جعفر رجب
المواطن الكويتي وفقا لآخر دراستي يعتبر «أهبل» أو يحب «الاستهبال»... متماشيا مع طبيعة الشعوب الشقيقة والصديقة...
***
المواطن- مثلا - يعرف بان منطقة صباح الاحمد، والتي ستوزع فيها الاراضي السكنية هي مكب نفايات وملوثة، ومع هذا مستعد أن يسكن فيها حتى لو اصيب بألف مرض ومرض بسبب تلوث الموقع، لماذا؟ لانه يستهبل «ويسوي روحه ما يعرف»!
***
يعرف ان المستشفيات الحكومية - والخاصة أيضا حتى لا تزعل الحكومة - تسبب الشقاء لا الشفاء، ومع ذلك بمجرد شعوره بالتعب يتجه الى أقرب مركز صحي، لانه أهبل، ويحب تعذيب ذاته!
***
يعرف ان البورصة فخ الحفاي ومن يحلمون بالثروة، وسيصيبه حظ المبتدئين ويكسب دينارين في اول جولة، ويعرف انه سيخسر امواله وبيته وسيارته ودشاديشه... ومع ذلك يدخلها بكامل ارادته وقواه العقلية المستهبلة!
***
يعرف بأنه لا توجد أزمات حقيقية، بل اننا نحب خلق الأزمات، فنخترع أزمة للكهرباء، وأزمة للماء، وأزمة لمسجد البهرة... فنحن نخترع الأزمات ونطورها وننميها رغم علمنا بأنها وهمية... هكذا نحن، نحب أن نستهبل!
***
كل عام في هذا الشهر، نبدأ بارسال المسجات... والصحف لا تقصر، والجماهير «المستهبلة» تشتري الصحف التي توزع المنح «والعيادي» على الناس ...
صحيفة توزع خمسمئة دينار على كل مواطن...
صحيفة تعطي ألفي دينار لكل رب اسرة...
صحيفة تعد بمفاجآت من الحكومة، وكأن الحكومة فاتحة سيرك!
والمواطن يصدق ويرسل المسجات ويهنئ بالمنحة التي لم يحصل عليها!
أحد الأصدقاء أكد ان بهذه المرة الموضوع جدي، ليس لأن لديه مصادر اخبارية، ولا يعرف ناس «عروقها بالماي»، بل لأنه قرأ تأييد «التيمع الدستوري» لموضوع اسقاط أو جدولة القروض...
قلت: وما علاقة تأييدهم بكون الموضوع جدياً؟
قال: من البداية وهم يرفضون، الآن فجأة أيدوا وبشدة، وهذا يعني انهم يريدون أن يركبوا القطار لأن الموضوع جدي!
فقلت: أولا، لا توجد قطارات في الكويت حتى يركبوها! ثانيا باستطاعة أعضائهم ركوب «الرولز» و«المايباخ» ولا داعي للقطار أو الباص! ثالثا عندما يغيرون آراءهم فأعلم انه من أجل الحصول على «منحة» خاصة لهم... أما «المستهبلين» أمثالك، فسيرضون «بالخمسينة» التي ستذهب الى جيوب التجار، قبل أن تدخل جيبك!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com