16 حالة رصدتها الجهات الأمنية خلال 39 يوماً
عدّاد الانتحار بالكويت يتصاعد في ظل «كورونا»
حسين الشطي
حسين الشطي: المنظمات العالمية أشارت إلى إمكانية ظهور أمراض نفسية على أشخاص أصحاء
منذ بداية انتشار الإصابات بفيروس كورونا المستجد ( كوفيد -19)، وحالات الانتحار في الكويت تتزايد، خصوصاً بين العمالة الوافدة.
فقد كشفت إحصائية حديثة أن عدد من أقدموا على إنهاء حياتهم بأيديهم خلال شهر يونيو الفائت وحتى 9 يوليو الجاري بلغ 16 حالة، بواقع 14 منتحراً في شهر يونيو، وحالتين في يوليو.
وبحسب الإحصائية، فإن من بين المنتحرين خلال الأيام الـ39، فيلبينيين، وبنغلاديشياً، وشخصاً غير كويتي (بدون)، والبقية من الجنسية الهندية، وأعمارهم تتراوح بين 25 و58 عاماً.
وفيما عزت تحريات الإدارة العامة للمباحث الجنائية ارتفاع حالات الانتحار إلى الظروف المعيشية الصعبة التي عاشتها العمالة، وانعدام الفرص الوظيفية المتاحة جراء تداعيات الفيروس، رأى علماء النفس أن الخوف الشديد يؤدي للتوتر والقلق والاكتئاب، ومن ثم إلى الانتحار.
وكانت «الراي» نشرت في أعداد سابقة تقارير بدأت بتاريخ 26 أبريل ومن ثم بتاريخي 03 و14 يونيو الفائت، أشارت فيها إلى تصاعد أعداد المنتحرين في ظل «كورونا».
وباستطلاع الرأي النفسي في هذا الموضوع، فسّر الدكتور حسين الشطي، طبيب مسجل أول طب نفسي في المستشفى الأميري الأسباب وراء زيادة حالات الانتحار خلال الشهرين الماضيين، بالقول: «الموضوع لم يتغيّر منذ بدأت الجائحة واتخاذ البعض قرارهم بالانتحار. فلا ننسى أن الضغوط المالية التي قد يعاني منها الشخص، خصوصاً الوافد، قد تكون سبباً كبيراً في اتخاذ قرار الانتحار».
وأضاف «الأعباء زادت، فمعظمهم بلا رواتب، وإن كانوا يمتلكون مدخرات فهي شارفت على الانتهاء، وبالتالي تتزايد كل هذه الضغوط النفسية وتكون سبباً كبيراً يؤدي إلى رغبة الشخص بالانتحار ظناً منه بأنه الحل المريح».
وتابع «لا تنسى كذلك أن العالم كله وليس الكويت يمر بأزمة اقتصادية أثرت تبعاتها على كبرى الشركات التي أعلنت إفلاسها، وبالتالي الاستغناء على العمالة لديها، وهو ما يجعل الكثيرين يشعرون في الفترة الحالية بالقلق حيال وظائفهم، هل سيستمرون فيها وسوف تصمد شركاتهم أم لا. وفي ما يخصّ هؤلاء الذين لا يملكون وظيفة في الأساس، فينتابهم القلق إن كانوا سيجدون وظيفة في ظل الوضع الراهن أم لا، وكل ذلك الذي ذكرته نابع من ضغوط نفسية جديدة من شأنها أن تكون عاملاً أساسياً للتفكير في الانتحار رغبة في الحصول على الخلاص والراحة».
وعن مدى قابلية انخفاض الحالات بعد فتح المناطق المعزولة وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها قال: «على الرغم من فتح المناطق المعزولة وعودة الحياة نوعاً ما إلى طبيعتها، لكن ما زال من المبكر أن نقرر ونحكم إن كانت حالات الانتحار بسبب الضغوط النفسية قد تقلّ، إذ يمكن وجود تراكمات سابقة قد تظهر في الفترة المقبلة. وما يحصل من حالات انتحار في الفترة السابقة هو أمر متوقع منذ بداية الجائحة، وكذلك مسألة الحظر الذي فرضته السلطات المعنية خلال الفترة الماضية، إذ من المحتمل جداً بقاء ضغوط قديمة سوف تظهر تبعاتها تباعاً».
وتابع الشطي: «للعلم، أوضحت المنظمات العالمية أنه قد تظهر أمراض نفسية جديدة في المستقبل على أشخاص أصحاء كانوا يعانون من أمراض بسيطة مثل القلق والتقلب المزاجي والإدمان وغيرها، وبسبب الأزمة الحالية التي نمرّ بها قد تتطور هذه الأعراض بصورة أكبر وتظهر بشكل أوضح، ومن الطبيعي أيضاً أن تتطور وتتحول إلى التفكير بالانتحار، خصوصاً لمن يعاني من المزاجية أو القلق من المستقبل بصورة حادة».