No Script

حديث القلم

بين الرياضة والسياسة

تصغير
تكبير

بسبب سخونة إقليم الشرق الأوسط والنيران التي لا تنطفئ ولا تهدأ، أصبحت السياسة تطرق كل باب وتقتحم كل شيء حتى حطت رحالها في الفنون والرياضة، فكان لها بالغ الأثر في إفساد أمور جميلة، وكم دمرت السياسة من علاقات اجتماعية وصداقات وزمالات على كل المستويات، هي كالظاهرة التي تجوب العالم من أدناه إلى أقصاه، ولكنها في شرقنا الأوسط الكبير قطعاً هي الأكثر انتشاراً وتأثيراً، حتى تحولت إلى محط اهتمام العالم والجاهل، وخاض في دهاليزها الجميع بلا استثناء، حتى ظهرت في مجتمعاتنا فئة محدودة جداً تكاد لا ترى، تفضل البقاء بعيداً عن السياسة بل وعدم متابعة أي من قضاياها وأخبارها.
أما قضية (بعض) الجماهير الأردنية التي صاحت بصوت واحد باسم المقبور (صدام حسين) قبيل مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب الأردني، فهي عبارة عن مشهد قد أخذ حقه من النقاش والتداول ما بين الانتقادات والاستهجان لهذا التصرف الأحمق، إلا أنه لم يتم الالتفات في الوقت نفسه لكمّ الاعتذارات الهائل الذي قدمها العديد من أبناء الشعب الأردني للكويت والكويتيين، فدائماً هناك حمقى، وهناك في الكفة الأخرى أوفياء وعقلاء.
الدول ترقى وتتقدم بتطور ورقي شعوبها، والأمم تتقدم بتقدم الفكر وسيادة لغة العقل والمنطق وإظهار الاحترام ولو كان من باب المجاملة، فالجماهير الرياضية الألمانية اليوم مثلاً لا يمكن أن تصيح باسم الرئيس النازي أدولف هتلر أمام المنتخب البولندي او الفرنسي أو غيرها من منتخبات الدول، التي كانت ضحايا لجرائمه وأطماعه، بهدف الاستفزاز، ولو حدث مثل هذا الأمر لكانت هناك إجراءات عقابية صارمة.
أخيراً... فإن إظهار الحب والتمجيد للمقبور صدام أمام أي كويتي هو شكل من أشكال سوء الخلق والاستفزاز، أما نحن ككويتيين فيكفينا فخراً أننا كنا المنتصرين في النهاية، وقد رحل المقبور إلى مزبلة التاريخ، وبقيت الكويت عزيزة شامخة، فلا يستوقفكم ذلك الأمر كثيراً لأنكم أنتم الأعز، ولا تلتفتوا لدعاة الفتنة من الحمقى والجهلاء، مع شكري الجزيل للعقلاء في المملكة الأردنية.
وخزة القلم:
سوء الأدب والتعالي والإهانة والتطاول على البشر لن يمنحك أي شكل من أشكال الهيبة والوقار، بل سيحط من قدرك ويجعلك عبارة عن مرآة عاكسة لسوء أخلاقك، والقانون وحده هو الكفيل بتهذيب سلوكك المريض.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي