No Script

نسمات

دروس من زمن الكورونا!

تصغير
تكبير

ما ذكرناه عن الحرب الجرثومية التي اجتاحت الكون وتسببت في مقتل عشرات الآلاف من البشر، وقلنا إن هنالك أطرافاً تسببت فيها لا يعني أن نتهم أمماً بعينها أو أن نوزع الاتهامات جزافاً، بل لا بد من أن نتعامل مع الواقع مهما كان مؤلماً، وأن نحشد الجهود من أجل التصدي لذلك الوباء المخيف!
لا بد من إدراك قضايا مهمة في موضوع الكورونا ومنها:
أولاً: أن كل شيء يحدث في هذا الكون هو من قدر الله تعالى، وأن واجبنا هو الصبر والتسليم.


ثانياً: أن تلك العقوبات تحل علينا بسبب ذنوبنا، ومن يشاهد ما يجري في عالمنا اليوم من المفاسد والمظالم الكثيرة لا يستغرب من تلك الأوبئة والمواجع الكثيرة التي تصيب الناس، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
ثالثاً: لقد كان تعامل جميع الدول الإسلامية مع تلك الجائحة تعاملاً حضارياً، ولم تتجاهل التحذيرات التي طلبتها منظمات الصحة العالمية، إلى درجة وقف الصلوات في المساجد ومنع صلوات الجمعة، ووقف مظاهر العمرة والزيارة في البيت الحرام.
رابعاً: لقد كانت الآثار على العالم كله كارثية، ولم تسلم دولة من الدمار الاقتصادي بسبب الكورونا، وقالها الرئيس الصيني بكل وضوح إن فترة ما بعد الكورونا لن تكون كما هي فترة ما قبل ذلك الوباء!
وهبطت أسعار النفط إلى درجة  غير مسبوقة، وتذبذبت أحوال الشركات وأغلقت الكثير منها وخسر الجميع.
كما كشفت تلك المحنة عن حجم التخبط الذي تعيشه الدول المتقدمة في التصدي لذلك الوباء، وكيف تحولت المدن الكبرى في العواصم الكبرى إلى مدن أشباح هرب منها سكانها وكسدت أسواقها.
خامساً: كشفت هذه الأزمة حجم التخبط الواقع في بلداننا لا سيما في ما يخص مشكلة العمالة الزائدة عن حاجتنا، والتي كشفت دور تجار الإقامات الذين أغرقوا البلاد بالعمالة التي أخذوا منها ملايين الدنانير ثم ألقوها في الشارع، وقد كشف حادث اكتشاف العمارة التي تم إيجاد 900 عامل مسجلين على إقامتها، وتبين أن عدداً منهم مصابون بفيروس الكورونا، كشف ذلك الحادث حجم الجريمة التي ارتكبها القائمون على تلك العمارة بحق الوطن وبحق الإنسانية.
ولا شك أن هنالك العشرات من مثل تلك العمارة تتكدس بمئات العمالة، التي تكسب منها أصحابها الملايين بينما هي تلقى في الشارع.
فهل نعتبر من تلك الدروس ونطهّر بلدنا من تلك القاذورات، أم نستمر في غينا وإصرارنا على تجاهل الدروس الكثيرة التي تمر علينا؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي