الإصدار الجديد من لعبة «ببجي» يُظهر لاعبين يركعون لتماثيل حجرية

«غضب شرعي» من ألعاب إلكترونية تروّج لعبادة الأصنام

تصغير
تكبير

بسام الشطي:

لعبة «ببجي» خرقت المعتقد من حيث السجود والركوع للصنم 

- دورنا أن نقيم الحجة على أولياء الأمور ومن يمارسها والتاجر 

أحمد الكوس:

اشتملت على مخاطر كثيرة خصوصاً الخطر العقدي 

- تدعو إلى الشرك من خلال الانحناء والركوع إلى الأصنام

خليل الحمادي:

أدعو جميع الجهات إلى تحمل مسؤوليتها

- تدخل على من يلعبونها قضايا الشرك

راشد العليمي: 

من الأمور الخطيرة أن يوجد جيل لا يعرف توحيد الله

- نتوجه إلى وزارة الأوقاف بالمناشدة أن تبيّن هذا الأمر

يتجدّد الحديث عن خطورة الألعاب الإلكترونية، ولكن هذه المرة من بوابة المخاطر الشرعية التي باتت تهدد عقيدة الأطفال الصغار من مستخدمي تلك الألعاب. وفي هذا الصدد حذر ثلة من الدعاة الكويتيين من الإصدار الجديد (التحديث الذي صدر أخيراً) للعبة «ببجي» الذي يظهر فيه اللاعبون وهم يركعون لأصنام وتماثيل حجرية، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك لإنقاذ الأطفال من هذه المفاهيم التي تضرب القيم الشرعية والأخلاقية في مقتل. يتجدّد الحديث عن خطورة الألعاب الإلكترونية، ولكن هذه المرة من بوابة المخاطر الشرعية التي باتت تهدد عقيدة الأطفال الصغار من مستخدمي تلك الألعاب. وفي هذا الصدد حذر ثلة من الدعاة الكويتيين من الإصدار الجديد (التحديث الذي صدر أخيراً) للعبة «ببجي» الذي يظهر فيه اللاعبون وهم يركعون لأصنام وتماثيل حجرية، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك لإنقاذ الأطفال من هذه المفاهيم التي تضرب القيم الشرعية والأخلاقية في مقتل. أستاذ العقيدة في كلية الشريعة جامعة الكويت الدكتور بسام الشطي، قال لـ«الراي»، إن «الألعاب الإلكترونية لها وعليها، ولكن لعبة ببجي تنبع خطورتها من أنها خرقت المعتقد من حيث السجود والركوع للصنم، وهذا شرك أكبر يخرج عن الملة، لأن السجود والركوع عبادة وتعظيم فلا يكون إلا لله عزوجل، وقد قال سبحانه (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)». وأضاف الشطي «دورنا كأساتذة في الجامعة وخطباء ووعاظ، أن ننكر المنكر، ونقيم الحجة على أولياء الأمور ومن يمارس هذه اللعبة، وكذلك التاجر الذي يستوردها، فإذا ذهبت عقيدتنا ماذا بقي لنا، فكسر العقيدة الذي هو أساس الدين والهدف الأسمى من خلق البشرية يجر الى التجرؤ على عظائم وفرائض وأساس الدين». بدوره، قال الخطيب بوزارة الأوقاف الدكتور أحمد الكوس، في تصريح لـ«الراي»، إن «مع انتشار ما يسمى بالألعاب الإلكترونية بين الأطفال والشباب، بل حتى مع الكبار أيضا، والإدمان عليها، وجدنا أنها اشتملت على مخاطر كثيرة خصوصا الخطر العقدي والديني، والأخلاقي، وكذلك لها تأثيرات نفسية واجتماعية على النشء».وأضاف الكوس «أذكر كل من بيده الأمر خصوصا الآباء والأمهات وأولياء الأمور، أنَ عليهم مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى، تِجاه أبنائهم ومراقبتهم وتربيتهم التربية السليمة، فقد قال تعالى «وقفوهم إنهم مسؤولون»، لذلك لا بد من أن نحصّنهم ضد الأفكار الهدامة، وهذا الغزو الفكري الجديد من قبل هذه الألعاب الإلكترونية». وشدد على أنه «بالنظر إلى ما ورد في هذه اللعبة من دعوة إلى خلخلة أصول الدين والعقيدة، والدعوة الى الشرك من خلال الانحناء والركوع الى الأصنام، فهذه دعوة صريحة مناقضة للتوحيد ودعوة للشرك الأكبر والعياذ بالله»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «من أعظم وصايا القرآن وصية لقمان لابنه بعدم الشرك بالله تعالى». واعتبر أن «هناك دعوة منظمة من هذه الشركات الأجنبية الالكترونية لبث الالحاد بين شباب الإسلام، أو زعزعة دينهم وعقيدتهم وبث الشبهات بينهم، لضرب أمة الاسلام بهذه التقنيات الحديثة التي تحتوي على كثير من الألعاب الإلكترونية التي فيها خدش للدين والأخلاق، ومن أخطرها المخاطر العقدية فيما يتعلق بتوحيد الألوهية، وعبادة الله تعالى والدعوة للشرك والسجود للأصنام، واهانة كتاب الله تعالى، وأيضا في توحيد الربوبية حيث كما هو معلوم لدينا ان الله هو الرازق المحي المميت، ويجب افراده بربوبيته تعالى، فيثيرون شبهات في أن بعض الأبطال هم لهم القوة والنصرة والغلبة، وأن بعض الآلهة تتحكم في الأرض وشؤون الناس، دون الرب سبحانه والعياذ بالله».واختتم بأن «الواجب الحذر من هذه الألعاب التي تخدش الدين، وتجلب سخط الرب جلّ وعلا، وتضعف عقيدة المسلم، وتهوي به إلى المهالك، لذلك لا يجوز اللعب بهذه اللعبة، أو الألعاب التي تنطوي على الكفر والشرك، والدعوة الى الإلحاد وهدم الدين والقيم والعياذ بالله، وأدعو الشركات التقنية الإسلامية، الى إيجاد البديل من صناعة التطبيقات للألعاب الإلكترونية الهادفة لأبنائنا. وأسأل الله تعالى أن يهدي شباب الإسلام والمسلمين ويهدي ضالهم».أما الداعية خليل الحمادي فأكد لـ«الراي»، أن «الدراسات والأبحاث التي أجريت عن تأثير الألعاب الإلكترونية وإنجذاب الأطفال نحوها تدق ناقوس الخطر وتدعونا جميعا للوقوف في وجه هذا التيار الهادم لكثير من القيم و المبادئ الإنسانية وغرس قيم مخالفة لديننا الحنيف مثل السجود للأصنام والعودة للجاهلية وهذا أمر خطير ينبغي أن ننبه عليه الأبناء». وشدّد الحمادي على ان «كل من أظهر الموافقة للسجود للأصنام من خلال هذه الألعاب فهو ممن كفر بالله وشرح بالكفر صدره حتى وإن ادعى أنه يعبث بهذه الأصنام»، لافتاً إلى أن لها «أثاراً نفسية واجتماعية تهدم أبناءنا». ودعا جميع الجهات إلى تحمل مسؤوليتها بما في ذلك الأسرة، مناشداً كل أب غيور أن «يقوم بدوره تجاه هذه اللعبة التي أتى آخر إصدار منها بحيث لا يستطيع اللاعب لأخذ السلاح حتى يركع لصنم». في غضون ذلك، قال الأستاذ في كلية التربية الأساسية الدكتور راشد العليمي لـ«الراي»، «هذه القضية من الخطورة علينا نحن كمسلمين بمكان، فمن الأمور الخطيرة أن يكون هناك جيل لا يعرف توحيد الله سبحانه وتعالى»، مشيراً إلى أن «تعلق الكبار والصغار بهذه اللعبة التي تدعو لكسب السلاح بدعوى أن هذه مجرد لعبة أو تسلية أمر خطير لأنها تدخل عليهم قضايا الشرك فيستحسنونها ويألفونها». واختتم قائلاً «النبي صلى الله عليه وسلم قضى 23 سنة يدعو إلى التوحيد مع أمور أخرى عظيمة، ونتوجه إلى وزارة الأوقاف بالمناشدة أن تبيّن هذا الأمر».

 السحيمي: الانحناء لا يجوز أياً كان مقصد فاعله

لم يقتصر التحذير من الألعاب الإلكترونية وخاصة التحديث الجديد للعبة «ببجي» على علماء الكويت، ففي المملكة العربية السعودية قال أستاذ العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية الدكتور عارف بن مزيد السحيمي إن «من وسطية هذه الشريعة أنها أباحت الألعاب المشتملة على مصلحة راجحة، كالرماية والسباق، والسباحة، وركوب الخيل، وغير ذلك مما ورد التنصيص على إباحته».
وأضاف السحيمي أن «هناك ألعاباً لم يرد التنصيص على إباحتها، فهذه إن كانت معينة على ما ينفع فهي داخلة في حكم الألعاب المشتملة على مصلحة راجحة على الصحيح. وهناك ألعاب محرمة، وضابطها أن يرد التنصيص على حرمتها، كالميسر والقمار ونحو ذلك، أو تكون مشتملة على محظور شرعي خارج عن أصلها. ومن الألعاب المنتشرة في هذا الزمان اللعبة القتالية المعروفة ببجي، وهي لعبة يشارك فيها اللاعب وحده أو مع فريق معين، يُرمى اللاعب في جزيرة فيها مبان وداخلها أسلحة ومركبات ومعدات عسكرية، يصل إليها اللاعب عن طريق خرائط توزع عليه في بداية اللعب، وهذه اللعبة مشتملة على جملة من المحاذير الشرعية، من أهمها اشتمالها على إحياء الوثنية، ففي الإصدار الأخير لهذه اللعبة لا يستطيع اللاعب أخذ السلاح إلا بعد الانحناء للصنم احتراما له، والانحناء لا يجوز أياً كان مقصد فاعله».
وزاد «هذه اللعبة تحرض على العنف والقتل، وربما كانت سبباً لدخول أصحاب الفكر الضال في هذه اللعبة الجماعية، وقد يستدرج من لا يعرف طرائق هؤلاء، فيندرج معهم تحت دائرة الإرهاب، و انهماك اللاعبين في هذه اللعبة يؤدي إلى تأخير الصلوات عن أوقاتها، وإلى البعد عن ذكر الله، وإلى تضييع الأوقات في ما لا نفع فيه».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي