No Script

حروف باسمة

الحظر... الحظر!

تصغير
تكبير

«أنا البحر في أحشائه الدر كامن»... هذه اللغة العربية جميلة في مفرداتها وتراكيبها ومحاسنها البديعية وأساليبها ومنها أسلوبا:
التحذير والإغراء
وعنوان مقالتنا لهذا اليوم عن أسلوب من أساليب الإغراء، وهو «الزم» ونقصد به الزموا الحظر واسكنوا في مساكنكم تجنباً للعدوى، لأن هذا العدو الفتاك يأتي صامتاً لا يسمع دوي لدباباته ولا أزيز لطائراته ولا أصوات لبنادقه، إنما يدخل البيوت وهو صامت، والذين يدعونه إلى الدخول هم الذين يخرجون من مساكنهم ويختلطون بالناس، ويحملون العدوى ثم يرجعون إلى منازلهم وهم يدعون هذا العدو كي يدخلها بصحبتهم، فتكون بيئات ملوثة، فالتباعد الاجتماعي في هذه الفترة هو أمان للناس ومكوثهم في المنزل هو الدفاع ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حتى نعاون المخلصين والمبدعين، والذين يقفون في الصفوف الأمامية لصد هذا العدوان البغيض.


عجيب؟!
ما نرى من تصرفات لبعض الناس ينتظرون أن تقضي ساعات الحظر، كي يهبوا إلى الشوارع، ولا يضعون في أذهانهم أنهم يساعدون الوباء على الانتشار، ويقفون في صف الفيروس، إنهم ينتشرون في الساحات كي يمارسوا الرياضة، وكذلك الذين يستخدمون الدراجات الهوائية والنارية، يجوبون الشوارع، والذين ينتشرون على سواحل البحر غير عابئين بما يحيط بهم من خطر، أما الذين يصطفون صفوفاً طويلة لطلب فنجان من القهوة لو كان دواء ما وقفوا في هذا الصف عجيب؟!
فأمر بعض الناس وتصرفاتهم وأفكارهم وتعاملهم مع الحدث يجعلنا نقول، ما قاله الأديب عبدالله سنان يرحمه الله:
ففتش على قهوة طعمة
مهيلة تنعش الأكبدا
فإن مات منا شهيد بها
فقل ذاك بالتخمة استشهدا
البيت البيت... هو مكان مقاومة الوباء والقضاء عليه، والمساعدة في محاصرته وتبدده وتلاشيه بإذن الله الكريم.
حتى لا يضطر المسؤولون بتقرير الحظر الكامل، وذلك لا يكون إلا من تصرفات البعض، الذين لا يشعرون بالكارثة ولا بهول المنظر المفزع... فهي جائحة أصابت أكثر من نصف مليون وأودت بحياة أكثر من 27000 إنسان على وجه الكرة الأرضية.
والبعض لا يلتزم بالبقاء في المنزل... فلا بد من المكوث فيه، والتباعد الاجتماعي مطلوب أيضاً في هذه الفترة لأن هذا يساعد على درء الخطر والقضاء على هذا الجيش الجرار، الذي يكون في كل مكان ولا يراه أحد.
تحية إكبار وتقدير ووفاء لجميع المرابطين في الصفوف الأمامية لمحاربة هذا الوباء على جميع تخصصاتهم.
والتحية لجميع من يشمر عن سواعد الجد من أجل حماية هذه الديرة، بجميع الوسائل المختلفة، وشكراً لأصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الناصعة البياض، على فزعتهم من أجل عيون أمهم الكويت وأهلها والقاطنون على أرضها.
وتحية لجميع الفنانين الذين خرجوا لينصحوا بفكرهم وإشاراتهم وعباراتهم الجميلة، ولنقرأ ما شدا به الفنان اليمني أحمد الحبشي:
سلم عليّ بعينك
ولا تصافح بدينك
كورونا بيني وبينك
أزمة تمر بسلام
اجلس ببيتك وقاية
واغسل يديك بعناية
خلي مسافة كفاية
واترك مكان الزحام

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي