No Script

حروف باسمة

نفحات من عبق العيد

تصغير
تكبير

ودّع المسلمون شهر الصيام بالدعاء والصلاة وتدبر القرآن الكريم، شهر ممتلئ بالخير والرحمة، وها نحن استقبلنا عيد الفطر المبارك، بإشراق جميل وأمنيات عذبة وابتهال من المولى العلي القدير بأن يكشف هذا الوباء الوبيل عن أفق هذه الديرة الطيبة، وعن آفاق الدنيا بأسرها، إن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.
ويستقبل أبناء هذه الديرة الطيبة العيد بتراث طيب وعادات جميلة، فمنذ الصباح الباكر تهمّ الأمهات إلى إعداد ريوق العيد، وهو متميز ويشمل الكيك والدرابيل، والخبز المصفط، وعبق هيل الحليب يمتزج بعبق البخور، حيث ينتظر أفراد الأسرة.
والأب عندما يأتي بعد صلاة العيد إلى المنزل، يجلس مع أفراد أسرته ويتناولون فطور العيد، ثم يقوم الوالد بإعطاء العيدية لأبنائه، بعد ذلك يتوجه إلى الديوانية ليستقبل الأهل والأحبة والجيران والأصدقاء، ويتزاور الناس، ويذهب الأطفال إلى «البرايح والسكك»، التي تنصب فيها «الدوارف» ليقضوا أوقاتاً ممتعة في العيد.


هكذا كنا قديماً، ثم تتابعت الأيام وتطورت الدنيا وتقدمت، فأصبحت المستلزمات وطرق الاتصال عديدة، وأساليب الترفيه متنوعة يستخدمها الناس في أيام العيد، وهم مستبشرون يزور بعضهم البعض.
عزيزي القارئ... نحن في هذه الأيام نمارس جميع العادات ونحن في البيوت، مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يقي هذه الديرة من هذا العدو الفتاك، ويحمي أهلها وهم ماكثون في البيوت، وعبق ريوق العيد ينتشر في آفاق البيوت الصابرة المبتهل أهلها بالخير والنعمة والشكر الكثير للعزيز الكريم على جزيل نعمته وكثير عطاياه، وهم يتواصلون في ما بينهم بوسائل كثيرة أنعم الله بها عليهم، من دون الحاجة إلى التواصل الجسدي، حتى يقضي الله أمره، ويكتب الكريم الفرج برحمته.
فحتى العيدية فإنها تصل إلى الأطفال عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، وهم ساكنون مطمئون في بيوتهم.
عيد مبارك ممتلئ بالسعادة والإشراق بالخير العميم، والله يجزي الصابرين أجرهم، والمصابون لهم الصحة والعافية، والذين رحلوا إلى الله لهم المغفرة والرضوان... وندعو الله أن يوفّق جميع العاملين المخلصين. وعلينا الصبر والبقاء في المنازل حتى يفرج الله عن الجميع، ويأتي من بعد العسر اليسر، وتكون الدنيا مفعمة بالخير ممتلئة بالصحة... آفاقها زاهرة بالتفاؤل والإقدام.
أقبل العيد يغني
لثغور باسمة
يملؤ الأفق سناء
فابسمي يا فاطمة

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي