بروفايل / صدى «آخ يا بلدنا» ما زال حاضراً بعد 38 عاماً على رحيله
شوشو... ناقد السياسيين وصديق الأطفال
| إعداد رشا فكري |
حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان **مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان الراحل حسن علاء الدين (شوشو) :
صرخ «آخ يا بلدنا»... ورحل. لعل قلبه - اذا استثنينا المرض - لم يحتمل ما يحدث في بلده، فأسلم روحه لبارئها تاركاً وراءه ارثاً رغم سنوات عمره وعمله القصيرة. 38 سنة مرت على رحيل الفنان اللبناني حسن علاء الدين، الشهير بـ«شوشو»، ومازال اسمه يرنّ في كل مرة يتم فيها تناول المسرح اللبناني... وكأنه ما زال حاضراً أمامنا بروحه، وليس بطيفه وأعماله فقط.
ولد حسن علاء الدين (شوشو)، في بيروت العام 1939، علماً أنه من بلدة جون، وتوفي في بدايات الحرب الأهلية في الثاني من شهر نوفمبر 1975. كان يحمل أفكاراً مباشرة وغير تجريدية أو سريالية، وأحلاماً في الواقع والحاضر، وما وراء الواقع تعبير عن طاقات حيوية بعد 10 سنوات على تأسيس مسرحِه في 11 نوفمبر 1965.
بدأ حسن علاء الدين مسيرته المسرحية في فرقة شباب هواة، ووجد طريقه الى الاذاعة والتلفزيون حين تعرّف الى الفنان محمد شامل في العام 1965، وتزوّج من ابنته، وحلّ محلّ الراحل عبدالرحمن مرعي رفيق محمد شامل.
تميّز شوشو بصوته التهكمي الطفولي وبشاربيه الطويلين وجسده النحيل، على رأسه قبعة أو طربوش، ويلبس ثياباً غير متناسقة للتعبير عن الاختلاف عن عصره ويتحرك بحركات غير معتادة.
المسرح الوطني
في العام 1965، أنشأ شوشو مع نزار ميقاتي المسرح الوطني، ونهض به وكان نجمه الدائم. في المرحلة الأولى (1965 - 1970)، كان نزار ميقاتي شريكه الرئيسي (كمخرج ومؤلف) وفي المرحلة الثانية (1970 - 1975) كانت مرحلة الانطلاقة الذروة في تكوين فرقة وتكوين جمهور مسرحي، وتأسيس لنظام مسرحي يومي بلون شخصية فنية كبيرة. لمع شوشو في اقتباسات نصوص موليير في «البخيل» و«مريض الوهم» وفي الاختبارات العديدة لأعمال لابيش، وفي مسرحية توباز لمارسال بانيول.
أما روجيه عساف، فأخرج المسرحية الشهيرة «آخ يا بلدنا» عن أوبرا القروش الأربعة لبرشت المأخوذة بدورها عن أوبرا الشحاذين لجون غابي، و«خيمة كراكوز» من تأليف فارس يواكيم، فيما أعد محمد شامل مسرحية لشوشو بعنوان مسرحية «وراء البارفان» وأخرجها محمد كريم. وآخر فصول حياته المهنية كان في مسرحية «الدنيا دولاب» في العام 1975، شاركته البطولة فيها الفنانة المصرية نيللي والممثل المصري حسن مصطفى.
و قد ضمّت فرقة شوشو العديد من الممثّلين الّذين ما زال ذكرهم في الوجدان اللبناني. وقد عمل شوشو مع ماجد أفيوني وابراهيم مرعشلي وأماليا أبي صالح وآماليا العريس وشفيق حسن ومرسيل مارينا وفريال كريم والكثير غيرهم. أيضاً، نال اعجاب الكثيرين من الجمهور المصري عن دوره في فيلم «فندق السعادة» مع الفنانين أحمد رمزي وعبدالمنعم ابراهيم وشمس البارودي وابراهيم مرعشلي.
رغم وفاته شاباً، تمكّن شوشو من انجاز 28 عملاً مسرحياً، تميّزت بحسها الكوميدي العالي، وبارساء نمط مسرح شعبي متاح لكلّ الناس، اضافةً الى النقد السياسي. وعلى أثر ذلك النقد، استدعي للتحقيق أكثر من مرّة. وكان شوشو أول من وجه النقد الساخر الى رجال السياسة في لبنان، الذين حرصوا على مشاهدة معظم أعماله. وكان من بين الجمهور الوفي لمسرحه الرؤساء كميل شمعون، وصائب سلام، وسليمان فرنجية، وكمال جنبلاط، اضافةً الى فنانين كثر من معاصريه، وفي مقدّمهم أم كلثوم... التي كانت لا تضحك الا نادراً، لكن يحكي معاصرو شوشو، أن صدى قهقهتها كان يتردّد في المسرح، كلّما شاهدت عرضاً لشوشو. فنانون كثر كانوا من جمهور «المسرح الوطني»، وأشهرهم عبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، وعبدالوهاب، وناديا لطفي، وفريد شوقي، وعميد المسرح العربي يوسف وهبي. وقد شاركت رائدة الرقص الشرقي بديعة مصابني في مسرحيّته «كافيار وعدس» بين عامي 1969 و1970. وكانت مصابني حينها في السبعين.
شوشو في التلفزيون
في الستينات، بدأ التعاون بين حسن علاء الدين (شوشو) ومحمد شامل، ببرنامج تلفزيوني مخصّص للأطفال تولى كتابته شامل وأعطى دور البطولة فيه لحسن بعدما أطلق عليه لقب شوشو، وغنّى أولى أغنياته «حبّ اللولو سنيناتي... بنضفهن بديّاتي... لونن أبيض متل التلج... شوفوهن يا رفقاتي».
مع الأطفال
نجح شوشو في التلفزيون، وكانت له كاريزما خاصة جعلته صديقاً لجميع الأطفال، فقد قدّم لهم عدداً كبيراً من الأغاني. اختاره محمد شامل مرّة ثانية لبطولة برنامج «يا مدير»، واستمر النجاح وكتبت معظم الصحف في ذلك الوقت أنّه الممثل الوحيد الذي كانت لديه القدرة على أن يجمع كل أفراد العائلة في لبنان ليلتفوا حول الشاشة الصغيرة مساء كل سبت لمشاهدة «الممثل اللي قدر يفوت على كل البيوت» بعبارة «كيفك يا شخص؟».
كان الفنان حسن علاء الدين يكثف عطاءه ويضاعف طاقته، وكأنه يتوقع موته المبكر، شأنه شأن العظماء من أمثاله. لم يكن عمله في السينما بمستوى عمله في المسرح، غير أن المسلسل التلفزيوني «المشوار الطويل» كان أحد روائعه الذي أثبت فيه شخصيته الدرامية الى جانب قدرته الكوميدية، وأبرز فيه قدرات شارل بوييه الذي لعب الدور نفسه في فيلم «فاني» الذي عرض في الفترة نفسها، كان مسرح «شوشو» مدرسة لاكتشاف المواهب وتدريبها... فعلى خشبته وفي عرينه، نشأ أبرز العمالقة الراحلين ابراهيم مرعشلي وزياد مكوك وفريال كريم وماجد أفيوني... ومثله كانت أعمارهم قصيرة. حاز شوشو في وقت مبكر على أوسمة عدة، منها وسام الاستحقاق اللبناني في العام 1968، وفي 1971 جائزة سعيد عقل. أما في العام 1973، فنال شهادة شرف من منظمة اليونيسيف، ونال تقريظاً عالياً من كل من ميخائيل نعيمة وجورج شحادة.
وفاته
كانت وفاة شوشو ايذاناً بموت الزمن الجميل... فالضحكة المجلجلة التي توقفت، كانت الناقوس الذي أعلن وفاة المدينة... كان بالضحك يمنع قدر السقوط، وعندما غاب، انطفأت شعلة «المسرح الوطني»، وأظلمت ساحة البرج، وتوقف قلب بيروت عن الخفقان، غاب الذي كان يجمع، بفنه وبعطائه من روحه، أشتات الوطن، فتفرقوا وتبعثروا، وتاهوا في صحراء الضغينة والأحقاد.
رفيقة عمره
نُقل عن رفيقة عمره الحاجة «أم خضر» - التي أنجبت له أولاده الثلاثة خضر (الذي يعمل في المسرح)، محمد شامل ونوّار (ابنته آخر العنقود التي غنّى لها تهويدته الشهيرة «نانا الحلوة») - «أنه في أيام مرضه الأخيرة طلب مندوب من السفارة الليبية عيادته، فرحّب على مضض، وكان لا يحبّ رجال السياسة ولا التعاطي معهم، جاء المندوب وهو يحمل شنطة فتحها، وقال مخاطباً شوشو لا نريد منك شيئا سوى أن تذكر الأخ العقيد بالخير في عروضك، فما كان من شوشو الا أن تجهّم وجهه، واستجمع قواه الواهية، وأمسك بتلابيب المندوب وهو يصرخ بلهجته البيروتية التي لم تفارقه (طلاع برّه شوشو ما للبيع) وحاول المندوب أن يهدّئه، لكنه لم يهدأ حتى غادر الرجل الغرفة، فقلت له كان هذا المبلغ ساعدنا في ايفاء الديون لو أخذته، فأجابني، لو أخذته لما كنت شوشو منذ أول يوم بدأت فيه».
وفي قصة ثانية تحدثت أن عاصي الرحباني قد دعا شوشو لحضور احدى مسرحياته في قصر «البيكادللي»، وكان نجاح مسرح شوشو قد أثّر بدرجة كبيرة على مسرح «الرحابنة» رغم وجود فيروز ووهجها، فما كان على شوشو الا أن يلبي الدعوة، في يوم عطلة مسرحه يوم الاثنين، واصطحبني معه (تقول الحاجة أم خضر)، وما ان هممنا بالدخول الى الصالة حتى أُطفئت الأنوار، فأخذنا نتلمس طريقنا الى الصف الأمامي وأحدهم أمامنا ليرشدنا على الطريق، بالرغم من ذلك فقد لمح بعض الحضور شوشو وأخذوا يصرخون (هذا شوشو، هذا شوشو) وعلا الصراخ والهتاف لشوشو، رغم أن عاصي رحمه الله، قد أمر باطفاء الأنوار لحظة دخولنا، واستمر الهتاف لبضع دقائق، جاء بعدها عاصي مرحّباً وممازحاً (شو عملت ياشوشو، يا ليتني ما عزمتك)، ذلك هو شوشو حسن علاء الدين فنان الشعب ابن بيروت وحامل رايتها، في الفن والتعبير عن هموم الناس وموحد آمالهم والمتوجع لآلامهم.
أعماله
في المسرح: «شوشو بك في صوفر»، «مريض الوهم»، «شوشو عريس»، «الدكتور شوشو»، «شوشو»، «شوشو والقطة»، «حيط الجيران»، «شوشو والعصافير»، «الحق ع الطليان»، «صبر تحت الصفر»، «البخيل»، «محطة اللطافة»، «اللعب على الحبلين»، «كفيار وعدس»، «فرقت نمرة»، «جوه وبره»، «فوق وتحت»، «وراء البرفان»، «وصلت للتسعة وتسعين»، «حبل الكذب طويل»، «طربوش بالقاووش»، «آخ يا بلدنا»، «خيمة كركوز» و«الدنيا دولاب».
في السينما: «شوشو والمليون»، «يا سلام ع الحب»، «مغامرات السعادة»، «سلام بعد الموت»، «زمان يا حب»، «سيدتي الجميلة» و«فندق السعادة».
وفي التلفزيون: «حلقات فكاهية»، «المشوار الطويل»، «يا مدير» و«شارع العز». أما في الاذاعة: «اسكتشات فكاهية»، «شوشو بوند» و«خلي بالك من شوشو».
حفل الزمان الجميل بإبداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان **مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات الفنان الراحل حسن علاء الدين (شوشو) :
صرخ «آخ يا بلدنا»... ورحل. لعل قلبه - اذا استثنينا المرض - لم يحتمل ما يحدث في بلده، فأسلم روحه لبارئها تاركاً وراءه ارثاً رغم سنوات عمره وعمله القصيرة. 38 سنة مرت على رحيل الفنان اللبناني حسن علاء الدين، الشهير بـ«شوشو»، ومازال اسمه يرنّ في كل مرة يتم فيها تناول المسرح اللبناني... وكأنه ما زال حاضراً أمامنا بروحه، وليس بطيفه وأعماله فقط.
ولد حسن علاء الدين (شوشو)، في بيروت العام 1939، علماً أنه من بلدة جون، وتوفي في بدايات الحرب الأهلية في الثاني من شهر نوفمبر 1975. كان يحمل أفكاراً مباشرة وغير تجريدية أو سريالية، وأحلاماً في الواقع والحاضر، وما وراء الواقع تعبير عن طاقات حيوية بعد 10 سنوات على تأسيس مسرحِه في 11 نوفمبر 1965.
بدأ حسن علاء الدين مسيرته المسرحية في فرقة شباب هواة، ووجد طريقه الى الاذاعة والتلفزيون حين تعرّف الى الفنان محمد شامل في العام 1965، وتزوّج من ابنته، وحلّ محلّ الراحل عبدالرحمن مرعي رفيق محمد شامل.
تميّز شوشو بصوته التهكمي الطفولي وبشاربيه الطويلين وجسده النحيل، على رأسه قبعة أو طربوش، ويلبس ثياباً غير متناسقة للتعبير عن الاختلاف عن عصره ويتحرك بحركات غير معتادة.
المسرح الوطني
في العام 1965، أنشأ شوشو مع نزار ميقاتي المسرح الوطني، ونهض به وكان نجمه الدائم. في المرحلة الأولى (1965 - 1970)، كان نزار ميقاتي شريكه الرئيسي (كمخرج ومؤلف) وفي المرحلة الثانية (1970 - 1975) كانت مرحلة الانطلاقة الذروة في تكوين فرقة وتكوين جمهور مسرحي، وتأسيس لنظام مسرحي يومي بلون شخصية فنية كبيرة. لمع شوشو في اقتباسات نصوص موليير في «البخيل» و«مريض الوهم» وفي الاختبارات العديدة لأعمال لابيش، وفي مسرحية توباز لمارسال بانيول.
أما روجيه عساف، فأخرج المسرحية الشهيرة «آخ يا بلدنا» عن أوبرا القروش الأربعة لبرشت المأخوذة بدورها عن أوبرا الشحاذين لجون غابي، و«خيمة كراكوز» من تأليف فارس يواكيم، فيما أعد محمد شامل مسرحية لشوشو بعنوان مسرحية «وراء البارفان» وأخرجها محمد كريم. وآخر فصول حياته المهنية كان في مسرحية «الدنيا دولاب» في العام 1975، شاركته البطولة فيها الفنانة المصرية نيللي والممثل المصري حسن مصطفى.
و قد ضمّت فرقة شوشو العديد من الممثّلين الّذين ما زال ذكرهم في الوجدان اللبناني. وقد عمل شوشو مع ماجد أفيوني وابراهيم مرعشلي وأماليا أبي صالح وآماليا العريس وشفيق حسن ومرسيل مارينا وفريال كريم والكثير غيرهم. أيضاً، نال اعجاب الكثيرين من الجمهور المصري عن دوره في فيلم «فندق السعادة» مع الفنانين أحمد رمزي وعبدالمنعم ابراهيم وشمس البارودي وابراهيم مرعشلي.
رغم وفاته شاباً، تمكّن شوشو من انجاز 28 عملاً مسرحياً، تميّزت بحسها الكوميدي العالي، وبارساء نمط مسرح شعبي متاح لكلّ الناس، اضافةً الى النقد السياسي. وعلى أثر ذلك النقد، استدعي للتحقيق أكثر من مرّة. وكان شوشو أول من وجه النقد الساخر الى رجال السياسة في لبنان، الذين حرصوا على مشاهدة معظم أعماله. وكان من بين الجمهور الوفي لمسرحه الرؤساء كميل شمعون، وصائب سلام، وسليمان فرنجية، وكمال جنبلاط، اضافةً الى فنانين كثر من معاصريه، وفي مقدّمهم أم كلثوم... التي كانت لا تضحك الا نادراً، لكن يحكي معاصرو شوشو، أن صدى قهقهتها كان يتردّد في المسرح، كلّما شاهدت عرضاً لشوشو. فنانون كثر كانوا من جمهور «المسرح الوطني»، وأشهرهم عبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، وعبدالوهاب، وناديا لطفي، وفريد شوقي، وعميد المسرح العربي يوسف وهبي. وقد شاركت رائدة الرقص الشرقي بديعة مصابني في مسرحيّته «كافيار وعدس» بين عامي 1969 و1970. وكانت مصابني حينها في السبعين.
شوشو في التلفزيون
في الستينات، بدأ التعاون بين حسن علاء الدين (شوشو) ومحمد شامل، ببرنامج تلفزيوني مخصّص للأطفال تولى كتابته شامل وأعطى دور البطولة فيه لحسن بعدما أطلق عليه لقب شوشو، وغنّى أولى أغنياته «حبّ اللولو سنيناتي... بنضفهن بديّاتي... لونن أبيض متل التلج... شوفوهن يا رفقاتي».
مع الأطفال
نجح شوشو في التلفزيون، وكانت له كاريزما خاصة جعلته صديقاً لجميع الأطفال، فقد قدّم لهم عدداً كبيراً من الأغاني. اختاره محمد شامل مرّة ثانية لبطولة برنامج «يا مدير»، واستمر النجاح وكتبت معظم الصحف في ذلك الوقت أنّه الممثل الوحيد الذي كانت لديه القدرة على أن يجمع كل أفراد العائلة في لبنان ليلتفوا حول الشاشة الصغيرة مساء كل سبت لمشاهدة «الممثل اللي قدر يفوت على كل البيوت» بعبارة «كيفك يا شخص؟».
كان الفنان حسن علاء الدين يكثف عطاءه ويضاعف طاقته، وكأنه يتوقع موته المبكر، شأنه شأن العظماء من أمثاله. لم يكن عمله في السينما بمستوى عمله في المسرح، غير أن المسلسل التلفزيوني «المشوار الطويل» كان أحد روائعه الذي أثبت فيه شخصيته الدرامية الى جانب قدرته الكوميدية، وأبرز فيه قدرات شارل بوييه الذي لعب الدور نفسه في فيلم «فاني» الذي عرض في الفترة نفسها، كان مسرح «شوشو» مدرسة لاكتشاف المواهب وتدريبها... فعلى خشبته وفي عرينه، نشأ أبرز العمالقة الراحلين ابراهيم مرعشلي وزياد مكوك وفريال كريم وماجد أفيوني... ومثله كانت أعمارهم قصيرة. حاز شوشو في وقت مبكر على أوسمة عدة، منها وسام الاستحقاق اللبناني في العام 1968، وفي 1971 جائزة سعيد عقل. أما في العام 1973، فنال شهادة شرف من منظمة اليونيسيف، ونال تقريظاً عالياً من كل من ميخائيل نعيمة وجورج شحادة.
وفاته
كانت وفاة شوشو ايذاناً بموت الزمن الجميل... فالضحكة المجلجلة التي توقفت، كانت الناقوس الذي أعلن وفاة المدينة... كان بالضحك يمنع قدر السقوط، وعندما غاب، انطفأت شعلة «المسرح الوطني»، وأظلمت ساحة البرج، وتوقف قلب بيروت عن الخفقان، غاب الذي كان يجمع، بفنه وبعطائه من روحه، أشتات الوطن، فتفرقوا وتبعثروا، وتاهوا في صحراء الضغينة والأحقاد.
رفيقة عمره
نُقل عن رفيقة عمره الحاجة «أم خضر» - التي أنجبت له أولاده الثلاثة خضر (الذي يعمل في المسرح)، محمد شامل ونوّار (ابنته آخر العنقود التي غنّى لها تهويدته الشهيرة «نانا الحلوة») - «أنه في أيام مرضه الأخيرة طلب مندوب من السفارة الليبية عيادته، فرحّب على مضض، وكان لا يحبّ رجال السياسة ولا التعاطي معهم، جاء المندوب وهو يحمل شنطة فتحها، وقال مخاطباً شوشو لا نريد منك شيئا سوى أن تذكر الأخ العقيد بالخير في عروضك، فما كان من شوشو الا أن تجهّم وجهه، واستجمع قواه الواهية، وأمسك بتلابيب المندوب وهو يصرخ بلهجته البيروتية التي لم تفارقه (طلاع برّه شوشو ما للبيع) وحاول المندوب أن يهدّئه، لكنه لم يهدأ حتى غادر الرجل الغرفة، فقلت له كان هذا المبلغ ساعدنا في ايفاء الديون لو أخذته، فأجابني، لو أخذته لما كنت شوشو منذ أول يوم بدأت فيه».
وفي قصة ثانية تحدثت أن عاصي الرحباني قد دعا شوشو لحضور احدى مسرحياته في قصر «البيكادللي»، وكان نجاح مسرح شوشو قد أثّر بدرجة كبيرة على مسرح «الرحابنة» رغم وجود فيروز ووهجها، فما كان على شوشو الا أن يلبي الدعوة، في يوم عطلة مسرحه يوم الاثنين، واصطحبني معه (تقول الحاجة أم خضر)، وما ان هممنا بالدخول الى الصالة حتى أُطفئت الأنوار، فأخذنا نتلمس طريقنا الى الصف الأمامي وأحدهم أمامنا ليرشدنا على الطريق، بالرغم من ذلك فقد لمح بعض الحضور شوشو وأخذوا يصرخون (هذا شوشو، هذا شوشو) وعلا الصراخ والهتاف لشوشو، رغم أن عاصي رحمه الله، قد أمر باطفاء الأنوار لحظة دخولنا، واستمر الهتاف لبضع دقائق، جاء بعدها عاصي مرحّباً وممازحاً (شو عملت ياشوشو، يا ليتني ما عزمتك)، ذلك هو شوشو حسن علاء الدين فنان الشعب ابن بيروت وحامل رايتها، في الفن والتعبير عن هموم الناس وموحد آمالهم والمتوجع لآلامهم.
أعماله
في المسرح: «شوشو بك في صوفر»، «مريض الوهم»، «شوشو عريس»، «الدكتور شوشو»، «شوشو»، «شوشو والقطة»، «حيط الجيران»، «شوشو والعصافير»، «الحق ع الطليان»، «صبر تحت الصفر»، «البخيل»، «محطة اللطافة»، «اللعب على الحبلين»، «كفيار وعدس»، «فرقت نمرة»، «جوه وبره»، «فوق وتحت»، «وراء البرفان»، «وصلت للتسعة وتسعين»، «حبل الكذب طويل»، «طربوش بالقاووش»، «آخ يا بلدنا»، «خيمة كركوز» و«الدنيا دولاب».
في السينما: «شوشو والمليون»، «يا سلام ع الحب»، «مغامرات السعادة»، «سلام بعد الموت»، «زمان يا حب»، «سيدتي الجميلة» و«فندق السعادة».
وفي التلفزيون: «حلقات فكاهية»، «المشوار الطويل»، «يا مدير» و«شارع العز». أما في الاذاعة: «اسكتشات فكاهية»، «شوشو بوند» و«خلي بالك من شوشو».