وجع الحروف

الأصدقاء في رمضان...!

تصغير
تكبير

صديقك من صدقك... وأي صداقة مبنية على مصلحة مصيرها الزوال.
في رمضان فقدت أخاً عزيزاً على قلبي كان من ضمن أحبة لي أيام الدراسة في بوسطن أواخر الثمانينات... إنه عبدالعزيز عبدالله الهاجري بو عبدالله ونسأل الله الرحمة والمغفرة له.
الشاهد أن الشخص السوي يبحث عن صديق يصدقه القول? مخلص ويقدم الدعم والعون في وقت الشدة.
في الحديث الشريف: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، نجد القاعدة ماثلة أمامنا وكما يقولون «الصاحب ساحب».
في رمضان جمعتني أحاديث جانبية أكثرها غرابة سؤال عن زميل كان بمثابة أخ لكن يبدو لي أن الحياة تغير بعض الخصال التي بنيت على أساسها الصداقة... فطول المدة لا يعني حسن العلاقة على الإطلاق.
إن جوهر العلاقة يتضح وقت المحن (الشدة)، ولم أجد رداً عن صديقنا سوى «طيب وأموره زينه لكن التواصل قد انقطع ولم أشر إلى أسباب الانقطاع».
هذه القصة أطرحها للجميع هنا لعلنا نستفيد منها.
في ذات يوم عملت مع ذلك الصديق كمستشار... وقد وقعت يدي على ملاحظات أخلاقية وذكرتها في تقرير من باب «صديقك من صدقك»، وعندما وجدت تجاهلاً للتوصيات علمت حينها أن الصداقة قد فقدت أهم أسسها، وإن كانت ممتدة إلى أكثر من ثلاثين عاماً.
لذلك? أوصي أحبتنا في شهر رمضان بأن يراجعوا قائمة أصدقائهم... من يسأل عنك ويحرص على التواصل معك وتجده وقت الشدة سنداً لك فالتزم به وإن كان خلاف ذلك فتركه أفضل.
الشاهد أن أي مجتمع تزدهر العلاقات الاجتماعية فيه، تجده غير مبني على تبادل مصالح حيث المحبة والألفة والعطاء والأخلاق، معايير تضبط العلاقة بما فيها علاقات العمل المؤسسي.
لا تحزن إلا على فراق أخ لك تعلم أنه محب لك في غيابك، وهذا ما شعرت به عندما سمعت خبر وفاة أخي عبدالعزيز الهاجري.
لا مجال للحديث عن العلاقات وتأثيرها في العمل المؤسسي لأنها واضحة للعيان? واخترت العلاقات الاجتماعية لأن بصلاحها يصلح المجتمع.

الزبدة:
الحياة زائلة... والحرص على الصداقة حسب مفاهيمها الصحيحة أمر مطلوب و«اللي مو على دينك ما يعينك».
لا تبرر الخطأ بخطأ... فالصديق عندما ينحرف سلوكه وخصوصاً الجانب الأخلاقي، فوجب على الصديق المخلص أن يصدقه القول وإن أصلح الخطأ كان بها، وإن استمر فالابتعاد عنه أسلم مخرج مع ترك الذكريات الجميلة كما كانت.
هنا أحببت التأكيد على إصلاح الذات فمن منا معصوم عن الخطأ... لا أحد على الإطلاق? وإن وصلتك معلومة عن صديق? فتحقق منها ولا تتبع وكالة «يقولون» فهي السبب وراء سوء علاقاتنا الإنسانية.
القصور موجود وممكن تجاوزه لكنه يبقى في حدود ما ذكرناه أعلاه.
نسأل الله أن يهبكم أصدقاء يصدقونكم القول ونسأل الله في رمضان أن يرحم ويغفر لكل صديق صدوق فقدناه في حياة، لو فكرنا فيها ملياً لوجدنا الصالح المصلح هو من يستحق رفقتك... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي