No Script

حوار / مدير إدارة شؤون البيئة في البلدية أكد لـ «الراي» أن الاستفادة منها تتطلب سنّ قوانين ونشر الوعي البيئي

حرق النفايات... الطريقة الأنسب للكويت

تصغير
تكبير

عدنان سيد محسن:

تأهيل موقع القرين مسألة حتمية لأنه يقع وسط مناطق سكنية

مواقع الردم  كانت عبارة عن حفر لمواقع دراكيل

سنوفر كامل الاشتراطات البيئية في مواقع الردم الصحي 

الكلمة الفصل في مشروع كبد  لدى لجنة الميزانيات

يتولّد لدينا يومياً  7 آلاف طن نفايات توزّع على 3 مواقع

 

رأى مدير إدارة شؤون البيئة في بلدية الكويت المهندس عدنان سيد محسن، أن مسألة معالجة النفايات تحتاج إلى بذل المال من حكومات الدول لمعالجتها بشكل سليم، لافتاً إلى ان الإدارة عملت على وضع دراسات استشارية بهدف تطوير عملية إدارة النفايات، من خلال توصيات تضمنت نقاطاً عدة أبرزها تجميع الإدارات العاملة في مجال النفايات في بلدية الكويت ضمن قطاع موحد.
وقال سيد محسن، في حوار مع «الراي»، إن مسألة الاستفادة من النفايات تحتاج إلى سن قوانين ونشر الوعي البيئي، بما يضمن فرز النفايات من مصدرها وتحديد أوقات معينة لإخراجها، وغيرها من الأمور الأخرى، مبينا ان الدراسات التي أجريت بهذا الشأن أثبتت ان طريقة الحرق تعتبر الأنسب للكويت للتخلص من نفاياتها.
وذكر أن بلدية الكويت بصدد طرح مناقصة لتأهيل موقع مردم القرين، وستسمح فقط للشركات التي تمتلك قدرة فنية ومالية على المنافسة، مشيراً إلى أنه تم إجراء دراسة استشارية لثلاثة مواقع ردم مغلقة، بهدف تحديد أفضل الطرق الفنية والهندسية لمعالجتها.
وإذ لفت إلى أن معظم الدول تتجه إلى عملية الحرق للتخلص من نفاياتها، أو ردمها في مرادم صحية، أوضح سيد محسن أن آلية اختيار الطريقة المناسبة تعتمد على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، مشيراً إلى أن مشروع كبد المرهون تنفيذه على ملاحظات ديوان المحاسبة، من شأنه أن يخلص الكويت من مليون طن سنوياً بطريقة آمنة بيئياً.
وأكد وجود خطة لدى بلدية الكويت لاستحداث مواقع جديدة لتوطين مصانع جديدة، إلى جانب المصنعين القائمين للتخلص من تلك المخلفات الانشائية، بالتعاون مع هيئة مشروعات الشراكة، لاستيعاب الكميات المتزايدة من تلك المخلفات وتطوير آليات التشغيل وفق التطور الحاصل حالياً بما يخص هذه المخالفات.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

? كشف تقرير ديوان المحاسبة الأخيرعن عدم جهوزية مواقع ردم النفايات من الناحية الأمنية والتجهيزات الإنشائية، وتحميل المال العام تكاليف اعادة تأهيل مرادم مغلقة، وعدم اتباع الأساليب السليمة في عملية الردم، ما يترتب عليه العديد من المشاكل البيئية، ماذا يمنع البلدية من اتباع تقنيات حديثة للتخلص من النفايات وفق معايير بيئية؟? كشف تقرير ديوان المحاسبة الأخيرعن عدم جهوزية مواقع ردم النفايات من الناحية الأمنية والتجهيزات الإنشائية، وتحميل المال العام تكاليف اعادة تأهيل مرادم مغلقة، وعدم اتباع الأساليب السليمة في عملية الردم، ما يترتب عليه العديد من المشاكل البيئية، ماذا يمنع البلدية من اتباع تقنيات حديثة للتخلص من النفايات وفق معايير بيئية؟- أولا علينا ان نعرف ان هناك 16 موقع ردم مغلقاً، يوجد منها 4 مواقع ضمن اختصاص بلدية الكويت، وأود أن أشير هنا إلى المبادرة التي جعلت الهيئة العامة للبيئة تأخذ على عاتقها مسؤولية تأهيل موقع ردم القرين، حيث قامت في مرحلة التأهيل الأولى بإنشاء محطة تنقية لسحب الغازات ومحطة لتنقية المياه الراشحة من الموقع، وهذا قبل ان تتسلم البلدية موقع القرين في 2016. إن عملية تأهيل موقع القرين عملية حتمية، لأن موقع المردم يقع وسط مناطق سكنية ولا يمكن في حال وقف عملية التأهيل المرحلية لمنع الانبعاثات من الموقع، ونحن قمنا بعمل دراسة استشارية للموقع لتحديد أفضل السبل التي تمكننا من تأهيل الموقع واسترجاعه كما كان سابقاً، وأؤكد أن عملية التأهيل لا يوجد فيها تحميل أعباء على المال العام.? هل أفهم من حديثك بأن بلدية الكويت تنوي طرح مناقصة لتأهيل موقع القرين؟- نعم سيتم طرح مناقصة من قبل بلدية الكويت لعملية التأهيل وستقتصر على شركات لديها قدرة فنية ومالية.? مسألة تحديد مواقع الردم كيف تتم، وهل المرادم العاملة مستوفية للشروط والمعايير البيئية؟- المواقع التي يتم استغلالها في الردم هي مواقع لم تكن أساساً مخصصة لهذا الغرض، بل كانت عبارة عن حفر لمواقع دراكيل، وهذا أمر معروف، وبالتالي فإن الاشتراطات البيئية المطلوبة على المستوى العالمي غير متوافرة في هذه المواقع، ولكن نحن وّفرنا القدر المستطاع بما يتلاءم وطبيعة هذه المواقع، ونعمل على توفير المزيد من تلك الاشتراطات في المناقصات التي سنطرحها، حيث سنقوم بتوفير كامل الاشتراطات حال تنفيذنا لموقع الردم الصحي الذي نعمل حالياً على إعداد مستندات الطرح الخاصة به، حيث سيحد هذا المشروع من عملية انبعاث الروائح، ويمنع تسرب السائل الراشح من النفايات، ويمكننا من التحكم في الغازات والروائح وغيرها من الأمور الأخرى.? كثير من بلدان العالم، بما فيها بعض الدول المجاورة، نفذت مشاريع للتخلص من نفاياتها والاستفادة منها، لماذا لا تحذو الكويت حذو هذه الدول؟- جميع دول العالم تدفع أموالا لمعالجة نفاياتها، وأرى أن هناك خلطاً في عملية الاستفادة من المواد القابلة لإعادة التدوير وبين كيفية التخلص من نفايات البلدية غيرالقابلة لذلك، وأتوقع ان عملية إعادة التدوير تشكل 16 في المئة من حجم النفايات، وهذه النسبة بدأت تتقلص حسب التقارير العالمية.في الكويت وبقية المنطقة الخليجية لا يوجد لدينا عملية فرز للنفايات، وهذا يحد من عملية الاستفادة منها مقارنة ببعض الدول المتقدمة، لذا علينا ان نواكب الوضع الحالي حتى نصل إلى المستوى المطلوب، الذي وصلت إليه تلك الدول في شأن سن قوانين ونشر الوعي البيئي في تقليل انتاج النفايات والحرص على فرزها من المصدر، وإخراجها في أوقات محددة وغيرها من الأمور المشابهة.? ما أفضل الطرق للتخلص من النفايات في الكويت؟- حرق النفايات هو الأنسب في الكويت، وذلك بناء على نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال، فلو اطلعنا على التجارب العالمية في كيفية التخلص من النفايات غير القابلة للتدوير، سنجد أن معظم هذه الدول تتجه إلى عملية الحرق أو عملية المدافن الصحية، أو تحويل النفايات إلى وقود، ولكن هذه المشاريع تعتمد على الحالة الاقتصادية والمادية والاجتماعية للدول، فهذه الدول تقوم بعمل دراسة جدوى اقتصادية فنية وفق المعطيات المتاحة لديها، فربما يكون مشروع الحرق مجدياً في دولة وغير مجدٍ في دولة أخرى، ولكن من المؤكد ان مسألة معالجة النفايات تحتاج من حكومات الدول إلى بذل المال لمعالجة نفاياتها بشكل سليم.? هناك تقارير دولية أوصت الكويت بضرورة التخلص من نفاياتها بصورة مثلى، ما أبرز هذه التوصيات؟- عملت إدارة شؤون البيئة في الفترة الأخيرة بالتعاون مع جهات متخصصة في مجال التخلص من النفايات، على وضع دراسات استشارية بهدف تطوير إدارة النفايات، من خلال توصيات تضمنت عدة نقاط مهمة، أبرزها تجميع الإدارات العاملة في مجال النفايات في بلدية الكويت ضمن قطاع موحد، حتى يكون هناك اتصال مباشر بين هذه الإدارات، لوضع رؤية متكاملة من بداية عملية إدارة النفايات في التجميع والنقل إلى عملية التخلص، بحيث كلما كانت هذه الإدارات متصلة في قطاع موحد، كانت الرؤية موحدة والتخطيط يكون أوضح وشاملا.? كم يبلغ حجم النفايات اليومية التي يتم تجميعها وردمها؟- الحجم الذي يتولد لدينا يومياً يصل إلى 7 آلاف طن، يتم توزيعها على ثلاثة مواقع تعمل حالياً، هي موقع ميناء عبدالله وموقع الجهراء وموقع جنوب الدائري السابع، ويعد الموقع الأخير أكبر هذه المواقع.? كم تبلغ مساحة المرادم المغلقة؟- المساحة التي تقع تحت اختصاص بلدية الكويت تبلغ 22 كيلومتراً مربعاً.? وماذا عن بقية المواقع الأخرى المغلقة التي تقع خارج سلطة بلدية الكويت؟- سابقا تم تشكيل فريق لحصر هذه المواقع، ووجدنا ان معظمها تم إعادة تأهيله أو تم إنشاء بعض المشروعات عليها، وبعضها تم تخصيصه لجهات حكومية أخرى.? هناك مشروع تقدمت به بلدية الكويت بالتعاون مع هيئة مشروعات الشراكة لحرق النفايات وتحويلها إلى طاقة كهربائية، لماذا تعرقل هذا المشروع رغم توصية مجلس الوزراء بالمضي في استكمال اجراءات الترسية على المستثمر المفضل؟ - هذا المشروع تم اعداده مع هيئة مشروعات الشراكة، وتمت دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لهذا المشروع من قبل استشاريين عالميين تم تعيينهم من قبل الهيئة، وتمت دراسة أكثر من 7 بدائل في كيفية التخلص من النفايات، وبناء على تلك الدراسات وجدنا أن عملية حرق النفايات هي الأنسب للكويت، وبالفعل تم تشكيل لجنة منافسة لدراسة المشروع كانت تضم إلى جانبنا ممثلين عن هيئة المشروعات ووزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة ووزارة الأشغال العامة، بحيث تقوم كل جهة بدراسة الجزء الخاص بها، والنتيجة أنه كان هناك توافق من قبل الجميع مع الدراسة الاستشارية، وبالفعل بدأت خطوات الطرح والترسية وصولا إلى اختيار الفائز المفضل، وبعد ذلك تمت احالة الموضوع إلى ديوان المحاسبة، الذي سجل بعض الملاحظات الفنية والقانونية على هذا المشروع، وعندما أحيل إلى لجنة الميزانيات في مجلس الأمة لم يقر هذا المشروع بناء على الملاحظات التي رصدها ديوان المحاسبة، رغم وجود توصية من مجلس الوزراء بالمضي قدما في استكمال اجراءات الترسية، ولكن الكلمة الفصل في هذا الموضوع كانت لدى لجنة الميزانيات، حيث لم توافق على إدراج ميزانية لهذا المشروع ضمن ميزانية وزارة البلدية.? تعمل بلدية الكويت وفق خطة رئيسية أعدتها لإدارة النفايات الصلبة، لتحسين الوضع بطريقة استراتيجية وتحقيق تنمية مستدامة بيئياً واقتصادياً، بشكل يتوافق مع خطط الدولة التنموية، ما هي أبرز ملامح هذه الخطة؟- هذه الخطة ما زالت في طور الإعداد، ولكن نحن أمام أمر واقع، حيث لا بد أن تجد البلدية بدائل للتخلص من النفايات وفقاً للقانون الصادر من الهيئة العامة للبيئة، الذي يؤكد ضرورة إغلاق مواقع الردم الحالية خلال السنوات الخمس المقبلة، وايجاد بدائل لهذه المواقع، نحن نعمل على إيجاد بدائل أولية وأساسية، ومشروع كبد لتحويل النفايات إلى طاقة كان أحد البدائل الاساسية، حيث كان مخططاً لهذا المشروع أن يستقبل مليون طن في السنة من أصل مليوني طن إجمالي النفايات، نحن نعمل حاليا على ايجاد بدائل أساسية تستوعب كميات النفايات الكبيرة، بالاضافة إلى البدائل الثانوية مثل إنشاء مواقع الردم الصحي التي سنخطو قريبا أولى الخطوات في اتجاهها.? ماذا عن المخلفات الإنشائية؟قبل 2004 كانت هذه المخلفات تردم في مواقع الردم المختلفة، وفي العام 1990 تم وضع دراسة مردود بيئي وجدوى اقتصادية لهذه المخلفات، وفي 2001 تم اقرار هذه الدراسات وفي العام 2004 تم انشاء وتشغيل أول مصنع يعمل بنظام B.O.T لاستقبال المخلفات الانشائية وإعادة تدويرها وبعدها بفترة وتحديداً في 2007 تم تشغيل المصنع الثاني.

مليون طن سنوياً

كان مقرراً أن يؤدي مشروع كبد، لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة كهربائية، من التخلص من 3000  طن نفايات يومياً، بما يعادل مليون طن سنوياً بطريقة آمنة بيئياً، كما كان سيسهم في الحد من التوسع في المرادم، فضلا عن خلق فرص عمل للمواطنين عبر الاكتتاب بعد تأسيس شركة المشروع إلى جانب إنتاج طاقة كهربائية.

16 ألف طن يومياً

تستقبل الكويت 16 ألف طن يومياً من المخلفات الانشائية، وتوجد لدى البلدية خطة لاستحداث مواقع جديدة لتوطين مصانع جديدة إلى جانب المصنعين القائمين، اللذين يستقبلان يومياً 5 آلاف طن للتخلص من تلك النفايات، بالتعاون مع هيئة مشروعات الشراكة لاستيعاب الكميات المتزايدة من تلك المخلفات.

3 مواقع ردم

مجمل المساحة العامة للمواقع الثلاثة تبلغ 9 كيلو مترات مربعة، ويحسب للبلدية عدم التوسع الأفقي في المواقع الثلاثة، التي تعمل حالياً على استقبال النفايات اليومية منذ بدء الردم فيها، لأنها تعتمد على التوسع الرأسي في عمليات الردم حفاظاً على مساحات الأراضي التي لم تستغل، لدرجة ان ارتفاع النفايات وصل في تلك المواقع إلى 35 مترا.

إعادة تأهيل

تم وضع دراسة استشارية لموقع الجليب وموقع القرين وموقع الدائري السابع الشمالي، بهدف تحديد أفضل الطرق الفنية والهندسية لمعالجة تلك المواقع، وفي حال تحقق النجاح في ازلة العقبات لهذه المواقع سيستكمل العمل في بقية المواقع الأخرى.

أرقام


? يوجد في الكويت 16 موقع ردم مغلقاً.
? حجم النفايات اليومية التي يتم تجميعها وردمها في 3 مواقع يبلغ 7 آلاف طن يومياً.
? مساحة المواقع الـ3 التي تستقبل النفايات اليومية 9 كيلومترات مربعة.
? مساحة مواقع الردم المغلقة التي تقع تحت مسؤولية البلدية وعددها 4 مواقع تبلغ 22 كيلومتراً مربعاً.
? ارتفاع النفايات في المواقع الـ3 يبلغ 35 متراً.
? تمت دراسة 7 بدائل للتخلص من نفايات الكويت... والحرق أفضلها.
? حجم المخلفات الإنشائية يبلغ 16 ألف طن يومياً.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي