في الصميم

في بلد الإنسانية لا فرق بين مواطن ووافد

تصغير
تكبير

في ظل ظروف الجائحة العالمية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، والمعمعة التي اعترت جميع دول العالم، نجد أن دولة الكويت - بلد الإنسانية والخير - تعاملت مع جميع مَن يقطنها من دون تفريق في المعاملة سواء المواطنون أو الوافدون، ليس كما تتعامل دول أخرى من خلال التفريق بين المواطن والمقيم... بل بين مواطن وآخر، وإهمال المواطن الذي لا سندَ له!
فقد ضربت الكويت المثل الأعلى في القيم والأخلاق الإنسانية، في عز أزمة جائحة كورونا المستجد، من خلال تخصيص المستشفيات الميدانية التي أقيمت على عَجل بغرض احتواء العدد الهائل من إصابات الجائحة، واختلطت الأسر المخصّصة لاستقبال الحالات في ما بين الكويتيين والوافدين، وتم منحهم الدواء الواحد، بل وتجاوز ذلك كله إلى إعفاء المخالفين لقانون الإقامة، وحجرهم على نفقة الدولة لحين حلول موعد إجلائهم إلى مواطنهم الأصلية، وصرفت عليهم طوال تلك المدة المخصّصة للحجر، في الوقت نفسه الذي قامت فيه بعض الدول في البداية برفض استقبال مواطنيها من الوافدين، في خطوة كانت تعد غريبة جداً، فكان هذا البلد أحن عليهم من بلدانهم، وبالتالي منحتهم العلاج والدواء لكل من اشتبه بوجود أعراض الوباء عليه، والانتظار حتى يتم شفاؤهم، كما وفّرت الكويت لهم كل وسائل السلامة والراحة خلال فترة مرضهم، إنها بلد الإنسانية بلا منازع.
فالدولة فرضت إجراءات مواكبة لوباء كورونا منذ شهر مارس الماضي، ومن تلك الإجراءات تعطيل العمل في البلاد، ودفعت بطبيعة الحال للمواطنين رواتبهم كاملة، وتأجيل الأقساط المترتبة عليهم لفترة 6 شهور، والعديد من الإجراءات الأخرى في هذا الصدد، ومن ثم تطبيق كل الإجراءات نفسها على الوافدين مساواة لهم مع المواطنين رغم أنها غير مطالبة بها، فهي غير مسؤولة عن مواطني البلاد الأخرى، ولا يوجد قانون في العالم يلزمها بهذا الإجراء، ولكنها مع ذلك أثبتت بأنها بلد الإنسانية الحقيقية، وليست كما هو الحال مع بلاد أخرى، تدّعي الإنسانية وهي بعيدة عنها كل البعد.
من هنا نقول إننا هنا كشعب نفتخر بما قامت وتقوم به الدولة والشعب من ورائها تجاه معاملة الوافدين لديها ضيوفاً مكرّمين، ونسأل الله عزّ وجلّ في هذه الظروف أن يزيل الوباء والبلاء عن هذا العالم، وأن تعود الأوضاع كما كانت جميلة وطبيعية إنه سميع مجيب الدعاء.
وفي ختام مقالنا هذا نوجه الشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء ووزراء الداخلية والصحة والدفاع والحرس الوطني والنفط والتجارة والهيئة العامة للبيئة، والشكر موصول لوكيل وزارة الداخلية عصام النهام ومن فريق وزارة الداخلية اللواء جمال الصايغ، والعميد توحيد الكندري، شكراً على كل ما قاموا به من بداية الأزمة وحتى اليوم، والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي