No Script

بالقلم والمسطرة

استقالة بالحالة نفسها!

تصغير
تكبير

من المفترض عند  استقالة الحكومة أن يتم تدارك وتلافي وجود الأخطاء والفوضى والتأخير في كثير من الملفات الساخنة، ومحاولة إصلاحها في الحكومة الجديدة، فليست القضية تغيير وجوه بناء على المحاصصة، والتي تتنافى ومبدأ تكافؤ الفرص في المجتمع، وتلك المحاصصة تنطبق على الدول الأخرى ذات الديموقراطية المبنية على الأحزاب السياسية، وبالتالي فإن وجود المحاصصة في الواقع السياسي الكويتي - ومن وجهة نظري - فإنها كانت ولا زالت تساهم في عدم الاستقرار السياسي، بل بالعكس عززت الصراع والتركيز على الاستحواذ على الكراسي والمناصب، ولم تكتف عند منصب الوزير، بل امتدت إلى الوكلاء والوكلاء المساعدين والكثير من الوظائف خصوصاً في الأماكن الحيوية.
وبذلك أصبح الوضع مجالاً وأرضاً خصبة للمساومات والترضيات السياسية والاستعطاف لنيل الرضا الموقت، وللأسف تراجع مبدأ التركيز على الكفاءات الحقيقية، ومن يخسر في هذه الحالة هو الوطن وتنمية البلد وأهدرت الكثير من الأموال في الدولة، والتي طورت العقول والخبرات والكوادر الكويتية، والتي لا تستند على ظهر سياسي إن جاز التعبير.
 وأصبح  حديث الكثير من المواطنين أنه من المفترض أن تأتي حكومة بنهج وأسلوب جديدين، وتحرك فاعل للإصلاح، وإلا فهي حكومة استقالت في الحالة نفسها وليس هناك جديد بل تغير فقط في الأسماء المنتمية  لتوزيعة المحاصصة - كما ذكرت - وفي هذه الحالة يستمر كما هو معتاد التأزيم وتدور عجلة  الاستجوابات في حلقة مفرغة، فالوضع صعب ويجب التركيز على علاج الملفات العالقة، والأهم محاربة الفساد والتركيز لدى الحكومة الجديدة على أن تكون ذات نهج آخر  وببساطة الوصول إلى قلوب عموم المواطنين بالإصلاحات المباشرة، فذلك هو من يدعم الاستقرار السياسي، فالوزير عليه أن يركز على أنها وظيفة ذات مسؤولية وأنها  كفاح من أجل الإصلاح وليست من باب الوجاهة الاجتماعية  المصطنعة أو متعة في لبس (البشت) فقط، فعليه حمل ثقيل محاسب عليه من الله عز وجل ثم من الشعب والتاريخ، وعليه أن يسعى ليكون عبرة ومثالاً إيجابياً بالتزامه الوظيفي وإصلاحاته  في وزارته والجهات الحكومية التابعة له وتسهيل معاملات المواطنين وتخفيف (البيروقراطية) المزعجة و المساهمة في تفعيل ما نسمع عنه وهو (الحكومة الإلكترونية).


 وربما يساعده ذلك في بعض الاستجوابات في مجلس الأمة، إذا اتهم بالتقصير مثلاً، لذا فإن الإنجاز الحقيقي للحكومة ووزرائها في تطوير الخدمات المتأخرة وتسريع المشاريع المتعثرة، وتحقيق العدالة الاجتماعية واجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة المقصرين في حق البلاد والعباد. والله المستعان في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي