No Script

بوح صريح

إعادة تنزيل العام

تصغير
تكبير

بعيداً عن كورونا. انتهى شهر مارس الذي جلب الغمة والخيبة والمرض والموت والجمود والحظر، وبدأ شهر أبريل الجميل وهو يحمل بشارة الربيع والحب والجمال والأمل والفرح. فليتنا نستطيع إيقاف أو إلغاء عامنا الحالي لأنه ملوث بفيروس. وإعادة تنزيله مجدداً وهو معافى متألق.
أما عن أشجان دواخل النفس. فأقول:
إني أحب الداخل أكثر من الخارج، الصمت والهدوء لا الضجيج. وإني أحتفل بعيد ميلادي وحدي، بينما أتلقى الهدايا بالبريد. وكذلك أحب المكان النائي لا الازدحام. الطبيعة البرية لا مدن الأسمنت والمباني خالية الروح.


أحب الإنصات أكثر من الكلام والجبل لا السهل.
في الغربة، لست غريبة بل حرة ومتصالحة مع نفسي.
أجمل جنسية لم تنصفني أو تدافع عني. لذا أترك مهمة العدالة للأيام. طاردني وطني فصارت عين أبي لي وطن.
لكنني أفكر من حين لآخر في ألم فريدة كالو وهي ترسم متجاهلة الدبابيس المنغرسة في ظهرها. أفكر في تنهيدة فرجينيا وولف الأخيرة والنهر يحملها بخفة نحو الموت.
أفكر في نيوتن قبل سقوط التفاحة عليه. وعالم الرياضيات تورينج وهو يصعق بالكهرباء والعبقرية تغادره. أفكر في أبي وحده مرتجفاً ينتظر عائشة تخرج من الجدار. وكيف عينه مغمضة تحت التراب. أفكر باللعنة التي لحقت كل جميل. والفتنة المخبأة في جسد الجميلات في الصور.
لكنك تنفي نفسك في عزلة تقتات فيها على خيال جامح حتى لا تغادرك العذوبة والدهشة. وبعد فترة تعطي نفسك الجنسية الأولى في مدينة الخيال... ثم وسام المواطن المثالي. لذا إن سألته لماذا تسرح... قال: أذهب لما أعرف تماما أنه غادر ولن يعود.
ثم تضع نقطة وتقلب الصفحة إن لم تكرمك الظروف بنقطة. وتسير بعيداً عن كل سموم وجراح و أذى.
تغفر لكنك لا تنسى. وحين تسامح. تسامح وأنت قوي. لا تسامح وأنت ضعيف أو هش.
تعلمنا الحياة أن كل من يطلب الصمت بدل الحديث والموسيقى بدل الضجيج. السلام بدل المنصب، الإبداع بدل التجارة، الكفاية بدل التبذير. والطبيعة بدل الأسمنت. الشغف بدل الرغبة العابرة. الفكرة الأصلية بدل التقليد. الحرية بدل العبودية ،الابتكار بدل التبعية. لن يجد له مكانا في هذا العالم القاسي المزيف القبيح.
يفك الزمان عقدة سوء الفهم على مهل وتحل الأمور بهدوء... فيسود السلام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي