هذا الشعب الطيب، وليس ذلك من باب التباهي، فخلال 48 ساعة قام هذا البلد بتقديم 5 ملايين دولار للشعب الفلسطيني لمكافحة هذه الجائحة، و10 ملايين دولار إلى الجار إيران للغرض نفسه، و10 ملايين دولار إلى العراق، ولم ينس هذا البلد منظمة الصحة العالمية حيث قدم لها مبلغ 40 مليون دولار، فشكراً لسمو أمير البلاد قائد الإنسانية، وشكراً للكويت، ومن جانب آخر نقول - بعيداً عن أي اعتبارات - إن قيام الكويت بهذا العمل ينطلق من واقع الإحساس العالي بمدى دقة الموقف الصحي في العالم من هذه الجائحة.
فأي مبدأ سام تعيشه الكويت... أميراً وحكومة وشعباً؟، في خضم هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد العالم بأكمله، وفي ظل انشغال كل دولة بحماية مواطنيها، ومن ثم تفكير هذا البلد بمواطني شعوب أخرى، فأي معانٍ إنسانية تصف هذا الشعور الإنسانية للكويت، اللهم احفظ هذا البلد واجعله آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين والعالم.
ومن ناحية أخرى، وتعليقاً على جهود الحكومة، يأتي الاجتماع شبه الدائم لمجلس الوزراء برئاسة الشيخ صباح الخالد الأمر الذي بعث الطمأنينة في النفوس، بفضل وجود حكومة همها الأساسي صحة مواطنيها، وكل ما يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف، وترجمة ما ينتج عن تلك الاجتماعات من قرارات ونشرات تخدم المواطنين والمقيمين.
فالكويت سباقة في كافة الميادين والمجالات، خصوصاً المجال الإنساني، من خلال الوقوف إلى جانب الشعوب المحتاجة، بعيداً عن أي مواقف سياسية، وهو الأمر الذي نشهده في أي أزمة عالمية وأي أخطار تتهدد الشعوب.
وفي الوقت ذاته وعلى صعيد آخر في ظل أزمة الكورونا، تأتي الكويت في المرتبة الأولى في اتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية اللازمة للحماية، وذلك وفق تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية أخيراً.
وتأكيداً لتلك الاجراءات تأتي جهود وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، واضحة، منها جلب معدات لمواجهة هذا الوباء من الصين بشكل عاجل وقياسي، حيث تم توفير 400 ألف جهاز لفحص واكتشاف الوباء بطريقة قياسية تصل إلى عشر دقائق تقريباً، بدلاً من الأيام التي كانت تستغرقها لاكتشاف الحالات، الأمر الذي يسرع في اتخاذ الإجراءات السريعة لمواجهة الحالات في بداياتها، وأيضا هناك جهود أخرى لوزير التجارة والصناعة خالد الروضان والاجتماعات الدورية التي يقوم بها، وأيضاً الزيارات المفاجئة للعديد من المنشآت والمحلات غير الملتزمة بإرشادات وقوانين الوزارة، وأيضاً هناك الزيارات التأكيدية للمواطنين على المخزون الإستراتيجي للدولة.
وهناك جهود أخرى لوزير البترول والكهرباء والماء خالد الفاضل، وهي بادرة قيمة تحسب له من خلال إعادة المياه للمتخلفين عن السداد، بعيداً عن أي ظروف أخرى، وتتويجاً للجهود الحكومية تأتي جهود وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد، والتي تمثلت في حرصه الشديد على المواطنين الكويتيين العالقين في جميع أنحاء العالم والبالغ عددهم ما يقارب الـ60 ألفاً من طلبة وبعثات، وتلك الجهود ستفضي إلى إعادة المواطنين لبلدهم حفاظاً عليهم من أي ظروف في البلاد التي يتواجدون فيها حالياً، ووزير الإعلام محمد الجبري وجهوده في مجال نشر الوعي الإعلامي البالغ الأهمية في توعية وإرشاد المواطنين والمقيمين، والتي كان لها عظيم الأثر في هذه الأزمة، وجهود الخطوط الجوية الكويتية والجمارك، وجهود رجال الأعمال، والذي كانت له بوادر خيّرة وطيبة في هذه الأزمة، وجهود العين الساهرة لوزارة الداخلية وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح، تلك الجهود المتعددة في توعية ومراقبة تنفيذ مقررات مجلس الوزراء من خلال جهود منتسبيها، والسهر الدائم على سلامة وأمن المواطنين والمقيمين.
وفي هذا كله نسأل الله عز وجل أن يحصّن بلادنا ويسرّع من مرور هذه الأزمة العالمية... حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها وحكومتها... والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي