حوار / أستاذة علم النفس الإكلينيكي والاستشارية الأسرية في «العدل» تحدثت عن وجود متنمّرين ومتحرّشين في المدارس

أمينة السماك لـ «الراي»: مخ المرأة يختلف عن مخ الرجل ... ومُشاحنات الزوجين تمنع الإنجاب

تصغير
تكبير
  • الأخصائي الاجتماعي دوره توجيهي  وليس معالجاً نفسياً 
  • الذكور أكثر لجوءاً  إلى الانتحار من الإناث 
  • العنف الأسري واللفظي بين الوالدين وكثرة الطلاق يؤديان لعزوف الشباب عن الزواج 
  • النقص المادي والعاطفي لدى الطفل يدفعانه إلى كثرة الكذب 
  • امرأة تزوجت 6 مرات وتطلب الطلاق من السابع لأنها تحس بفراغ عاطفي   
  • زوجة طلبت الطلاق لأن زوجها لا يأخذها يومياً إلى مقهى معين

أكدت أستاذة علم النفس الاكلينيكي في جامعة الكويت والاستشارية الأسرية في وزارة العدل الدكتورة أمينة السماك، أن هناك أمراضاً نفسية واجتماعية تعاني منها الأسر الكويتية، أدت الى مشاكل نفسية، كالاكتئاب والعزوف عن الزواج، وبعضها أدى إلى الانتحار.
وأوضحت السماك، في حوار مع «الراي»، أن مخ المرأة يختلف عن مخ الرجل من الناحية التشريحية، وأن المشاحنات بين الزوجين تمنع الإنجاب، مشيرة إلى أن بعض طلبة المدارس في الكويت يعانون من اضطرابات نفسية أدت إلى التنمر أو التحول الجنسي، نتيجة عوامل نفسية عدة تحتاج إلى تضافر الجهود لايجاد معالج نفسي إكلينيكي يساهم في علاج الطلبة المتضررين نفسياً.
وذكرت السماك أن وزارة العدل تساهم في حل الكثير من المشاكل التي تحدث بين الزوجين، خاصة أن معظم أسبابها بسيطة، تمت معالجتها وإرجاع المياه الى مجاريها.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ما أبرز الظواهر السلبية النفسية في المجتمع الكويتي؟
- انتشار الاضطرابات السلوكية، وخاصة في المدارس، فهي ظاهرة تحتاج الى تكاتف المختصين للقضاء عليها، مثل اضطرابات التنمر والتحرشات الجنسية بين الطلبة، ويأتي ذلك نتيجة وجود طالب قد يكون أكبر سنا أو بنية جسمانية مع اضطراب سلوكي، فيستغل ضعف بعض الطلبة والتنمر عليهم وذلك في ظل عدم وجود معالج نفسي اكلينيكي في مدارسنا، فالأخصائي الاجتماعي الموجود في المدارس هو موجه ومرشد وليس معالجاً، كما ان وجود هذا الطبيب لا يحل كل المشاكل التي تواجه الطلبة والمعلمين والمعلمات، ولكوننا أكثر خبرة في هذا المجال وعملنا لسنوات عدة وبمختلف المراحل الدراسية في الولايات المتحدة الأميركية، وقمنا بتدوين ومعالجة الكثير من المشاكل الطلابية طوال العام الدراسي، أطالب مسؤولي وزارة التربية بالاستعانة بالمعالجين النفسيين الاكلينيكيين، لايجاد الحلول للكثير من المشاكل النفسية التي تواجه الطلبة في مدارسنا، مثل الاكتئاب والتفكك الأسري والمشاجرات والبويات والمشاحنات، التي تؤثر على نفسية الطلبة، بالإضافة الى عنف الوالدين الذي يلعب دورا مؤثرا على نفسية الطلبة نتيجة هذا العنف.
• كيف تُقيّمين حالات الانتحار في الكويت؟
- أعداد حالات الانتحار بسيطة نوعاً ما، إلا أن لجوء الانسان الى الانتحار يؤكد أنه وصل الى مرحلة أغلقت أمامه كل الابواب، ونتيجة إصابته باكتئاب حاد منذ فترة، لأن الانتحار آخر مرحلة من مراحل الاكتئاب، مع العلم ان الذكور أكثر لجوءاً للانتحار من الاناث، اللواتي يلجأن الى الانتحار عن طريق الحبوب المتوافرة بالبيت ويمكن إنقاذ حياتهن، ولأن الأنثى لا تحب العنف والألم عند الموت بعكس الرجل، الذي يختار الانتحار بالسلاح أو حذف نفسه من علو، وقد يصل في مرحلة انه لا يقتل نفسه فقط بل يقتل أو يعتدي على غيره.
• برأيك ما أسباب عزوف الشباب عن الزواج؟
- خوف المرأة من تجارب الآخرين الذين تزوجوا وتطلقوا، ثم العنف الأسري وخاصة ما تعلمه الابن من الوالدين، سواء بالتعدي اللفظي او الجسدي بين الوالدين والاولاد، بالاضافة الى عدم وجود دروس في فن التعامل بين الزوجين، والخوف من فشل التجربة مع الطرف الآخر أو التفاهم معه، وهذه كلها أسباب جعلت المرأة تتردد عن الإقدام على الزواج، ولذا أطالب بتدريس مادة فن التعامل مع الآخرين لتنوير أولادنا بالحياة الزوجية ومهامها ومسؤوليتها، وكيفية التعامل بين الازواج ومع الابناء، وكذلك كيفية إبعاد الازواج عن العنف، الذي قد يكون قد اكتسبه من بيته أو بيئته. وأذكر انني سألت طفلاً عن أحب الحيوانات الى قلبه فقال العقرب، والسبب ان العقرب يؤلم عندما يقرص الناس، وآخر قال إنه يحب الاسد لأنه يقطع لحوم البشر ويأكلها، وآخر هوايته تعذيب القطط وحرقها، فهؤلاء الاطفال مرضى نفسيون يجب معالجتهم.
• هل كره الشخص لمكان معين يعتبر مرضاً نفسياً؟
- أي شخص يتعرض لتجربة سيئة نتيجة تعامله مع شخص أساء معاملته أو مكان مثير يذكره بمواقف معينة، سيكره الذهاب إليه، وهو شعور طبيعي ولا يعتبر مرضاً نفسياً، مثل سيدة تطلقت من زوجها فكرهت كل الأماكن التي كانت ترتادها معه، وهو شعور طبيعي أن يذكّره هذا المكان بموقف سلبي.
• لماذا تنحدر دموع المرأة بسرعة وتغضب وتصرخ عند حدوث مشكلة، بعكس الرجل الذي يكون أكثر هدوءاً في العادة؟
- تختلف طبيعة المرأة عن الرجل، فعند حدوث مشكلة بينهما يرتفع صوتها عند المشاجرة وتتصرف من دون اتزان وتتلفظ بألفاظ قاسية، لأن مخ المرأة يختلف عن مخ الرجل من الناحية التشريحية، لوجود وصلة قوية بين الفصين الايمن والايسر. فالأيمن مسؤول عن الانفعال والعاطفة والاحساس بالألم والحسرة، لذا تبدأ المرأة بالبكاء تعبيراً عن الحزن، لان تلك المشاعر تتحول من المخ الايمن الأكثر تركيزاً إلى الأيسر الذي يكون أكثر انفعالاً، بعكس الرجل الذي يكون تركيزه أكثر عند وجود مشكلة وأقل انفعالاً، ولا يبكي ويحاول أن يفهم المرأة ما حدث، إلا أن هذا التصرف يجعل المرأة تشك وتغار وتشعر ان الرجل يخونها، الا اذا كثرت عليه المشاكل والضغوطات فيكون انفعاله في هذه الحالة أخطر، ولذا تجد الذكور في السجون.
• ما صحة أن الغضب يمنع الانجاب؟
- المشاحنات بين الزوجين تسبب ضغوطاً تؤثر على الغدة الكظرية، فتفرز هرمون الادرينالين الذي يقتل الحيوانات المنوية، لذا يجب أن يكون الزوج في حال استرخاء حتى يتم الحمل، فالرجل عندما يتأثر نفسياً تضعف عنده الطاقة الجنسية.
• وماذا عن الاكتئاب الذي يصيب الحامل؟
- هذا النوع من الاكتئاب له علاقة بالغذاء، لأن الطفل يأخذ كتلة كبيرة من أوميغا مخ الام لينمو معه في الاشهر الأولى، لذا يتولد لدى الحامل نقص مالم تعوضه بغذاء مثل (اوميغا 3) أو زيت السمك أو التونة أو السلمون، الذي يؤدي نقصه الى شعور المرأة الحامل بالاكتئاب والوحدة والحزن وعدم الاهتمام بأمور الحياة وعدم النوم سريعاً والخمول.
• ما الذي يجعل الطفل يكذب وخصوصاً في المدرسة؟
- لأن الطفل يحتاج ممن حوله إلى التركيز عليه، والاهتمام به، فالطفل يكذب بصورة مبالغ فيها وكأنه ضرب من الخيال، حتى يشعر أنه مهم، ويرغب بإبراز نفسه أمام الآخرين، وهناك كذب من نوع آخر هو نتيجة نقص مادي وعاطفي، فعندما تنقص المادة يلجأ الطفل الى الكذب ليعوض النقص أمام زملائه.
• ما أسباب الخجل من القراءة أو التحدث امام الآخرين، سواء في المناسبات الاجتماعية أو قاعات المحاضرات في الجامعة.
- هذا خوف اجتماعي مع نوبة الهلع والشعور بعدم التوازن والدوران، وينتاب الشخص رعشة أو غثيان وهي أعراض الخوف الاجتماعي، ولذا يجب صد الافكار السلبية التي تلازم الشخص الخجول وتقوية ثقته بنفسه والسيطرة على نوبة الهلع التي تنتابه لمدة ثوان والاسترخاء، كما أنه يحتاج الى جلسات علاجية.
• هل تستقبلون كل الحالات في الاستشارات الأسرية بوزارة العدل؟
- نعم نستقبل جميع الحالات، وخاصة المطروحة للطلاق لاسيما أن الكثير من تلك الحالات تحتاج الى علاج نفسي اكلينيكي، فمثلاً واحدة تطلب الطلاق من زوجها لسبب تافه، لأنه لا يأخذها الى مقهى معين يومياً، وأخرى مطلقة من 6 اشخاص وتطلب الطلاق من السابع بالرغم من وجود أبناء، إلا انها تطلب الطلاق لشعورها بفراغ عاطفي، فهذه مصابة باضطرابات شخصية تسمى «الحدية»، وأكثر هذه الحالات تأتي من تعنيف الاسرة للبنت وتهميشها واعتبار أن الولد أفضل منها، ولذا تنمو معها الشخصية الحدية.
وأدعو الأسر إلى إشباع بناتهم عاطفياً حتى لا يلجأن للآخرين، وهذا يسبب كثرة العلاقات بين الجنسين لقلة التواصل بين أفراد الأسرة وقلة التعاطف والتواصل والتخاطب بين أفرادها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي