No Script

اجتهادات

(خمبقة)...!

تصغير
تكبير

استعدادات على قدم وساق لعودة الحياة تدريجياً إلى مطار الكويت الدولي. كتيبات وتعليمات وإرشادات لتنظيم الرحلات والتأكد من تطبيق الإجراءات اللازمة لمنع انتشار العدوى. شروط وواجبات والتزمات على كل من شركات الطيران والمسافرين، بما فيها اختبار الكشف عن كورونا! كل ذلك وأكثر على أن يكون الأول من أغسطس هو الموعد المحدد!
الطيران المدني اتخذ الإجراءات اللازمة كافة لتنظيم حركة المطار للمسافرين والعاملين فيه، وشركات الطيران حددت مواعيد رحلاتها، والمواطنون والوافدون قاموا بحجز تذاكرهم بأسعار عالية جداً بسبب الطلب العالي للعودة إلى الكويت من أجل لقمة العيش والبحث عن الرزق!
كل الأمور كانت تسير على ما يرام، وجاء يوم السبت الموعود لتنطلق معه الرحلات المجدولة منذ فترة معلومة، لتشتعل معه ساحة موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بين تهديد ووعيد ولوم وعتاب عن أسباب عودة جاليات بعينها إلى الكويت والخطر الذي يمكن أن يتسببوا به من خلال نقل مرض كورونا!


صحا مع تزايد التغريدات نواب الغفلة، وأرادوا كالعادة ركوب الموجة، وكما يقول المثل (مع الخيل يا شقره)، رفعوا هم كذلك راية التهديد والتحدي بالمساءلة السياسية إذا لم توقف الحكومة بسرعة تلك الرحلات، ولم يستمر ذلك طويلاً حتى جاء الإعلان عن إيقاف الرحلات عن عدد من الدول، طبعاً ليس لسبب سوى استجابة للضغوط الشعبية والنيابية!
هكذا ومن غير سابق إنذار وتنسيق مسبق مع الدول الأخرى وشركات الطيران والمسافرين وغيرهم الكثير، ومن دون أن تتغير أي من المعطيات منذ تاريخ إعلان عودة الرحلات حتى ساعة اتخاذ قرار الإيقاف الغريب والأكثر من ذلك أنه مضحك ويفشل!
سمو رئيس الوزراء بعد انتقادات حادة من أعضاء مجلس الأمة إبان جلسته الأسبوع الماضي، تحدث قائلاً إننا نتعلم من أخطائنا في هذه الأزمة ونحن نعمل لذلك نخطئ. ونود أن نقول إن هناك فرقاً بين الخطأ و(الخمبقة) ولمن لا يعرف معنى (الخمبقة أو الخنبقة) العامية فهي العشوائية والفوضى، والتسيب وما حدث بخصوص موضوع الرحلات هي (خمبقة) بكل ما تحمل الكلمة من معنى!
***
أحد أصدقاء العمل من الجنسية السورية، غادر الكويت أثناء عطلة فبراير تاركاً أسرته هنا من أجل أداء الاختبارات الجامعية في دمشق، واضطر بسبب الجائحة الانتظار في سورية حتى تاريخ إعلان عودة العمل في مطار الكويت الدولي.
غادر سورية براً إلى بيروت، ومن مطارها ركب أول طائرة متجهة إلى الكويت، وبعد أن أقلعت بنصف ساعة جاءهم الخبر الصادم من كابتن الطائرة بأنه يجب عليهم العودة مرة أخرى إلى بيروت. بعد الوصول طُلب من جميع غير الكويتيين النزول من الطائرة، في حين أن الكويتيين هم الوحيدون المسموح لهم بالعودة إلى الكويت.
اضطر صديقنا وما زال المكوث في لبنان، ومن سوء حظه أنه شهد انفجار مرفأ بيروت المدوي، بانتظار ساعة الفرج والعودة إلى الكويت! والله المستعان!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي