No Script

«شفافية وزارة الصحة ممتازة للحد من الإشاعات والخيالات الخرافية»

خالد المهندي لـ «الراي»: بعد «كورونا» سيصاب الناس بأمراض نفسية تحتاج فترة طويلة للشفاء

u0627u0644u062fu0643u062au0648u0631 u062eu0627u0644u062f u0627u0644u0645u0647u0646u062fu064a
الدكتور خالد المهندي
تصغير
تكبير
  •   الآثار على الشعوب  أشبه بما تخلفه الحروب 
  • الفيروس بيئة خصبة للأمراض النفسية وأحدث صدمة نفسية مجتمعية  في العالم 
  • المهستر يجنح  إلى غريب الكلام ويبث الذعر في المجتمع... لابد  من وقفه بقوة القانون

أكد الاستشاري النفسي الكويتي الدكتور خالد المهندي أن فيروس كورونا دخل فجأة إلى العالم وحين تحدث الكوارث الطبيعية سواء على مستوى الأفراد أو الدول يصاب الناس في ما يعرف بعلم النفس باسم «PTSD»، ويعني الاجهاد ما بعد الصدمة، حيث يعيش الناس الآن صدمة نفسية أشبه بمن فقد أقاربه في حادث وهذا هو الـPTSD ولكن على المستوى الشخصي.
وأوضح المهندي في لقاء مع «الراي» أن ما يجري الآن هو صدمة نفسية مجتمعية لكل العالم وفي هذه الأثناء يحدث اضطراب في الانفعالات، فالذي يعاني من الاكتئاب سيزداد لديه، والذي يشكو من القلق سيتضاعف، والذي لديه وسواس قهري من النظافة أو غيرها سيتضخم هذا الوسواس في نفسه، مؤكداً أن فيروس كورونا بيئة خصبة تنمو بها الأمراض النفسية.
وقال إن المجتمع بحاجة الآن إلى طمأنة بعد الإجراءات الحكومية التي استوجبت فرض الحجر على القادمين من الخارج وطبقت حظر التجول، وهي إجراءات تزيد من قلق الناس لعدم وجود منفذ لديهم.
وأكد المهندي أن المجتمع يتقبل كل شيء في هذه الظروف لأن الناس في حالة صدمة نفسية، فمن يبحث عن الأمان نجده يقول كلاماً مطمئناً ولا يأبه بالإحصائيات والبيانات الرسمية التي تصدر في شأن الفيروس، فهو في حالة من القلق لذا يحاول أن يشعر نفسه بالأمان، وهناك الشخصية الهستيرية التي تحاول أن تلفت الانتباه من خلال تعظيم الأشياء واتباع الخيال والترديد بأن هذا الحدث هو بداية نهاية العالم وستكون انتكاسة للناس ووفيات بالملايين، مؤكداً أن هؤلاء يحاولون لفت الانتباه لأنهم يشعرون بالأمان حين يجدون الناس تلتف حولهم، وهذه الشخصية تقوم بنشر الإشاعة والبحث عن النبوءات لجذب الأنظار والخروج بمنظر المخلص.
وذكر أن البعض يتخذ من النبوءات والخيالات وسيلة تجارية ومنهم من يحاول أن ينشر الاشاعة لأنه شخصية تبعية لا أكثر، والبعض يقوم بالترويج للإشاعة لأنه ليس لديه قرار، وهناك الشخصية الهستيرية التي تحاول دائماً البحث عن غريب الأشياء للفت الانتباه فيزداد جنون العظمة لدى هذا الشخص ويبدأ بكتابة الأشياء الغريبة وهؤلاء لهم زبائنهم في وقت الصدمات النفسية، والبعض قد يصدق كلامهم وهم السبب في إحداث الذعر والهلع لدى الناس حيث لا تستند آراؤهم على أي بيانات او إحصائيات، وإنما رغبة مريضة داخلية وبالتالي يجب وقف هذه الشخصية بالقانون ومتابعتها من قبل إدارة الجرائم الالكترونية، لأنها قد تسبب الكثير من المشكلات في المجتمع.
وبيّن أنه بعد انتهاء أزمة «كورونا» سيكون أثرها على الشعوب أشبه بما تخلفه الحروب، حيث سيصاب الناس بكثير من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى فترة طويلة للشفاء، خصوصاً عند الأطفال، ومــن الممكن أن ينتشر القلق والاكتئاب وفي هذه الفترة يجب أن تكون هناك برامج توعوية علاجية، مؤكداً أن شفافيـــــة وزارة الصحة في التعامل مع الأزمة كانت عاملاً إيجابياً في التخفيف من الإشاعات والخيــــالات الخرافية التي يتداولها البعض.
وأوضح المهندي أن الوضوح مع الناس واتخاذ القرارات السليمة والمنطقية من أهم الأشياء في التعامل مع الأزمة، مثمناً إجراءات وزارة الداخلية مع مخالفي قانون الإقامة وهذا الأمر مفيد جداً ومحل تقدير، فيما أكد أنه من الطبيعي استمرار إصابة البعض بالاكتئاب والخوف والقلق المستمر، وهذا متوقع ويجب في هذه الأثناء تكثيف الحملات التوعوية وإرشاد الناس للخروج من الصدمة النفسية ومحاولة تقليل أثرها عليهم في المستقبل، رغم أن أثرها سيكون قائماً.
وأشار إلى أن البعض بدأ يتذمر من الجلوس في المنزل ويجب أن تكون هناك برامج توعوية وفرق علاجية تقدم الاستشارات عن طريق الهاتف، إضافة إلى التباعد الاجتماعي الذي لم يكن من ثقافة المجتمع ولكن بعد انتشار الفيروس بدأ كثير من الناس بتطبيقه تجنباً للعدوى.

ملاحظات مهمة

آثار «كورونا» على الكويتيين
كالغزو... ستستمر طويلاً

أكد الاستشاري النفسي الدكتور خالد المهندي أن الأوبئة محددة بفترة زمنية معينة يصاب الفيروس خلالها بحال جنون لفترة ثم يهدأ بعدها، وهذا ما حدث مع الطاعون وبعض الأوبئة قديماً.
ولفت إلى أثر فيروس كورونا على الوضع المعيشي للأفراد والأسر، مبيناً أنه محور من محاور الصدمات النفسية التي تواجه الأفراد ونعني بها كل شيء يحدث من دون سابق إنذار كالفيضانات والأعاصير والحروب والكوارث وانتشار الأوبئة، وهي سيكولوجية أصابت العالم ودفعت إلى ارتفاع الحس الوسواسي الذي ينعكس سلبا على الحالة النفسية للأفراد.
وقال المهندي إن بعض الشرائح في الكويت تعاني من قلة الرواتب وانحفاض الدخل وهذا سيؤثر على الوضع الاجتماعي لدى الأسر وتحديداً الأب والأم، مبيناً أن الآثار المترتبة على الأزمة ستستمر طويلاً كآثار الغزو العراقي التي لا يزال كثير من الكويتيين يعانون منها بعد 30 عاماً. وبيّن المهندي أن توتر الوضع المعيشي للأسر قد يؤدي إلى زيادة حالات القلق والخوف لدى الأفراد، مشدداً على ضرورة وضع حلول جذرية لتوفير الأمن الاقتصادي الأسري لهذه الشرائح حتى لا ينعكس ذلك سلباً على الأبناء.

الطقس يلعب دوراً في انحسار الوباء

أكد المهندي أن الطقس سيلعب دوراً في انحسار الوباء، مشيراً إلى أن الناس سيقبلون خلال هذه الفترة على كل طبيب يطمئنهم ويتجنبون كل مَنْ يثير الخوف والقلق لديهم.
ووجه رسالة إلى القائمين على إدارة أزمة «كورونا» في مجلس الوزراء مفادها ضرورة بث رسائل تطمين للناس لقطع الطريق على بعض المرضى من مروجي الاشاعات والأخبار الكاذبة، مؤكداً أن الحملات التوعوية تحتاج إلى متخصصين نفسيين لتحديد الرسائل التي ممكن بثها للمجتمع، ومنها الأنباء التي تشير إلى انحسار الوباء في بعض المناطق الحارة وتراجع الوفيات في بعض الدول.

تدرج الحكومة... إيجابي

ذكر المهندي أن الفيروس هدد النظام الاجتماعي للشعوب، ولكن بدأت الناس تتكيف مع الأزمة، موضحا أن الإجراءات الحكومية في هذا الجانب إيجابية حيث التدرج في الإجراءات وفي إغلاق المدارس والأسواق، مبيناً أن التدرج في التعامل مع الأزمات هو من أنجع الوسائل للحد من آثارها. وأشار إلى أن الناس الآن بدأوا يتقبلون حتى إجراءات الحظر الكلي لو فرضت لأنه أصبح هناك شيء من التعود وحتى بعد انتهاء الازمة ستكون غالبية الناس معتادة على الجلوس في المنزل، وسيكونون بحاجة إلى فترة زمنية للرجوع إلى ما قبل الأزمة فردود الفعل عادة ما تكون بطيئة حين تكون بشكل جماعي، وهذا ما يسمى في علم النفس بالسلوك الجماعي أو سيكولوجية الجماهير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي