كلمات ناطقة

الكويت... ودول العالم

تصغير
تكبير

كان لافتاً جداً البيان العالمي الذي صدر، نهاية الأسبوع الماضي، حول إجراءات دول العالم في فحص المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، واللافت فيه احتلال الكويت صدارة دول العالم، بعدد من تم فحصهم بأكثر من 28 ألف مواطن ومقيم، في صورة نالت إعجاب العالم، وأفردت لها الصحف العالمية صفحات في تصوير مركز الفحص بأرض المعارض الدولية بمشرف، الذي كان ملحمة وطنية حقيقية، عكست معدن الشعب الكويتي ووحدته في مواجهة الازمة، والتنظيم المحكم لعملية الفحص، لمنع انتقال أي عدوى، أضف إلى ذلك ما هيأته من محاجر صحية، «خمس نجوم» للقادمين من الخارج، وتعاملها مع الإصابات المكتشفة بمهنية، نتج عنها شفاء أكثر من 30 حالة من أصل الحالات التي وصلت إلى نحو 170 حالة، ولم تسجل بفضل الله وكرمه أي حالة وفاة، مع وجود عدد من الحالات الحرجة في العناية المركزة، وندعو الله أن يشفيها، لتكتمل لوحة العمل العظيم الذي قدمته كوادر وزارة الصحة ومعها عناصر وزارة الداخلية، وجيش المتطوعين الذين أثبتوا أصالة الكويت وشعبها.
وتبدو نصاعة الصورة إذا ما قورنت بحالة الطالب الكويتي الذي أصيب بالفيروس في لندن، وروت «الراي» قصته، حيث راجع المستشفى المتخصص، فرفضوا استقباله، وطلبوا منه أن يطبق على نفسه حجرا منزليا، لأنهم لا يستقبلون من تقل أعمارهم عن 51 عاماً.
وفي لوحة مجد عظيمة أيضاً، رأينا كيف نزل مسؤولو الدولة، ولا سيما الوزراء المعنيين، إلى الميدان، عندما انتابت الناس حالة من الخوف وهرعوا إلى الأسواق، بعد إعلان مجلس الوزراء تعطيل قطاعات الدولة لمدة أسبوعين، حيث هرع الناس إلى تخزين المواد الغذائية، فما كان من وزير التجارة وكل كوادر الجهات المعنية، إلا أن نزلوا إلى الأسواق يُهدّئون من روع الناس ويطمئنونهم إلى أن الكويت بخير ولديها من المخزون الغذائي الاستراتيجي الكبير الذي يمكنها من تخطي أي أزمة، وهو ما انعكس ارتياحاً وهدوءاً شعبياً كبيراً، وعادت وتيرة الحياة والشراء إلى طبيعتها، في وقت تابعنا جنون العالم وحالة الفزع التي انتابت حتى ما كانت توصف أكثر المجتمعات تحضراً، من مثل بريطانيا وفرنسا، حيث رأينا محلات السوبر ماركت تفرغ خلال دقائق، من كل محتوياتها، وارتفاعاً في أسعارها، وهو الأمر الذي انسحب على عدد من الدول العربية والأجنبية.
ثم أتت مبادرة التخفيف عن كاهل المواطنين من ذوي المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتؤكد حرص الدولة على أبنائها، ومصلحتهم، أضف إلى ذلك مبادرات القطاع الخاص الذي أثبت وطنيته وإخلاصه، بإعفاء المجمعات التجارية والمولات الكبرى المستأجرين من الإيجارات، وختمتها شركات الاتصالات المتنقلة الثلاث التي أعلنت عن منح كل عميل 5 غيغا إنترنت مجاناً يومياً، إضافة إلى فتح الاتصالات بين الشركات مجاناً، لمدة شهر.
يأتي ذلك كله، في وقت تابعنا هلع العالم وجنون ذوي رؤوس الاموال، فأفلست شركات وسرح الآلاف من الموظفين، لتعصف الأزمة الصحية بحياة الناس ومستقبلهم، فيما عاش الإنسان في الكويت معززاً مكرماً، عطلته مدفوعة الأجر، والرعاية الصحية تحيط به وتم تخفيف الأعباء المادية عنه، كما أن العمال ممن يعملون بنظام «المياومة»، أي أنهم ينالون أجرهم بعملهم اليومي، وبعد توقف العمل، انبرت الجمعيات الخيرية لتؤمن لهم وجبات طعام لتعويضهم عن الفقد الموقت لأعمالهم. من أجل ذلك نقول وبكل شموخ واعتزاز: ابتسم بفخر، فأنت في الكويت.

h.alasidan@hotmail.com
DAlasidan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي