فتية آمنوا بربهم، توجهوا إلى كهف مهجور موحش فراراً بدينهم، رعاهم الله تعالى فيه فأنامهم فترة طويلة تصل إلى ثلاثمئة وتسع سنوات، وحماهم من الضرر بمعجزة منه عز وجل، يقول تعالى: «وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ» سورة الكهف/17، فلم تكن أشعة الشمس تصيبهم بضرر بل تشرق عن يمين الكهف وتغرب عن شماله فكانت إضاءتها متوازنة رعاية من الله عز وجل لهم.
(وتحسبهم أيقاظاً)
يقول تعالى: «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ»، فكانوا بهيئة توحي لمن يراهم أنهم أيقاظ، قال بعض المفسرين: لأن أعينهم تتحرك وترمش فلم تكن مفتوحة دوماً ولا منغلقة، فلو دامت على الفتح أو الإغلاق لأصيبت بأمراض عديدة منها العمى، فإنها ترمش حتى لا تصاب بضرر أو مرض، وكانوا يتقلبون أثناء نومهم باستمرار يميناً وشمالاً فيتحولون من جنب إلى جنب حمايةً لأجسادهم، فالجسد إن لم يتحرك أثناء النوم الطويل يصيبه التلف والتقرحات والتآكل.