No Script

حروف نيرة

وقفات مع أهل الكهف

تصغير
تكبير

فتية آمنوا بربهم، توجهوا إلى كهف مهجور موحش فراراً بدينهم، رعاهم الله تعالى فيه فأنامهم فترة طويلة تصل إلى ثلاثمئة وتسع سنوات، وحماهم من الضرر بمعجزة منه عز وجل، يقول تعالى: «وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ» سورة الكهف/17، فلم تكن أشعة الشمس تصيبهم بضرر بل تشرق عن يمين الكهف وتغرب عن شماله فكانت إضاءتها متوازنة رعاية من الله عز وجل لهم.
(وتحسبهم أيقاظاً)
يقول تعالى: «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ»، فكانوا بهيئة توحي لمن يراهم أنهم أيقاظ، قال بعض المفسرين: لأن أعينهم تتحرك وترمش فلم تكن مفتوحة دوماً ولا منغلقة، فلو دامت على الفتح أو الإغلاق لأصيبت بأمراض عديدة منها العمى، فإنها ترمش حتى لا تصاب بضرر أو مرض، وكانوا يتقلبون أثناء نومهم باستمرار يميناً وشمالاً فيتحولون من جنب إلى جنب حمايةً لأجسادهم، فالجسد إن لم يتحرك أثناء النوم الطويل يصيبه التلف والتقرحات والتآكل.


(وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)
سخر الله عند عتبة باب الكهف كلبهم لا بداخله؛ ليحرسهم، ولحكمة أخرى فإن دخوله معهم يمنع دخول الملائكة، وأفاد العلماء أن المراد بالملائكة التي لا تدخل البيوت حال وجود الكلب ليس عاماً لجميع الملائكة، فإنه يستثنى منه الحفَظَة التي تحفظ الإنسان، والكَتَبة التي تكتب الحسنات والسيئات، وملك الموت.
معجزة وموعظة
عرض الله تعالى قصتهم وصورها ليتعظ الناس، ويعلموا أن المعاد حق، وأن الساعة لا ريب فيها، فمن بعث الفتية بعد نومهم الذي رقدوا فيه أكثر من ثلاثمئة سنة دون تغير لأجسادهم، وبلا أضرار قادر على أن يحيي الموتى، فتأمل تلك المعجزات الربانية ورعايته سبحانه وتعالى للمؤمن الذي يؤثر حب الله تعالى ورضاه على الدنيا ومتاعها.

@aaalsenan
aalsenan@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي