الرئيس الأميركي يرد: أنفق 7.5 تريليون دولار على الملفات الشرق أوسطية وأصبح «شرطياً إقليمياً»
بولتون يهاجم ترامب ويتهمه بالتخاذل في الرد على إيران
لم تمر أيام قليلة على خروجه من البيت الابيض، حتى شن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون هجوماً عنيفاً ضد الرئيس دونالد ترامب، من دون ان يسميه، معتبراً انه «لو ردت الولايات المتحدة على ايران عسكرياً على اثر اسقاط الايرانيين طائرة استطلاع من دون طيار اميركية، لما قامت ايران بقصف حقول نفط سعودية».
وعلى وجبة غذاء خاصة أمام نحو 60 مانحاً ومتبرعاً لمعهد غايتستون اليميني المحافظ، الذي يرأس مجلس ادارته الصحافي الإيراني المعارض أمير طاهري خلفا لبولتون نفسه، اعتبر مستشار الأمن القومي السابق، الأربعاء، ان الهجوم الإيراني على منشآت شركة «أرامكو» هو «عمل حربي»، وفقاً لاي تعريف ممكن.
وأشار بولتون إلى أن قرار ترامب، الامتناع عن الرد على طهران، جاء في «آخر لحظة» من دون سابق التشاور مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض.
ووصف بولتون سياسة ترامب القاضية بالتفاوض مع كوريا الشمالية وإيران بانها «كلام فارغ»، معتبرا ان محاولة التوصل الى سلام مع حركة «طالبان» الافغانية، التي كانت تستضيف «القاعدة» اثناء قيام التنظيم بشن هجمات ضد واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر 2001، هو بمثابة «عدم احترام» لذكرى الهجمات ولدماء الضحايا.
وحضر اللقاء الخاص عدد من اكبر الداعمين والمؤيدين والممولين لترامب، تصدرتهم ريبيكا ميرسر، من عائلة ميرسر التي سبق ان مولت نشاطات مستشار ترامب اليميني المتطرف المخلوع ستيف بانون، قبل ان تحجب عنه التمويل بعد خلافه مع ترامب. كذلك، حضر بروفسور القانون المدافع دائماً عن براءة الرئيس الأميركي في موضوع تورطه مع روسيا الن دورشوويتز، فضلا عن مدير إمبراطورية «نيوزماكس» الاعلامية كريس رودي.
وبتصريحاته ضد ترامب، انضم بولتون لقافلة من «الصقور» في الحزب الجمهوري ممن باتوا يرون في ترامب «انعزالياً» وغير راغب في استخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالح أميركا وحلفائها.
وإلى بولتون، انضم السناتور الجمهوري المخضرم ليندسي غراهام، وهو احد المقربين من ترامب. ودعا الرئيس الاميركي الى ضرب منشآت ايران النفطية كرد عقابي على قيامها بضرب المنشآت النفطية السعودية.
وفي وقت لاحق، قال غراهام، في ما بدا تكراراً للحكمة التي صارت متداولة بين الجمهوريين، إن الضعف الذي اظهره ترامب في تفاديه ضرب ايران، عقابا لها على اسقاطها «الدرون» الأميركية، هو الذي شجع الايرانيين على التمادي وقصف أهداف سعودية.
في المقابل، وجه ترامب انتقادات إلى بولتون، مندداً بتركيز المستشار المُقال على قضايا الشرق الأوسط.
وقال إن قراره بتعيين بولتون في منصب مستشار الأمن القومي استدعى شكوكاً لدى كثير من الناس، مضيفاً أن البيت الأبيض في عهد بولتون أنفق 7.5 تريليون دولار على الملفات الشرق أوسطية وأصبح «شرطياً إقليمياً».
وكان ترامب علّق بعد طرده بولتون بالقول ان مستشاره السابق للأمن القومي يعتقد نفسه قوياً، «لكننا رأينا الى ماذا أدت قوته في حرب العراق».
كما رد الرئيس الأميركي على غراهام، بالقول ان بطولات غراهام، الذي أيد حرب العراق، «رأينا الى أي مصائب أوصلت».