مسيرته الحافلة حفرت اسمه في صفحة مشرقة من صفحات ذاكرة الكويت
أنور النوري... إرث وطني لا يغيّبه الموت
صالح اليوسف
مها الغنيم
سعد السعد
الفقيد وحديث باسم مع الراحل احمد الربعي
... وممثلا الكويت في أحد المحافل الدولية
النوري خلال تكريمه في وزارة التربية
الفقيد مع رفيق الدرب جاسم الخرافي في احدى المناسبات
الراحل انور النوري
امير القلوب وإلى جواره الفقيد
الأمير وولي العهد والشيخ مشعل الأحمد ومعهم النوري في صورة أرشيفية
| كتب غانم السليماني ورضا السناري وإيهاب حشيش |
بعيون ملؤها الدموع، وبقلوب يشطرها الألم، شيعت الكويت أول من أمس ابنا من أبنائها البررة، ورجلا من كبار رجالاتها المهرة، الذين ساهموا في وضعها على طريق النهضة، إنه وزير التربية وزير التعليم العالي وزير الصحة الأسبق أنور عبدالله النوري، الذي ترجل عن صهوة جواده عن عمر ناهز الـ72 عاما، ووري جثمانه في مقبرة الصليبخات وسط حضور كثيف من رجالات الكويت تقدمهم العم علي ثنيان الغانم والعم عبدالعزيز الغنام، بعد مسيرة حافلة بالعطاء للكويت، حفرت اسمه في صفحة مشرقة من صفحات ذاكرة الكويت البيضاء عن جدارة واستحقاق.
وتقدم سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الامين، وحشد غفير من الوزراء ورجالات الكويت ورجال السلك الديبلوماسي عزاء الفقيد في ديوانية النوري بالعديلية، مدللين على أن الكويت التي فجعت خلال ايام متقاربة في بعض من أبرز رجالاتها المخلصين الذين خدموها في أكثر من موقع ومنهم المرحوم شيخان الفارسي والمرحوم سليمان المطوع، زادت آلامها، وأثخنت جراحها بانطفاء شمعة النوري التي كثيرا ما أضاءت الطريق امام أبنائها، فكانت خير دليل لهم إلى درب النجاح، تاركا وراءه إرثا غنيا من العمل الدؤوب في خدمة الوطن سواء في المواقع التي كلف بإدارتها او بالأعمال التطوعية التي سعى من خلالها إلى دعم العمل المجتمعي ورفد التوجه الخيري، فهنيئا له بأخلص الدعوات التي علت بها أصوات محبية، ليتبوأ أعلى درجات الجنان.
توفي الفقيد فجرا في مستشفى الأميري، منهيا بذلك مسيرة حافلة بالانجازات، التي تعددت بتعدد المواقع التي خدم منها وطنه، إذ بدأ حياته المهنية مدرسا للكيمياء بثانوية الشويخ في الستينيات، ثم عين ملحقا ثقافيا بمكتب الكويت في المملكة المتحدة، وأصبح بعدها وكيلا مساعدا في وزارة التربية، ثم شغل منصب أمين عام جامعة الكويت بالتزامن مع تأسيس الجامعة وذلك حتى عام 1978.
وتقلد الفقيد منصب المدير العام للبنك الصناعي عام 1986، ثم عين وزيرا للتربية وزيرا للتعليم العالي في الفترة من 1986 حتى مايو 1990، ووزيرا للصحة عام 1996، كما تقلد منصب رئيس غير متفرغ لمجموعة جلوبل الاستثمارية حتى عام 2008.
وساهم في العديد من الخدمات التطوعية العامة، فهو عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي (1985-2007)، وعضو مؤسس في جمعية السلامة، وعضو بالجمعية الكويتية للطفولة، وعضو بجمعية عبدالله النوري الخيرية، وعضو في النادي البحري الكويتي، وعضو في لجنة وقفية دعم التعليم، كما مثل الحكومة في العديد من اللجان الحكومية مثل لجنة الأوراق المالية عند بداية تأسيسها.
وعن وزارة التربية وأحوالها، سرد «بومناور» رحمه الله في كتابه «في مرابع الذكرى» تفاصيل ذات قيمة ومن موقع المسؤول عن كل ما أحاط بها وبمنصبه، كما تحدث عن مخاض جامعة الكويت بوزارة التربية ومولد الجامعة وأزماتها ومبنى العلوم واتحاد الطلبة والجامعة والمقررات، وسلط الضوء على جوانب مهمة في تاريخ الجامعة كونه احد البناة والمؤسسين منذ وضع القانون الى تشييد المبنى والكليات.
ونال النوري من التكريم ما يستحقه في الأماكن التي عمل بها، في البنك الصناعي وفي جامعة الكويت وفي وزارات الدولة، وفي القطاع الخاص وفي كل تلك المناسبات كان الحديث يتردد باسمه عن السمعة الطيبة والعمل الجاد والاخلاص للكويت والمحبة التي زرعها فكانت محطات ذات شأن في مسيرة «بومناور»، جعلت الكثيرين يستذكرونه بكل خير معربين عن ألمهم لفقدانه.
الحجرف يؤبنه
وممن أعربوا عن حزنهم الشديد لوفاة الفقيد، وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف الذي أبنه بالقول: «بمزيد من الحزن نودع الفقيد الاستاذ أنورعبدالله النوري وزير التربية الأسبق والذي بدأ حياته العملية في الحقل التربوي معلماً في ثانوية الشويخ في الستينات ثم ملحقاً ثقافياً بالمملكة المتحدة، ثم أميناً عاماً لجامعة الكويت».
وبين أن «الفقيد ساهم في تأسيس الجامعة إلى أن تولى حقيبة وزارة التربية، وعندما ترك العمل الوزاري لم يبخل في عطائه التربوي الوفي، وكان عضواً في المجلس الأعلى للتعليم سنوات عدة، ورئيس مجلس إدارة لجنة دعم ووقفية التعليم، وعضو في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بما يملكه من خبرة وسداد في الرأي، سيفقده بلا شك العاملون في الحقل التربوي والعلمي، فخالص العزاء لأسرة الفقيد، ألهمهم الله الصبر والسلوان.
فقيد الوطن
كما قال رئيس مجلس إدراة مجموعة «الصناعات الوطنية» سعد السعد إن الراحل لا يعتبر فقيدا لأهله او لأصدقائه فحسب بل هو فقيد وطن وفقيد لكل من عرفه.
وذكر السعد أن من ملامح شخصية النوري انه كان رجلا من خيرة الرجال الذين عمل معهم، سواء في خلقه أو افعاله أو عطائه لكل من يعمل معهم، فهو رجل مخلص في عمله ومحب لبلده، مشيرا إلى انه من خلال علاقته الموثقة بالراحل تجلى له بوضوح ان النوري يتميز بنظافة اليد وخفة اللسان، لا يخاصم من يخاصمه، فكل من حوله أحبوه، فلم يترك اثرا سيئا في نفس احد سواء من اصحابه او حتى من عمل معه، فالجميع تقاطعوا على محبته في كل الأماكن التي عمل بها.
وأكد السعد في تناوله لشخصية الراحل أنور النوري، أن الرجل كان ينجح دائماً في اتمام أي مهمة على اكمل وجه، وان لم يكن في البداية ملما بالكامل بها، لا سيما عندما تتعلق المهمة بمسألة وطنية، مستشهدا على ذلك بانه عندما تولى مهام البنك الصناعي لم يكن خبيرا بشؤون البنك، لكنه سرعان ما عكس انه كان الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن قبل ذلك عندما تولى الأمانة العامة للجامعة في بدايات تأسيسها، ولعل الشفرة التي كان يحتفظ بها أبومناور دائما في بلوغ النجاح في عمله دائما، هي الإخلاص.
واستذكر السعد تأثير الراحل على الآخرين، والقصة هنا عن ابنه الصغير الذي يذكر عنه انه ارتبط عاطفيا بشخصين من خارج الأسرة احدهما الراحل أنور النوري، فكان يرجوه دائما منذ تعرف عليه في احدى زياراته لديوان العائلة، عندما يحضر العم انور النوري ان يخبره ليأتي للقائه، وكان يفعل ذلك، لان انور النوري باختصار رجل استطاع ببساطة النجاح في اكتساب محبة الاخرين واحترامهم.
سيرة عطرة في كل مكان
أما رئيسة مجلس إدارة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) مها الغنيم، فلديها ذكريات عديدة تحتفظ بها مع الراحل النوري، سواء على صعيد العمل عندما ترأس مجلس إدارة «جلوبل» في بداية انطلاقها العام 1998، أو حتى على صعيد الحياة الاجتماعية، فأبو مناور-تقول الغنيم- «يمتلك مهارات الأشخاص الذين يصعب تكرارهم بسهولة هذه الأيام لجهة الأخلاق والمهنية والالتزام وحب الوطن وتقدير الاخرين وعملهم، وترك السيرة العطرة من كل مكان حل به».
وقالت: اذا كانت الكلمات تعجز عن اعطاء رجل حقه كما ينبغي، فيمكن وصف النوري بانه رجل كان دائما مخلصا لربه ولعمله ولمن عرفوه، فاخلاقه كانت من الاسلام في كل موقف، وانسان في كل مكان عمل به، كما انه كان مرشداً وناصحاً في جميع المحطات التي يقف عندها الانسان في المحن، فابو مناور هو الاب الروحي لـ«جلوبل» بحكمته التي ادار بها الشركة في بداية عملها حتى قرر التنحي لأسبابه الخاصة.
لا يختلف اثنان على محبته
وبدوره، بين عضو مجلس مفوضي هيئة الأسواق السابق رئيس مجلس إدارة البنك الصناعي السابق صالح اليوسف، انه عرف أبا مناور مربيا وزميلا وقائدا، ولا يتردد في القول انه تعلم منه الكثير، فهو شخص باختصار لا يختلف اثنان في محبة الناس له، عطوف خلوق متسامح، وهذه الصفات لم تتغير منذ أن كان امينا عاما للجامعة في بداية التأسيس، حتى التحق بالعمل معه في البنك الصناعي في العام 1984.
وذكر اليوسف أنه لم يجد موظفا واحدا لديه شيء في صدره لابي مناور، الا المحبة والتقدير لهذا الرجل وتواضعه المتناهي، لافتا إلى أن «أبو مناور مات في يوم جمعة وفي العشر الاواخر من رمضان ما يعد مؤشرات على رضا رب العالمين عنه».
ساهم في تكييف المدارس ومحاربة الدروس الخصوصية
«المعلمين»: من أوائل معلمي الكويت
في التخصصات النادرة
نعت جمعية المعلمين الكويتية فقيدها وفقيد التربية والكويت المربي القدير المرحوم أنور عبدالله النوري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة تربوية أكاديمية وطنية حافلة ساهم من خلالها في تعزيز ركائز التربية والتعليم العام والخاص منذ أن بدأ مشواره المهني عام 1964/1962 كمعلم لمادة العلوم في ثانوية الشويخ ليعتبر من أوائل المعلمين الكويتيين الذين امتهنوا رسالة التعليم في تخصص علمي نادر في ذلك الوقت وعلى مستوى التدريس في المرحلة الثانوية.
وذكرت الجمعية في بيان أمس أن «للفقيد الكثير من الإنجازات التربوية من أبرزها تحقيق رغبة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في تكييف المدارس وفي فترة قياسية، إلى جانب استكماله لمشوار التوسع في إنشاء المناطق التعليمية عقب تأسيس منطقتي العاصمة والفروانية التعليميتين، وفي سعيه الدائم للتأكيد على أهمية تأمين الاستقرار التربوي وتهيئة الأجواء التعليمية المناسبة وتطوير المناهج والارتقاء بالخدمات التربوية».
وبينت أن «علاقتها مع الفقيد امتدت لسنوات طويلة كعضو فيها فيما شهدت هذه العلاقة مراحل ومحطات عديدة عندما كان وزيرا للتربية حرص من خلالها على تعزيز مجالات التعاون والتشاور والتنسيق خاصة في مجال محاربة الدروس الخصوصية وصدور قرار وزاري يمنع منعا باتا السماح للمعاهد التجارية بالتدريس للتأكيد على دور جمعية المعلمين في محاربة الدروس الخصوصية وحفاظا على مكانة المعلمين والنأي برسالة التعليم من أن تكون سلعة تجارية».
النوري في سطور
- من مواليد 17 أغسطس 1940 - فريج العاقول
- حصل على بكالوريوس علوم جامعة «ويلز» بريطانيا 1962
- بدأ حياته التعليمية في المدرسة الشرقية الجديدة، واستكمل تعليمه في ثانوية المباركية.
- ترأس مجلس إدارة شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) منذ نشأتها في العام 1998
- 1966 ملحق ثقافي في سفارة الكويت بالمملكة المتحدة
- 1966 - 1978: أمين عام جامعة الكويت
- 1978 - 1986: رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في بنك الكويت الصناعي
- 1986 -1990: وزير التربية
- 1989-1988: وزير التربية والتعليم العالي
- 1993-1996: عضو المجلس الأعلى للتخطيط.
- 1996-1997: وزير الصحة.
- عضو مجلس الإدارة - الشركة الكويتية للمباني الجاهزة والتعمير.
- تولى رئاسة مجلس الأمناء في معهد الكويت للاختصاصات الطبية.
- تولى رئاسة مجلس الأمناء في المركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية.
- شغل عضوية منصب المجلس الأعلى في الهيئة العامة للبيئة.
- شغل عضوية مجلس الخدمة المدنية.
- نائب رئيس المؤسسة الكويتية الأميركية. عضو لجنة سوق الكويت للأوراق المالية.
- عضو المجلس الأعلى للتعليم.
- عضو مؤسس في الجمعية الكويتية لتدم الطفولة العربية.
- عضو مؤسس في جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
- عضو ومؤسس في جمعية الخريجين.
- عضو مؤسس في جمعية السلام.
- عضو في منتدى الفكر العربي.
بعيون ملؤها الدموع، وبقلوب يشطرها الألم، شيعت الكويت أول من أمس ابنا من أبنائها البررة، ورجلا من كبار رجالاتها المهرة، الذين ساهموا في وضعها على طريق النهضة، إنه وزير التربية وزير التعليم العالي وزير الصحة الأسبق أنور عبدالله النوري، الذي ترجل عن صهوة جواده عن عمر ناهز الـ72 عاما، ووري جثمانه في مقبرة الصليبخات وسط حضور كثيف من رجالات الكويت تقدمهم العم علي ثنيان الغانم والعم عبدالعزيز الغنام، بعد مسيرة حافلة بالعطاء للكويت، حفرت اسمه في صفحة مشرقة من صفحات ذاكرة الكويت البيضاء عن جدارة واستحقاق.
وتقدم سمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الامين، وحشد غفير من الوزراء ورجالات الكويت ورجال السلك الديبلوماسي عزاء الفقيد في ديوانية النوري بالعديلية، مدللين على أن الكويت التي فجعت خلال ايام متقاربة في بعض من أبرز رجالاتها المخلصين الذين خدموها في أكثر من موقع ومنهم المرحوم شيخان الفارسي والمرحوم سليمان المطوع، زادت آلامها، وأثخنت جراحها بانطفاء شمعة النوري التي كثيرا ما أضاءت الطريق امام أبنائها، فكانت خير دليل لهم إلى درب النجاح، تاركا وراءه إرثا غنيا من العمل الدؤوب في خدمة الوطن سواء في المواقع التي كلف بإدارتها او بالأعمال التطوعية التي سعى من خلالها إلى دعم العمل المجتمعي ورفد التوجه الخيري، فهنيئا له بأخلص الدعوات التي علت بها أصوات محبية، ليتبوأ أعلى درجات الجنان.
توفي الفقيد فجرا في مستشفى الأميري، منهيا بذلك مسيرة حافلة بالانجازات، التي تعددت بتعدد المواقع التي خدم منها وطنه، إذ بدأ حياته المهنية مدرسا للكيمياء بثانوية الشويخ في الستينيات، ثم عين ملحقا ثقافيا بمكتب الكويت في المملكة المتحدة، وأصبح بعدها وكيلا مساعدا في وزارة التربية، ثم شغل منصب أمين عام جامعة الكويت بالتزامن مع تأسيس الجامعة وذلك حتى عام 1978.
وتقلد الفقيد منصب المدير العام للبنك الصناعي عام 1986، ثم عين وزيرا للتربية وزيرا للتعليم العالي في الفترة من 1986 حتى مايو 1990، ووزيرا للصحة عام 1996، كما تقلد منصب رئيس غير متفرغ لمجموعة جلوبل الاستثمارية حتى عام 2008.
وساهم في العديد من الخدمات التطوعية العامة، فهو عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي (1985-2007)، وعضو مؤسس في جمعية السلامة، وعضو بالجمعية الكويتية للطفولة، وعضو بجمعية عبدالله النوري الخيرية، وعضو في النادي البحري الكويتي، وعضو في لجنة وقفية دعم التعليم، كما مثل الحكومة في العديد من اللجان الحكومية مثل لجنة الأوراق المالية عند بداية تأسيسها.
وعن وزارة التربية وأحوالها، سرد «بومناور» رحمه الله في كتابه «في مرابع الذكرى» تفاصيل ذات قيمة ومن موقع المسؤول عن كل ما أحاط بها وبمنصبه، كما تحدث عن مخاض جامعة الكويت بوزارة التربية ومولد الجامعة وأزماتها ومبنى العلوم واتحاد الطلبة والجامعة والمقررات، وسلط الضوء على جوانب مهمة في تاريخ الجامعة كونه احد البناة والمؤسسين منذ وضع القانون الى تشييد المبنى والكليات.
ونال النوري من التكريم ما يستحقه في الأماكن التي عمل بها، في البنك الصناعي وفي جامعة الكويت وفي وزارات الدولة، وفي القطاع الخاص وفي كل تلك المناسبات كان الحديث يتردد باسمه عن السمعة الطيبة والعمل الجاد والاخلاص للكويت والمحبة التي زرعها فكانت محطات ذات شأن في مسيرة «بومناور»، جعلت الكثيرين يستذكرونه بكل خير معربين عن ألمهم لفقدانه.
الحجرف يؤبنه
وممن أعربوا عن حزنهم الشديد لوفاة الفقيد، وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف الذي أبنه بالقول: «بمزيد من الحزن نودع الفقيد الاستاذ أنورعبدالله النوري وزير التربية الأسبق والذي بدأ حياته العملية في الحقل التربوي معلماً في ثانوية الشويخ في الستينات ثم ملحقاً ثقافياً بالمملكة المتحدة، ثم أميناً عاماً لجامعة الكويت».
وبين أن «الفقيد ساهم في تأسيس الجامعة إلى أن تولى حقيبة وزارة التربية، وعندما ترك العمل الوزاري لم يبخل في عطائه التربوي الوفي، وكان عضواً في المجلس الأعلى للتعليم سنوات عدة، ورئيس مجلس إدارة لجنة دعم ووقفية التعليم، وعضو في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بما يملكه من خبرة وسداد في الرأي، سيفقده بلا شك العاملون في الحقل التربوي والعلمي، فخالص العزاء لأسرة الفقيد، ألهمهم الله الصبر والسلوان.
فقيد الوطن
كما قال رئيس مجلس إدراة مجموعة «الصناعات الوطنية» سعد السعد إن الراحل لا يعتبر فقيدا لأهله او لأصدقائه فحسب بل هو فقيد وطن وفقيد لكل من عرفه.
وذكر السعد أن من ملامح شخصية النوري انه كان رجلا من خيرة الرجال الذين عمل معهم، سواء في خلقه أو افعاله أو عطائه لكل من يعمل معهم، فهو رجل مخلص في عمله ومحب لبلده، مشيرا إلى انه من خلال علاقته الموثقة بالراحل تجلى له بوضوح ان النوري يتميز بنظافة اليد وخفة اللسان، لا يخاصم من يخاصمه، فكل من حوله أحبوه، فلم يترك اثرا سيئا في نفس احد سواء من اصحابه او حتى من عمل معه، فالجميع تقاطعوا على محبته في كل الأماكن التي عمل بها.
وأكد السعد في تناوله لشخصية الراحل أنور النوري، أن الرجل كان ينجح دائماً في اتمام أي مهمة على اكمل وجه، وان لم يكن في البداية ملما بالكامل بها، لا سيما عندما تتعلق المهمة بمسألة وطنية، مستشهدا على ذلك بانه عندما تولى مهام البنك الصناعي لم يكن خبيرا بشؤون البنك، لكنه سرعان ما عكس انه كان الرجل المناسب في المكان المناسب، ومن قبل ذلك عندما تولى الأمانة العامة للجامعة في بدايات تأسيسها، ولعل الشفرة التي كان يحتفظ بها أبومناور دائما في بلوغ النجاح في عمله دائما، هي الإخلاص.
واستذكر السعد تأثير الراحل على الآخرين، والقصة هنا عن ابنه الصغير الذي يذكر عنه انه ارتبط عاطفيا بشخصين من خارج الأسرة احدهما الراحل أنور النوري، فكان يرجوه دائما منذ تعرف عليه في احدى زياراته لديوان العائلة، عندما يحضر العم انور النوري ان يخبره ليأتي للقائه، وكان يفعل ذلك، لان انور النوري باختصار رجل استطاع ببساطة النجاح في اكتساب محبة الاخرين واحترامهم.
سيرة عطرة في كل مكان
أما رئيسة مجلس إدارة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) مها الغنيم، فلديها ذكريات عديدة تحتفظ بها مع الراحل النوري، سواء على صعيد العمل عندما ترأس مجلس إدارة «جلوبل» في بداية انطلاقها العام 1998، أو حتى على صعيد الحياة الاجتماعية، فأبو مناور-تقول الغنيم- «يمتلك مهارات الأشخاص الذين يصعب تكرارهم بسهولة هذه الأيام لجهة الأخلاق والمهنية والالتزام وحب الوطن وتقدير الاخرين وعملهم، وترك السيرة العطرة من كل مكان حل به».
وقالت: اذا كانت الكلمات تعجز عن اعطاء رجل حقه كما ينبغي، فيمكن وصف النوري بانه رجل كان دائما مخلصا لربه ولعمله ولمن عرفوه، فاخلاقه كانت من الاسلام في كل موقف، وانسان في كل مكان عمل به، كما انه كان مرشداً وناصحاً في جميع المحطات التي يقف عندها الانسان في المحن، فابو مناور هو الاب الروحي لـ«جلوبل» بحكمته التي ادار بها الشركة في بداية عملها حتى قرر التنحي لأسبابه الخاصة.
لا يختلف اثنان على محبته
وبدوره، بين عضو مجلس مفوضي هيئة الأسواق السابق رئيس مجلس إدارة البنك الصناعي السابق صالح اليوسف، انه عرف أبا مناور مربيا وزميلا وقائدا، ولا يتردد في القول انه تعلم منه الكثير، فهو شخص باختصار لا يختلف اثنان في محبة الناس له، عطوف خلوق متسامح، وهذه الصفات لم تتغير منذ أن كان امينا عاما للجامعة في بداية التأسيس، حتى التحق بالعمل معه في البنك الصناعي في العام 1984.
وذكر اليوسف أنه لم يجد موظفا واحدا لديه شيء في صدره لابي مناور، الا المحبة والتقدير لهذا الرجل وتواضعه المتناهي، لافتا إلى أن «أبو مناور مات في يوم جمعة وفي العشر الاواخر من رمضان ما يعد مؤشرات على رضا رب العالمين عنه».
ساهم في تكييف المدارس ومحاربة الدروس الخصوصية
«المعلمين»: من أوائل معلمي الكويت
في التخصصات النادرة
نعت جمعية المعلمين الكويتية فقيدها وفقيد التربية والكويت المربي القدير المرحوم أنور عبدالله النوري الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرة تربوية أكاديمية وطنية حافلة ساهم من خلالها في تعزيز ركائز التربية والتعليم العام والخاص منذ أن بدأ مشواره المهني عام 1964/1962 كمعلم لمادة العلوم في ثانوية الشويخ ليعتبر من أوائل المعلمين الكويتيين الذين امتهنوا رسالة التعليم في تخصص علمي نادر في ذلك الوقت وعلى مستوى التدريس في المرحلة الثانوية.
وذكرت الجمعية في بيان أمس أن «للفقيد الكثير من الإنجازات التربوية من أبرزها تحقيق رغبة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد في تكييف المدارس وفي فترة قياسية، إلى جانب استكماله لمشوار التوسع في إنشاء المناطق التعليمية عقب تأسيس منطقتي العاصمة والفروانية التعليميتين، وفي سعيه الدائم للتأكيد على أهمية تأمين الاستقرار التربوي وتهيئة الأجواء التعليمية المناسبة وتطوير المناهج والارتقاء بالخدمات التربوية».
وبينت أن «علاقتها مع الفقيد امتدت لسنوات طويلة كعضو فيها فيما شهدت هذه العلاقة مراحل ومحطات عديدة عندما كان وزيرا للتربية حرص من خلالها على تعزيز مجالات التعاون والتشاور والتنسيق خاصة في مجال محاربة الدروس الخصوصية وصدور قرار وزاري يمنع منعا باتا السماح للمعاهد التجارية بالتدريس للتأكيد على دور جمعية المعلمين في محاربة الدروس الخصوصية وحفاظا على مكانة المعلمين والنأي برسالة التعليم من أن تكون سلعة تجارية».
النوري في سطور
- من مواليد 17 أغسطس 1940 - فريج العاقول
- حصل على بكالوريوس علوم جامعة «ويلز» بريطانيا 1962
- بدأ حياته التعليمية في المدرسة الشرقية الجديدة، واستكمل تعليمه في ثانوية المباركية.
- ترأس مجلس إدارة شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) منذ نشأتها في العام 1998
- 1966 ملحق ثقافي في سفارة الكويت بالمملكة المتحدة
- 1966 - 1978: أمين عام جامعة الكويت
- 1978 - 1986: رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في بنك الكويت الصناعي
- 1986 -1990: وزير التربية
- 1989-1988: وزير التربية والتعليم العالي
- 1993-1996: عضو المجلس الأعلى للتخطيط.
- 1996-1997: وزير الصحة.
- عضو مجلس الإدارة - الشركة الكويتية للمباني الجاهزة والتعمير.
- تولى رئاسة مجلس الأمناء في معهد الكويت للاختصاصات الطبية.
- تولى رئاسة مجلس الأمناء في المركز العربي للوثائق والمطبوعات الصحية.
- شغل عضوية منصب المجلس الأعلى في الهيئة العامة للبيئة.
- شغل عضوية مجلس الخدمة المدنية.
- نائب رئيس المؤسسة الكويتية الأميركية. عضو لجنة سوق الكويت للأوراق المالية.
- عضو المجلس الأعلى للتعليم.
- عضو مؤسس في الجمعية الكويتية لتدم الطفولة العربية.
- عضو مؤسس في جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
- عضو ومؤسس في جمعية الخريجين.
- عضو مؤسس في جمعية السلام.
- عضو في منتدى الفكر العربي.