د. عبدالرحمن الجيران

تقبيح الوطنية؟
يقول دعاة الهدم والفوضى إن الوطن للغني وحده والمتنفذين أصحاب المحسوبيات، وإنه لا وطن للفقير ومحدود الدخل ومن ينشد العيش الكريم! وإن المقصود من هيبة القانون وقوة الوطن هو حماية الدولة التي يسيطر عليها الأغنياء؟ وأصحاب النفوذ وبارونات المصالح!والذي نُنْكره ولا يُنكره أعداء الوطنية والفوضى هو تقبيح الوطنية على إطلاقها وإقامة هذه العلاقة الإنسانية بين الإنسان ومسقط رأسه على أساس واحد وهو أساس (البيزات) (الفلوس) وتوزيع الهبات ومنها (الجنسية) على الأقارب!ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن الوطنية على هذا الأساس - سالف الذكر - تقترن بكثير من الشرور والأخطاء ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن الحياة نفسها ما خلت قط ولن تخلو أبداً من شرورها وأخطائها ولكن من اللغو أن نحكم من أجل هذا بإلغاء الحياة والوجود أو إلغاء الوطنية!وأن نعتقد ولو للحظة أن النظام الذي نستبدله بالوطنية سيأتي إلينا معصوماً من كل نقص مبرأً من كل عيب؟ وفي المثل القديم (الناس مشكاهم لله) حيث إن في نفوس الناس أشياء جمّة لا تحكمها الفلوس ومنها الغيرة الوطنية الصادقة التي تعلموا منها دروس التضحية والنخوة، وهانت عليهم أرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيلها (وانظروا في حرب الجهراء وما قبلها التي خاضتها الكويت بحكامها ورجالها) في الوقت الذي لم يكن هناك رواتب للموظفين إنما هي القيم، وهي الكويت بأميرها وشعبها الوفي الأبّي، وانظروا واقرأوا جيداً تضحيات شباب الكويت - رجال ونساء - خلال الغزو العراقي الغاشم، فليس تاريخ الكويت تاريخ بنك أو شركة تجارية حتى نرجع بأطوار الإنسانية إلى توزيع الأسهم والأرباح وتدبير وإدارة الحِصص، ولو كان المال وحده كافياً لخلق الأوطان وإقناع الناس بالتضحية لما كانت هناك حاجة اليوم مع وجود الوفرة المالية إلى الإيمان بالقيم والثوابت المجتمعية (والمواطنة الحقّة)، قال صلى الله عليه وسلم (إنكم لن تَسَعُوا الناس بأموالكم).كلا، ليس تاريخ الأوطان تاريخ حيازات زراعية وصناعية أو شاليهات ولا شركات مساهمة، وإنما نرجع إلى تاريخ الأوطان فنعلم يقيناً أنها تقوى وتزدهر بمقدار ما في النفوس من الشجاعة والإقدام والتضحية والصبر على الشدائد وشظف العيش والأيام العصيبة ومواجهة التحديات لحماية بلدهم من خلال الاستعانة بالله، ثم الإرادة الجازمة بالتسلح بالعلم والتعلم والحلم والتحلّم كما فعل - الرعيل الأول - وإنما تزول الأوطان وتضعف القوة وتذهب الهيبة كلما استسلمنا للجدل الدائر في مواقع التواصل الاجتماعي وللترف الفكري، وغلبت علينا الشهوات والماديات فذهبت الفضيلة وحلت مكانها الرذيلة.فلا جَرَمَ أن هذا فعل دعاة الفوضى والهدم في كل المجتمعات التي أصابها ما أصابها من أفعالهم حيث استداروا على الوطن لتدنيسه، والآن تفرغوا للإسلام والحنيفية السمحة، فزعموا أنه يتعارض مع الوطنية ونعتوه بالعنصرية وعدم قبول الآخر؟وختاماً، أقول إن سوء التغذية مشكلة عالمية ولجميع الطبقات ولم يقل أحد من أجل هذا إن الطعام باطل أصلاً وفصلاً وإنه يجب الكف مستقبلاً عن الأكل والشرب!ومن لغو الحديث أن نقول إن الضمير الإنساني عليه أن يكف عن الاعتقاد وعن التدّين لأن بعض العقائد ممزوجة بالخرافات والخزعبلات!وليست المسألة في طعام الجسد ولا في طعام الروح لأن هناك أطعمة فاسدة وشهوات جامحة لا نهاية لها... وإنما المسألة أن هناك معِدة تطلب غذاء الجسد وهناك ضميرٌ يطلب غذاء الروح، وهناك في ما بيننا من يريد أن يدمر الوطنية! بالتزوير والازدواجية غير المشروعة والترقيع.فهل نعي هذا؟

خيرالله خيرالله

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران
أبرز الخاسرين في سورية، إيران وروسيا. من الواضح أنّ «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها أحمد الشرع، ترفض أي وجود إيراني في سورية، لا مباشرة ولا غير مباشرة، عبر ميليشيات من نوع «حزب الله» اللبناني أو مجموعات أخرى عراقية أو أفغانيّة.تبدو «الجمهوريّة الإسلاميّة» الخاسر الأكبر في ضوء التغيير السوري الذي يمكن اعتباره حدثاً تاريخياً نظراً إلى أن سورية عادت إلى الأكثرية بعد 54 عاماً من الحكم ذي الطابع العائلي للأسد الأب والأسد الابن.الخاسر الآخر في سورية هو روسيا والرئيس فلاديمير بوتين، الذي سيترتب عليه إعادة النظر في حساباته بعدما اعتبر أن النظام السوري السابق كان ضمانة له. كان النظام العلوي ضمانة على صعيد بقاء ميناء طرطوس على المتوسط في تصرف البحرية الروسية، ومطار حميميم قرب اللاذقيّة في تصرّف سلاح الجوّ الروسي.على هامش الحدث السوري الذي سيغيّر حتماً التوازنات الإقليميّة تماماً كما غيّرها تسليم أميركا العراق على «صحن من فضة» إلى إيران قبل 21 عاماً، ترفض «الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران الاعتراف بحجم هزيمتها السورية الناتجة أصلاً عن جهل بسورية وشعبها. في المقابل، يحاول بوتين تجميل الهزيمة الروسيّة في سورية والتظاهر بأن روسيا لم تتأثر بالحدث. يحاول بوتين ذلك عن طريق تأكيد أن بلده «حقق أهدافه» من خلال الدخول طرفاً في الحرب التي شنها النظام، الذي كان على رأسه بشّار الأسد، على شعبه منذ العام 2011.يؤكّد رفض إيران الاعتراف بهزيمتها قول «المرشد الأعلى» علي خامنئي أخيرا: «أنتم أيها الصهاينة لستم منتصرين، بل هُزمتم في سورية حيث لم يكن جندي واحد يواجههكم بالبندقيّة. تمكنتم من التقدّم بضعة كيلومترات. هذا ليس نصراً. بالطبع إن الشباب السوريين الغيارى والشجعان سيطردونكم من هناك من دون شكّ».تتجاهل إيران السيطرة شبه الكاملة على سورية، بما في ذلك المدن الكبرى، لـ«هيئة تحرير الشام» وتعتبر ذلك بمثابة «تقدّم لبضعة كيلومترات».من الواضح، أن إيران غير مستعدة، إلى إشعار آخر، للتعاطي مع الواقع. يبدو ذلك طبيعياً بعدما راهنت منذ العام 1979، تاريخ قيام «الجمهوريّة الإسلاميّة» على أنّ آل الأسد باقون إلى الأبد...يعطي الكلام الصادر في إيران فكرة عن الأزمة العميقة التي تمرّ فيها «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ضوء سقوط النظام في سورية. إنّه نظام لم تتردّد طهران يوماً، منذ قيام النظام الحالي، في الرهان عليه من أجل اختراق المنطقة العربيّة والوصول إلى البحر المتوسط وجنوب لبنان.ليس سرّاً أن الدفعة الأولى من رجال «الحرس الثوري» الإيراني عبرت إلى لبنان من سورية بتسهيلات قدّمها حافظ الأسد. كان ذلك صيف العام 1982 بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.دخلت، وقتذاك، عناصر من «الحرس الثوري» الأراضي اللبنانيّة من سورية وتمركزت، أول ما تمركزت، في ثكنة الشيخ عبدالله، التابعة للجيش اللبناني في بعلبك.تمرّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» في أزمة عميقة تجعل القيادة الإيرانية ترفض التساؤل ما الذي حلّ بالاستثمار الإيراني في سورية ومليارات الدولارات التي صرفت. صرفت المليارات، التي ذهبت من درب الشعب الإيراني، من أجل بقاء بشّار في دمشق. كذلك، كي تبقى الأراضي السوريّة جسراً لتمرير الأسلحة إلى «حزب الله» في لبنان وتهريب أسلحة إلى الأردن ومخدرات عبر الأردن إلى دول الخليج العربي.حصدت إيران ما زرعته. يمكن فهم استثمارها السوري من زاوية وحيدة. تتمثل هذه الزاوية هي المشروع التوسعي الإيراني الذي يعني، أول ما يعني، تصدير مشاكل إيران إلى خارج حدودها دفاعا عن النظام القائم تحت شعار «تصدير الثورة».لدى «الجمهوريّة الإسلامية» تفسير كامل متكامل لسياستها السوريّة ولرفضها أن تكون سورية تحت حكم الأكثريّة.ما ليس مفهوماً بالكامل الانحياز الروسي الكامل للنظام السوري في حربه على شعبه. مثل هذا الانحياز ظهر بوضوح عندما تدخل سلاح الجو الروسي، ابتداء من نهاية سبتمبر 2015 للحؤول دون سقوط النظام السوري. حصل ذلك بناء على طلب إيراني نقله إلى موسكو الراحل قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» وقتذاك.كانت المعارضة السورية في طريقها إلى السيطرة على الساحل السوري، لكنّ سلاح الجو الروسي الذي تمركز في قاعدة حميميم حال دون ذلك.كتبت روسيا حياة جديدة للنظام السوري. أرادت أساساً المحافظة على قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجويّة ومنع إقامة «خط أنابيب الغاز» عبر الأراضي السورية وصولاً إلى الساحل التركي.أرادت عملياً تكريس حلم قديم منذ أيّام القياصرة هو حلم الوجود الروسي في المياه الدافئة. تبدو روسيا اليوم في حاجة إلى وجودها في سورية أكثر من أي وقت. يعود ذلك إلى أن الوجود العسكري في سورية مهمّ جداً للمحافظة على نفوذ موسكو في المنطقة ولتوقف طائرات الشحن التي تنقل ذخائر ومعدات وعناصر بشريّة إلى القواعد الروسية في أفريقيا.ترفض إيران وقيادتها الاعتراف بالهزيمة في سورية، كذلك الأمر بالنسبة إلى بوتين. الفارق الوحيد أنّ الرئيس الروسي يمكن أن يجد تعويضاً ما في حاجة ماسة إليه تقدمه له إدارة دونالد ترامب في أوكرانيا. أما القيادة الإيرانية، فسيكون عليها البحث عما ينسيها فقدان سورية التي كانت «ساحة»، على غرار ما كان عليه لبنان في أيام سيطرة «حزب الله» عليه. من يعوّض إيران عن فقدانها سورية؟من الواضح أنّ أميركا وترامب يريدان تعويض روسيا بشبه انتصار في أوكرانيا. لكن ليس هناك من يريد تقديم أي تعويض أو جائزة ترضية إلى إيران التي يبدو عليها قريباً دفع كامل الفاتورة عن مغامرتها السوريّة التي سمحت بانتصار تركي تتحدد معالمه أكثر يوماً بعد يوم...

مبارك الهزاع

الأطباق الطائرة... كذبة هوليوودية بلمسة مارفلية!
كم مرة رأينا تلك المشاهد الهوليوودية التي تُجسّد الأبطال الخارقين وهم ينقذون البشرية من كوارث على وشك الحدوث؟ مشاهد أسطورية يصنعها مخرج عبقري، تتسلل إلى قلوبنا وعقولنا وكأنها الحقيقة المطلقة. دعوني اليوم أسرد لكم واحدة من «أكبر كذبات العصر الحديث»؛ ألا وهي الأطباق الطائرة!قبل أن تُصدم عزيزي القارئ وتضع فنجان القهوة جانباً، دعني أخبرك أن هذه الأطباق الطائرة ليست كما يصورها الإعلام الغربي؛ فهي ليست مركبات لمخلوقات خضراء ذات عيون لوزية جاءت من «نبتون» أو «المريخ»! كلا، إنها صنيعة البشر أنفسهم.«الأطباق الطائرة»... بين الخيال العلمي والحقيقة في خمسينيات القرن الماضي، بدأت الولايات المتحدة بنشر إشاعات عن ظهور أجسام طائرة في السماء، وتحوّلت القصة إلى مادة دسمة للأفلام والمسلسلات. لكن هل فكرت يوماً لماذا ظهرت هذه القصص فجأة؟ الجواب بسيط: لتبرير الميزانيات الضخمة للبرامج العسكرية والأبحاث السرية.الأطباق الطائرة موجودة، نعم. لكنها ليست إلا جزءاً من مشاريع عسكرية فائقة السرية. تقنيات متقدمة طورها البشر، وتحديداً أميركا، لتبقى متفوقة عسكرياً على بقية دول العالم.هوليوود... البطل الخفي في القصةمثلما صنعت هوليوود شخصية «كابتن أميركا» ليكون رمزاً للقوة والحماية، تحاول أميركا اليوم لعب الدور نفسه على المسرح الدولي. ولكن بدلاً من درع «كابتن أميركا»، تقدم لنا «الأطباق الطائرة» كذريعة لحماية الأرض!أميركا تريد أن تقول للعالم «نحن الأبطال، نحن حماة هذا الكوكب، وبدوننا ستسقطون في قبضة المخلوقات الفضائية!» والنتيجة؟ دول العالم تدفع المليارات لواشنطن تحت ذريعة «حماية الأرض»، بينما تُستخدم هذه الأموال لتمويل مشاريع عسكرية تُبقي أميركا في المقدمة.سيناريو مارفلي بامتيازتخيل معي المشهد: يظهر مسؤول أميركي في مؤتمر صحافي عالمي، وبوجه مليء بالجدية يقول «لقد رصدنا تهديداً فضائياً يهدد البشرية!» تبدأ الدول الكبرى بالصراخ، والدول الصغيرة بالارتجاف، والدول الغنية بإعداد دفاتر الشيكات! إنها رواية مارفلية بامتياز، لكنها تحدث على أرض الواقع.ختاماً... مَنْ يخدع مَنْ؟القصة ليست عن «أطباق طائرة» ولا عن «تهديد فضائي»، بل عن لعبة سياسية اقتصادية، تجعل العالم يلهث خلف السراب، بينما تُواصل أميركا لعب دورها كبطل خارق.إذا رأيت طبقاً طائراً في السماء، لا ترفع يدك للسلام على مخلوق فضائي، بل فكر في الفاتورة التي ستدفعها دولتك تحت بند «حماية الكوكب»!

سارة النومس

كم دلواً يملأ ماءُ البحر؟
سؤال طرحته سارة، البالغة من العمر ستين عاماً، وهي ترى البحر للمرة الأولى في حياتها.إليكم الحكاية:التقيت بصديقة فلسطينية اسمها نجاح، تعمل مديرة مدرسة في بيت لحم، في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة، وتهتم بالأنشطة الطلابية وتنمية قدرات المعلمات وتأهيلهن نفسياً، كي يقمن بواجباتهن على النحو المطلوب. التقيت بها في تركيا مع صديقات عدة، كل واحدة منا أخذت إجازة من عملها كي تبحث عن النقاهة، وتأهيل النفس إيجابياً.قالت لي نجاح قصصاً كثيرة لفتيات من فلسطين، الكثير منها قصص تفطر القلب، واستوقفتني قصة سارة، التي تعيش في الريف ببيت لحم مع والديها الطاعنين في السن... كان السفر بالنسبة لسارة عبارة عن انتقالها من الريف إلى المدينة والعكس، فمنطقتهم محاطة بسياج أمني يُمنَع اختراقه. طوال الـ 60 عاماً لم ترَ البحر، ولا تعرف التلفزيون أو التلفون، لذلك لم تكن تعرف ماء البحر، فضلاً عن أنها أمية.تعمل سارة عاملة نظافة في المدرسة، وتغمرها السعادة عندما تستمع لنقاش الطالبات مع معلماتهن.حصلت نجاح على رُخصة من الكيان المحتل بالذهاب في رحلة مع طالبات المدرسة إلى يافا لرؤية البحر. وطلبت نجاح من سارة الذهاب معهن في الرحلة، ووصفت حالة سارة بالذهول والخوف الممزوج بالسعادة، فأثناء رحلتهن في الحافلة كانت سارة تكثر من الأسئلة حول البحر، كم دلواً يملأ ماءُ البحر؟ هل للبحر نهاية؟ وهل بعد البحر الجنة التي نسمع عنها؟وعندما وصلن ركضت سارة وألقت نفسها في البحر من دون وعي، وهي سعيدة جداً.نعلم أن الطفل عندما يذهب أول مرة للبحر وهو في عمر الثانية أو الثالثة يكون في قمة السعادة، ثم يعتاد رؤية البحر في مراحل حياته حتى يصبح البحر أمراً عادياً، في الوقت نفسه تقف امرأة في الستين من العمر تضحك بسعادة غامرة، فأخيراً استطاعت رؤية البحر ولو مرة في حياتها قبل أن تموت.لا أستطيع أن أصف شعوري تجاه قصتها، فقد شعرت بأنني سعيدة لسعادتها، وحزينة لعيشها في وطنها من دون أن تنعم بخيراته وأمنه.

حمد الحمد

أنا وباسكال والصور!
بعد التحرير سافرت لدمشق مع العائلة، ولسوء الحظ سكنت في فندق ما، وعندما جاء منتصف الليل إلا وصوت باسكال مشعلاني، وهي مطربة لبنانية، يردح غناءً في ملهى كائن في الفندق، ويتسلل الصوت لغرفتنا، لكن من وعثاء السفر نمت مجبراً.في اليوم التالي وفي المساء، رحت أتفقد بمفردي ما حول المكان سيراً على الأقدام، لكن للأسف تُهت عندما حاولت العودة لفندقي.آخر الأمر أوقفت شخصاً سورياً وطلبت منه أن يدلّني على الفندق وقلت له: «الفندق قربه عمارة بها صورة الريس حافظ الأسد!»، لم يرد وابتسم لنيتي الطيبة، وكأنه يقول بالعيون «كل العمارات عليها صورة الرئيس يا أستاذ». وفعلاً كانت غالبية العمارات تعلّق بها الصور بطول المبنى، المهم وصلت فندقي بسلام وعرفت أن العيون كانت موجودة حولنا تلتقط كل كلمة وهمسة.ما نعنيه أن كثرة صور صدام وزين العابدين وحسني مبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح، ومعهم حالياً بشار لم تنفعهم في آخر الأمر.وأذكر معمر القذافي الذي لم يعمر، حين قال في يوم: «أسرتنا... أسرة القذافي ستحكم لقرون»، ولكن اختفت بعد أربعة عقود!حتى الآن لم أسامح باسكال من تلك الليلة، رغم أنني الآن لا أعرف أرضها من سماها.

عبدالعزيز الكندري

فقاعة العملات الرقمية... مقبلة!
العملات الرقمية يتم حالياً الحديث عنها في كل مكان تقريباً في الدواوين والمجالس، خاصة للباحثين عن الربح السريع من أبناء الجيل من الشباب الذين لم يتعلموا من دروس الماضي، الذين يعتبرون الأرباح السنوية بقيمة من 10 في المئة إلى 15 في المئة قليلة بالمقارنة مع الارتفاعات غير المنطقية لبعض العملات الرقمية، ومشكلة هذه العملات أنها أصول افتراضية لا تخضع لجهات رقابية معترف بها دولياً، لذلك، لابد من الحذر منها والابتعاد عنها لأنها فقاعة ستنفجر في الأيام المقبلة، والتاريخ خير شاهد لما حصل من أزمة المناخ قبل 40 عاماً تقريباً، نعم، هناك أناس كانوا أثرياء ولكنهم أين هم الآن، والفقاعة الاقتصادية تحدث عندما تتضخم أسعار الأصول بشكل كبير وبسرعة نتيجة المضاربة المفرطة، ما يؤدي إلى قيم غير مستدامة، ويقول كين غريفين - رئيس صندوق التحوط «سيتاديل» إنها فقاعة مضاربة.وأبرز مشاكل العملات الرقمية الحالية أنها وهمية وغير مقبولة لدى الأطراف، ولا تصلح أن تكون مخزناً للقيمة، وهي ليست أداة للعد، قد يقول قائل إنها مقبولة في كبرى الشركات، نعم، كانت مقبولة ولكن هل مازالت إلى الآن مقبولة، بالطبع لا وتم التراجع عن ذلك في شركة «تيسلا» و«مايكروسوفت» وغيرهما من الشركات الكبرى في العالم، وذكر وارن بافيت، عن العملات الرقمية أنها تشبه «سم الفئران» وإنه لن يشتري كل عملات العالم من بيتكوين مقابل 25 دولاراً. وقال بافيت: ما يحدث حالياً سوف يؤدي بكل تأكيد إلى نهاية سيئة.وتحدث الباحث اللبناني نسيم طالب، مؤلف كتاب «البجعة السوداء» عن رؤيته بشأن البيتكوين في مقابلة مع المجلة الفرنسية الأسبوعية «ليكسبريس»، أنه يرى أن البيتكوين فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح عملة لا مركزية ومخزناً للقيمة، وقال إن العملة المشفرة الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية عرضة للتضخم ولا يمكنها الحماية من أحداث البجعة السوداء، وأضاف أن إحدى مشكلات البيتكوين هي: أننا لسنا متأكدين من اهتمامات وعقليات وتفضيلات الأجيال القادمة، التكنولوجيا تأتي وتذهب، ولكن الذهب يبقى على الأقل مادياً، بينما ستنهار البيتكوين بالضرورة بمجرد إهمالها لفترة وجيزة.ولكن ماهي العلامات التي تدل على أننا أمام فقاعة مقبلة؟ما يحصل من تقلبات الأسعار بشكل حاد جداً لدرجة أنها تتضاعف بشكل سريع، والأمر الآخر هو الحديث المفرط عنها من قبل الناس والجمهور ووسائل الإعلام ما يدل على عدم المهنية والبحث عن الربح السريع، ولا يوجد في عالم الاستثمار شيء اسمه ربح سريع، كذلك اعتمادها على المضاربات بشكل أساسي وليس على سعر حقيقي، والعدد الكبير من العملات التي يتم اطلاقها بشكل يومي، لذلك هي «أداة احتيال» كما يصفها الرئيس التنفيذي لـ«جيه بي مورغان»، جيمي ديمون.ومخاطر هذه العملات الرقمية كثيرة ومنها، التقلب الكبير في الأسعار والتعرض للاحتيال، وعدم التنظيم القانوني لأنها تعمل خارج رحم البنوك المركزية، والاستخدام في الأنشطة غير القانونية وبالتالي ذهاب الأموال إلى جهات غير مشروعة، وكذلك أثرها البيئي السيئ بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة.الخلاصة، هي أن العملات والبنوك الرقمية ستكون مستقبل الاقتصاد بكل تأكيد، ولكن ليست هي الموجودة الآن في الأسواق، لأن غالبية العملات التي تتداول الآن هي عملات مجهولة المصدر وبالتالي ستختفي في المقبل من الأيام، وما يحصل هي مضاربات مثل لعبة الكراسي... وهي تمثل أزمة قيم كبيرة، وهناك عملات ستبقى والتي خلفها شرعية وبنوك مركزية وبالتالي زيادة في التنظيم وشفافية وقبول من قبل المؤسسات.

علي الفيروز

أسد «البعث»... كبتاغون!
مَنْ كان يتوقع أن الجيش السوري «الفرقة الرابعة» الذي كانت تقوده عائلة الأسد، يتاجر بالمخدرات، ومَن كان يصدّق أن جميع معامل تصنيع المخدرات وخاصة الكبتاغون كانت تحت سيطرة ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد؟!حقاً إنها مفاجأة من العيار الثقيل ولكن علينا تصديق أعيننا والواقع يقول إن في عهد حكم عائلة الأسد وتحديداً قبل سقوطه كانت تجارة المخدرات هي الشغل الشاغل في سورية ويتم تصنيعها في سرية تامة لا يمكن لأي مواطن سوري الاطلاع عليها، في حين أن هناك مصانع مخدرات أخرى لم تكن تحت سيطرته المباشرة، ولكنها كانت تجبر تُجّار المخدرات الآخرين على دفع رسوم (اتاوات) مالية ضخمة لمصلحة ماهر الأسد، وكأنه عرّاب المخدرات في سورية.ماهر الأسد كان يُشرف على كل كبيرة وصغيرة تخص عمليات البيع وبالأخص في معامل ريف حمص واللاذقية وطرطوس.ومع هروب عائلة الأسد إلى روسيا وسقوط نظامه انكشف كل المستور لتخرج كل الفضائح السرية من خلال مشاهدة جيش المعارضة جميع معامل التصنيع للمخدرات والشبكة التي كانت تديرها تحت إشراف ماهر الأسد، الذي أصبح إمبراطور الكبتاغون حيث أدر على أخيه بشار الأسد، مليارات الدولارات سنوياً، فاستخدم هذه المخدرات كسلاح للضغط على الدول العربية المحيطة، لذلك وجهت الولايات المتحدة الاميركية ودول أجنبية أخرى أصابع الاتهام الى حكومة الرئيس السابق بشار الأسد بالتربح وراء إنتاج وبيع منشط الكبتاغون المسبب للإدمان.كما ربطت الحكومات الأجنبية لهذه التجارة غير المشروعة في سورية بشقيق الرئيس المخلوع ماهر الأسد الذي طغى بشر أعماله مع الفرقة الرابعة للجيش بهدف إعادة دمج سورية مع العالم العربي الذي لفظ حكمه البعثي، وعند هروب بشار الأسد وعائلته انكشف أمره بيد مقاتلي جيش المعارضة الذي شاهد مهزلة المستودعات التي يخيم عليها الظلام الدامس وضعت لتكون في مكان بعيد مهجور في مدينة دوما، وعثر بها على ملايين الحبوب المخدرة من الكبتاغون وبالداخل يوجد المختبر الخاص لإنتاج الحبوب وهي جاهزة للتصدير إلى الخارج، وكذلك أظهرت عملية المداهمات العثور على أكبر معامل الكبتاغون التي تقع ضمن المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام الحاكم السابق، فكانت غالبية المباني توجد بها عشرات البراميل والصناديق والزجاجات التي تحتوي على مواد كيميائية مختلفة وبالتالي نرى أن الخطورة تقع في حبوب الكبتاغون الذي يعمل على زيادة التركيز ويقاوم النوم والشعور بالجوع، لذلك تم حظره في العديد من البلدان الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة، إلا أن عائلة الأسد استمرت في إنتاجه ومتاجرتها فيه، فيما كشفت السيدة كارولين روز، وهي مديرة مشروع تجارة الكبتاغون في معهد نيولاينز في ولاية نيويورك عن قيمة التجارة العالمية للكبتاغون على أنها تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، وتقدّر الأرباح السنوية لعائلة الأسد منها بنحو 2.4 مليار دولار، وقالت إن هذه المختبرات والمستودعات كانت ترتبط بشكل وثيق بالفرقة الرابعة للجيش ولإدارة المخابرات الجوية وعناصر أخرى من أجهزة الأمن التابعة لحكومة الأسد، وبالتالي كيف سيستغني أفراد عائلة الأسد عن تجارته وهي تجارة مربحة للغاية لهم؟!من الملاحظ أن الأدلة والبراهين التي وثقتها فيديوهات الإعلام لتبيّن ما كان يجري داخل منشآت الأسد لإنتاج الحبوب المخدرة من الكبتاغون تشير إلى أن نظام الأسد البعثي كان دائماً منخرطاً في الإنتاج على نطاق صناعي واسع رغم أكاذيبه ورواياته التي كان يروجها بأنه لا يوجد أي أدلة على إنتاج وتهريب هذه الآفة في المناطق التي يُسيطر عليها حكمه، مرجعاً أسباب انتشار هذه النوعية من المخدرات في سورية إلى الجماعات المنفصلة وهي خارجة عن السيطرة وفي مناطق ضربها الإرهاب سابقاً، وكان يقصد في إشارة منه إلى المناطق التي سيطر عليها جيش المعارضة، ويبقى السؤال هنا: هل مازال ماهر الأسد وأعوانه يتاجرون في الكبتاغون في أماكن أخرى بعيداً عن سورية؟!ولكل حادث حديث،،،alifairouz1961@outlook.com

أ. د عبداللطيف بن نخي

حوار حول المرحلة الانتقالية في سورية
إبّان الأحداث الكبيرة والمستجدّات المتسارعة، أحرص على متابعة البرامج الحوارية، الأسبوعية منها والاستثنائية الخاصة بالأحداث، من أجل تكوين تصوّر موضوعي بشأن تلك الأحداث ومستجدّاتها. وبطبيعة الحال، أحرص على مشاهدة المتميزة من هذه البرامج الحوارية، وتفادي الأخرى. فمن جانب، هذه البرامج المتلفزة كثيرة، لا يمكن متابعتها كلها. ومن جانب آخر أهم، القليل من هذه اللقاءات الحوارية يستحق المشاهدة، غير مُشوّهة بأحادية الطرح والحوار، ولا مَشوبة بتعدّد الطرح الخواء والهراء.الحدث الأكبر هذه الأيّام هو إسقاط نظام الأسد في سورية، والمستجدات الأكثر تسارعاً هي تلك المتعلّقة بالمرحلة الانتقالية وإعادة تشكيل النظام في سورية. لذلك حرصتُ على متابعة عدد من البرامج الحوارية المتميزة حول الأحداث في سورية، وكان من بينها اللقاء الذي جمع أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن البروفيسور فوّاز جرجس، مع الباحث السياسي في الولايات المتحدة الأستاذ إيهاب عبّاس، للتحاور حول الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية.كما جرت العادة في البرامج الحوارية المتميزة، الضيفان من حيث المعلومات أثريا النقاش بمعلومات مُوثّقة مهمّة، ومن حيث الآراء، تناقضت آراؤهما في عدد من المحاور، وتباينت جزئيّاً في عدد آخر من المحاور، وتطابقت كلياً في محاور أخرى.قد تكون المعلومة الأكثر أهمية في البرنامج هي التصريح الذي نقله البروفيسور جرجس، عن المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، السفير الأميركي جيمس جيفري، وتحديداً قوله إن قائد «هيئة تحرير الشام» السيد أحمد الشرع، كان على اتصال مباشر معه، وأن الهيئة قدّمت للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، معلومات استخباراتية في غاية الخطورة، أدّت إلى اغتيال أبو بكر البغدادي والعديد من قيادات «داعش».وعلّق البروفيسور على هذا التصريح بالقول إن التعاون بين الهيئة والولايات المتحدة قائم منذ سنوات، ضمن جهود الهيئة المتواصلة لطمأنة العالم تجاه هويتها وطبيعتها الجديدة، لإخراجها من قائمة الإرهاب.وأما آراء ضيفي البرنامج الحواري، فمن باب المثال على التناقض بين بعضها، أكتفي بالإشارة إلى رأييهما حول مستقبل الدعم الأميركي لقوات سورية الديمقراطية «قسد»، ذات الغالبية الكردية، المشتبكة حالياً في قتال بالأسلحة الثقيلة ضد فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من تركيا. فأحد الضيفين يرى أن أميركا باعت «قسد» وأجبرتها على الانسحاب من مدينة منبج – الواقعة في شمال سورية – من أجل كسب ود تركيا، اللاعب الأقوى في سورية الجديدة. في حين يستبعد الضيف الآخر أن تتخلّى أميركا عن «قسد»، لأنها تستطيع توظيفها كورقة ضغط أمام النظام السوري الجديد، وأمام جارتي سورية: تركيا والعراق.وأمّا التباين الجزئي بين آراء الضيفين، فأكتفي من باب المثال بالإشارة إلى رأييهما بشأن موقف ترامب تجاه سورية. فأحدهما يجزم باستمرار بقاء القوّات الأميركية في سورية، في حين يرى الآخر أن ترامب ينوي سحب تلك القوّات من سورية، ولكن فريقه للسياسة الخارجية قد يُبدّل رأيه، ويُقنعه بأهمّية استمرار تواجدها في سورية.وبالنسبة للتطابق الكلي بين رأييهما، فكان حول نقاط عدّة، من بين أبرزها نقطتان. الأولى هي أن «الصداقة مع إسرائيل» شرط أساسي لرفع العقوبات الأميركية عن «هيئة تحرير الشام». والنقطة الثانية هي أن احتمالات عودة «داعش» متنامية خلال المرحلة الحالية الانتقالية في سورية.من الضروري أن نُدرك نحن الكويتيون أبعاد شبكة المصالح والتدخلات الخارجية في الشأن السوري، قبل الثورة وبعدها، لنتعاطى بواقعية أوسع مع القضية السورية، ولنتمسّك أكثر بأمننا الوطني الشامل...اللهمّ أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه.abdnakhi@yahoo.com

مقالات

م. أحمد عبدالهادي السدحان

متقاعد لا يزال يعمل!
من المهم دعم ديوان الخدمة المدنية في مجال فتح الفرص الوظيفية، بحيث يكون هذا الدعم من الحكومة نفسها وبشكل مباشر، وقد تحدثت أكثر من مرة عن هذا الموضوع لأهميته، وذلك باتخاذ قرار نوعي وجريء يتجاوز الجمود والبطء والتمسك الحرفي بلوائح وقوانين التقاعد المعروفة في نظام التأمينات الاجتماعية.وهذا القرار النوعي المهم عبارة عن تقديم العروض التقاعدية التحفيزية لحث من يرغب بالتقاعد ومن تجاوز خدمته خمسة وعشرين سنة مثلاً دون انتظار المدة التقليدية أو خدمة 30 سنة، خصوصاً الجامعيين والذين لم يحصلوا على ذلك المسمى الإشرافي السرابي، وهو مثل الحلم البعيد عند البعض، من بداية توظيفه وهو يلاحق ذلك الحلم حتى قربه من التقاعد رغم الكفاءة والخبرة. وذلك ربما نتيجة للصراعات الإدارية في جهة عملهم أو عدم انتمائهم لـ( ديوانية) مهمة.أو الشيء المضحك والغريب أن الجهة التي يعمل بها تعلن عن وظيفة إشرافية أكثر من مرة ولا تقابل المرشحين لها وكأنها رياضة ! على العكس من البعض الآخر يأتيه المسمى على طبق من ذهب أو من غير تدرج وظيفي أو خبرة حقيقية ويعيش الدور وكأنه خبير زمانه و(فلتة) عصره. وهذا محور كبير يحتاج إصلاحاً ومعالجة بحد ذاته!ولنعود للموظفين الكادحين والمكافحين والصابرين. لذا، عند تقديم تلك العروض التقاعدية لهم وهي أشبه لما حصل لتقاعد البعض من القطاع النفطي والعسكري بعروض حكومية نقرأ عنها بين فترة وأخرى، فالكل يعمل في مجاله ويشارك في بناء الوطن ورعاية مصالحه، والبعض يكدح بشكل أكبر. لذا، يجب عدم تفضيل قطاع على آخر، وبذلك يتقاعد الموظف الحكومي بشكل أسرع وبعضهم يكون في حالة أشبه بمتقاعد لا يزال يعمل! من الإحباط وضعف الحافز.ولذلك، يترك فرصة لتوظيف الخريج من تخصصه ذاته في الوزارة التي ينتمي لها لدفع عجلة التوظيف ولتجاوز ما يحصل من اختلاف في مخرجات التعليم الجامعي وواقع العمل الحقيقي، خصوصاً أن بعض التخصصات وحتى الهندسية بدأ يقل الطلب عليه ما يؤدي هذا التحرك المهم إلى استغلال الكثير من الطاقات الشبابية من مختلف التخصصات وتجديد للدماء. فالمفترض ألا يكون الوضع بالطريقة التقليدية وهي بتحديث المتطلبات و(كتابناوكتابكم !) بل يجب أن يكون هناك حلول متنوعة جديدة تهدف لتحريك وتوليد الفرص الوظيفية، وهنا يأتي دور كل وزير أو مسؤول لتقديم خطة عمل للمساهمة في هذا الأمر، وبالتالي يؤدي ما سبق لمساعدة القطاع الحكومي لتخفيف طوابير التوظيف والتسريع في ضخ تلك الطاقات الشبابية المنتظرة للعمل. والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.X @Alsadhankw

سلطان حمود المتروك

هي البحر في أحشائهِ الدرُ كامنٌ
لغة جميلة في تراكيبها ومعانيها تبعث على التفكّر حين استخدامها.هذه اللغة التي حيّرت الألباب في مُحسّناتها البديعية ومفرداتها الدالة على كل شيء.نعم،إنها لغة القرآن الكريم، الذي أنزلهُ الله تعالى بلغة العرب كي يكون إعجازاً في اللغة التي هي سبيلهم نحو الفكر والإبداع.لذلك، فإن منظمة «اليونسكو» خصّصت يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للاحتفاء باللغة العربية تقديراً لمكانتها التاريخية والحضارية.واللغة العربية وسيلة للتواصل وجسر يربط بالماضي العريق.يتحدث بها أكثر من 400 الى 500 مليون نسمة حول العالم، وهي لغة المستقبل وتخصّصها يدعو إلى الفخر والاعتزاز فهي أيسر السُّبل في عملية التعليم والتعلّم.مفرداتها تدعو الى التأمل ومُحسّناتها البديعية من كناية واستعارة وتشبيه تبعث على التفكير في ماهيتها.فإذا كان العلم هو أشرف المعقولات حسب نظرية الحصر المنطقي بمعنى إذا كان الإنسان يملك كوخاً في الحقيقة أحسن من قصر في الخيال.فإن الكوخ هو أفضل من القصر.لذلك، فإن المعقول هو الأحسن فلابد وأن تُعطى أهمية كبرى للمعلم الذي ينقل هذه الحقائق إلى أذهان تلاميذه، ولا يشوّه عمله كما يُشار إليه في بعض الأفلام العربية لأن رسالته هي رسالة الأنبياء.فقد قال أمير الشعراء في هذا الصدد:قُم للمعلم وفهِ التبجيلاكاد المعلمُ أن يكونَ رسولاوقد أبدع كثيرٌ من الشعراء في استخدام مفرداتها في توصيل الحقائق إلى أذهان المتلقين بسهولة ويُسرٍ.فمن أروع البرامج التي كانت تُبث برنامج لغتنا الجميلة للإعلامي المتألق/ فاروق شوشة، وكان يختم برنامجه بقول شاعر النيل، حافظ إبراهيم:أنا البَحرُ في أحشائهِ الدُرّ كامنٌفهل سألوا الغوّاصَ عن صدفاتيفيا ويحكمُ أَبلى وتُبلى محاسنيومـنـكـم وإن عـزّ الـدواءُ أُسـاتي

مسفر النعيس

«خليجي 26»... حفل رائع وتنافس أروع
انطلقت دورة كأس الخليج 26 الغالية على قلوب الخليجيين من أرض الصداقة والسلام، أرض الإبداع والأمن والأمان، برعاية وحضور سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وبحفل مميز برسائل تؤكد على الترابط والتكاتف الخليجي وبتنظيم رائع أشاد به جُل من حضر الافتتاح، جاء بجهود حثيثة وعمل متواصل طوال أشهر مضت برئاسة وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، وفريقه المميز الذين تكللت جهودهم بنجاح التنظيم الذي أبهرنا جميعاً.دورة كأس الخليج التي أنجبت لنا العديد من النجوم وبثت روح الحماس والمنافسة، تحمل الكثير من الذكريات الجميلة وما يميزها هو التنافس الشريف والروح الرياضية الخليجية، فهي دورة اكتشاف المواهب، فقد برز فيها الكثير من النجوم على سبيل المثال، جاسم يعقوب وعبدالعزيز العنبري وفيصل الدخيل وفتحي كميل وأحمد الطرابلسي وناصر الغانم وخالد الشليمي وعبدالعزيز الهاجري ومحمد إبراهيم وجاسم الهويدي وبشار عبدالله وعبدالله وبران وعلي مروي وبدر المطوع وخلف السلامة وحسين الخضري ومشعل السعيد وفرج لهيب ومحمد بنيان ووليد علي، وغيرهم من نجوم منتخب الكويت، وكذلك نجوم الخليج، ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وسامي الجابر وفهد المهلل وفهد الغشيان وفهد الهريفي ومحمد الدعيع وعدنان الطلياني وفهد خميس وزهير بخيت ومبارك مصطفى وجفاف راشد ورعد حمودي وحسين سعيد وأحمد راضي ويونس محمود وحمود سلطان وغيرهم الكثير.تميُّز دورة الخليج يكمنُ في التنافس الشريف بين الجماهير وكذلك رؤساء الاتحادات، فلا يمكن أن نغفل عن التحدي والمشاكسات بين رؤساء الاتحادات، رحم الله من توفي منهم، وعلى رأسهم الشيخ الشهيد فهد الأحمد، الذي كان يبث روح الحماس بكلماته وحركاته ويحث اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، وكذلك الأمير فيصل بن فهد والشيخ عيسى بن راشد آل خليفة.اليوم، بعد سنوات طوال جاوزت الخمسين، يتجدّد لقاء أبناء الخليج العربي على أرض الصداقة والسلام ويستمر الحماس والتنافس بين الجماهير ونشتاق لذكريات لا تُمحى من ذاكرتنا، بالرغم من أننا لم نشهد العديد من الدورات ولكن ما عاصرناه كان مميّزاً منذ «خليجي 10» إلى يومنا هذا، فاليوم لا بد أن نؤكد على أن تنافسنا ودي وتحدينا أخوي بالالتزام بالقوانين وعدم إحداث فوضى أو إزعاج والالتزام بالتعليمات سواء عند الدخول للمدرجات وكذلك عند الوقوف في الأماكن المخصصة للسيارات وأمام المجمعات والأماكن الناقلة لمباريات دورة كأس الخليج.ختاماً نقولها لكل من زارنا، حيّاكم الله يا هلا ومرحبا بضيوف بلد الصداقة والسّلام.mesferalnais@

كامل عبدالله الحرمي

ترامب يشهر السيف بوجه أوروبا: غاز ونفط أميركا أو 20 % ضرائب على صادراتها!
لوّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بسيف الضرائب في وجه الاتحاد الأوروبي لزيادة وارداته من المنتجات الأميركية، من النفط والغاز، إذا لم يلتزم بذلك، فقد يواجه بضرائب تصل إلى 20 % على صادراته إلى الولايات المتحدة.فأوروبا، التي تُعتبر واحدة من أكبر مستوردي النفط والغاز في العالم، تجد نفسها حالياً في موقف معقد للغاية. فهي تحاول تقليل اعتمادها على روسيا في مجال الطاقة، خصوصا الغاز الطبيعي، ضمن مساعيها للتقليل من التبعية لموسكو. ومع ذلك، فإن الواقع يشير إلى صعوبة تحقيق هذا الهدف في الوقت الراهن، نظراً لأن البنية التحتية الأوروبية مصممة لاستقبال الغاز الروسي عبر الأنابيب، ما يجعل أي تحول جذري يتطلب استثمارات ضخمة ووقتاً طويلاً.وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، تواجه مشكلة نقص القدرات الإنتاجية لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد. فالولايات المتحدة، رغم أنها من كبار منتجي الغاز، ليست لديها القدرة الفورية على توفير الكميات المطلوبة لتعويض الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي.ويشير الواقع الحالي إلى أن روسيا لا تزال المصدر الأكبر رغم العقوبات الاقتصادية ومحاولات الاتحاد الأوروبي تقليل استيراد الغاز الروسي، فإن الإحصائيات تظهر واقعاً مختلفاً. ففي عام 2024، استوردت أوروبا نحو 17 مليون طن من الغاز الطبيعي من روسيا حتى منتصف الشهر الجاري، بزيادة قدرها مليون طن مقارنة بالعام الماضي. هذا الرقم يُعد الأعلى في تاريخ استيراد أوروبا من الغاز الروسي، وهو ما يُثير قلق القارة العجوز، التي تعهدت بوقف استيراد الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.لكن هذا الالتزام يبدو صعب التنفيذ في ظل غياب البدائل السريعة، واعتماد أوروبا بشكل كبير على البنية التحتية المرتبطة بالغاز الروسي، سواءً من حيث التخزين أو خطوط الأنابيب.والتحديات الأوروبية لا تقتصر على إيجاد موردين بديلين، بل تشمل أيضاً بناء البنية التحتية اللازمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من دول مثل قطر، إيران، أو الولايات المتحدة. هذه المشاريع تتطلب استثمارات ضخمة وفترات زمنية طويلة قد تتجاوز 15 عاماً. وعلى عكس النفط، الذي يمكن نقله بسهولة عبر السفن من مختلف أنحاء العالم، فإن تجارة الغاز الطبيعي تتطلب منشآت خاصة، مثل محطات التسييل والتخزين، ما يزيد من صعوبة التحول السريع إلى مصادر جديدة.وبالمقابل، فإن الإدارة الأميركية الجديدة تبعث برسائل واضحة إلى أوروبا وعليها الطاعة، ملخصها: «اشتروا المزيد من منتجاتنا، سواء كانت طاقة أو منتجات زراعية، أو استعدوا لعقوبات اقتصادية على هيئة ضرائب مرتفعة على صادراتكم». أوروبا من جهتها تدرك هذه الرسالة، لكنها تواجه معضلة واقعية: عدم وجود فائض كبير من الطاقة الأميركية يمكن الاعتماد عليه حالياً، لا سيما في قطاع الغاز الطبيعي.على المدى الطويل، قد تتمكن أوروبا من تقليل اعتمادها على روسيا، إذا نجحت في بناء محطات جديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. لكن هذا الخيار يتطلب وقتاً قد لا يرضي الإدارة الأميركية، التي تسعى لتحقيق نتائج فورية.الوضع الراهن بين الولايات المتحدة وأوروبا يعكس مدى تعقيد العلاقات الاقتصادية والجيوسياسية في ظل التوترات العالمية. وتجد أوروبا نفسها عالقة بين ضغوط الإدارة الأميركية وتحديات الاعتماد على الغاز الروسي.يبقى السؤال: كيف ستتمكن أوروبا من إقناع الإدارة الأميركية بواقعية تحدياتها دون خسارة الدعم الأميركي، وفي الوقت ذاته تقليل اعتمادها على روسيا؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم ملامح هذا الصراع الاقتصادي والجيوسياسي.كاتب ومحلل نفطي مستقلnaftikuwaiti@yahoo.com

وليد الجاسم

عودة الروح
«عودة الروح».. لم أجد وصفاً يلامس ما شعرت به أمس الأول أثناء متابعتي لمشاعر الناس وتوهج عيونهم وحماسهم وسعادتهم وهم يتهيّأون لمتابعة مجريات حفل افتتاح كأس الخليج لكرة القدم العزيزة على قلوبنا وهي تجرى على أرض الكويت الطيّبة المباركة بعد سلسلة من الإحباطات المتلاحقة التي كادت تُفقدنا الثقة بالنفس والاطمئنان إلى الحاضر وتدخلنا - لا سمح الله - إلى دوّامة القلق من المستقبل.حفل الافتتاح الذي جرى أمس الأول ربما لا يكون الأفضل في العالم، ولكنه بالتأكيد الأفضل كويتياً منذ سنوات مضت لم نشهد فيها مروراً سلساً منظماً مبهراً لأي تنظيم إقليمي أو قاري أو دولي يجري على أرضنا بحضور حشود كويتية وخليجية وعربية.ما شهدناه أمس الأول، وبحضور والدنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ورغم أنه جهد أربعة أسابيع فقط، إلّا أنه أعادنا إلى «الثقة» التي جُبلنا عليها، ووضعنا على جادة الإبداع التي كانت جزءاً من حياتنا وإنجازاتنا في مختلف المجالات، فأدركنا أننا عدنا إلى الطريق السليم ليكون هذا الحفل باكورة لمزيد من الإنجازات القادمة.ولعله من اللافت أن هذه العودة لم تكن مبهجة لنا ككويتيين فقط، ولكنها أسعدت أشقاءنا وإخواننا الخليجيين والعرب الذين استشعرنا ونحن على استاد جابر بهجتهم وفرحتهم ودعمهم لعودتنا.. واليوم، أخيراً وبعدما كنا نتألم سابقاً ونحن نجيبهم على سؤال المحب عندما كانوا يقولون.. «وينكم يا أهل الكويت؟».. صار بإمكاننا أن نجيبهم بكل ثقة ومحبة.. «ها نحن عدنا يا كويت».اليوم، وبعد أن نقول الحمد لله، نتوجه بالشكر إلى وزير الإعلام والشباب الأخ عبدالرحمن المطيري وكل القائمين والعاملين والمتطوعين معه من مختلف الجهات في الدولة الذين وصلوا الليل بالنهار وبذلوا الجهود المخلصة ليعيدوا إلينا شيئاً من شتاتنا، آملين أن نستعيد كامل قدرتنا وثقتنا وتميّزنا وريادتنا في الأيام المقبلة.. وأهلاً بكأس آسيا في الكويت.

وليد إبراهيم الأحمد

(خليجي 26)... استراحة شعوب!
دخلتُ سوق المباركية قبل يومين فشعرت وكأنني في السعودية تارة وفي العراق تارة أخرى وعُمان مع قطر والبحرين والإمارات واليمن تارات أخرى!والسبب التواجد الجماهيري الكبير الذي يحضر بطولة (خليجي 26) في الكويت ويتوزع في مولات البلاد، لاسيما الأفنيوز وأبراج الكويت وأسواقها، وسط مهرجانات تفاعلية مواكبة للبطولة التي انطلقت في البحرين منذ العام 1970، حصلت الكويت على كأس البطولة عشر مرات منذ انطلاقتها الأولى حتى اليوم.في حين حصل العراق بطل آخر دورة في البصرة على أربع بطولات، ثم السعودية وقطر ولكل منهما ثلاث بطولات، فيما فازت باللقب مرتين كل من الإمارات وعُمان.نحن في حاجة ماسة اليوم للترابط أكثر من ذي قبل، بسبب ما يحاك لمنطقتنا الشرق أوسطية من مخططات تقسيمية وتخريبية مع إشعال فتيل التناحر والاقتتال بعيداً عن الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.لا نعرف... نشعر وكأننا اليوم في حاجة إلى المزيد من الوحدة أكثر من السابق وهذه البطولة تأتي كمحطة استراحة رياضية واجتماعية واقتصادية وسياسية من الأوجاع التي تنتابنا يومياً بسبب الأخبار المحبطة والمؤامرات التي بدأت في الاتساع للقضاء على دولنا وتفريقها واتضحت من الغزو البربري الإسرائيلي المستمر الذي تجاوز العام على قطاع غزة والتوسع (المخفي) الآن داخل سورية المحرّرة من بطش بشار الأسد تحت حماية وإشراف الولايات المتحدة بذريعة حماية أمنها الإستراتيجي بالسيطرة على جبل الشيخ وملحقاته!تمنياتنا بنجاح البطولة الخليجية الـ26 وأن نفرح في ختامها كما فرحنا في افتتاحها والفائز الحقيقي في هذه البطولة هو استمرارها مع المزيد من التلاحم بين شعوب دول الخليج العربي خاصة والعالمين العربي والإسلامي عامة.على الطاير:- اوه يالأزرق العب بالساحة... ترى ماذا سيفعل منتخبنا الوطني صاحب أكبر سجل من الانجازات في هذه البطولة؟!هل سـ(يبيضها) ؟!الله أعلم!ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم !email:bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak19

موسى بهبهاني

حفل الزفاف والتصرفات المتهورة
في صالة أفراح بإحدى مناطق محافظة حولي، أُقيم حفل زفاف لإحدى الأُسر الكريمة، وفي ظل تلك الأجواء الاجتماعية الجميلة المحمودة تحوّلت فجأة إلى أجواء تحومها الغرابة والاستهتار. حيث قامت مجموعة من أصدقاء المُحتفى به (المعرس) بحركات استعراضية بمركباتهم خارج الصالة وفي الطريق الرئيسي بالمنطقة حيث روّعت ساكني المنازل المجاورة للصالة.نتائج هذه الظاهرة الغريبة :-القيادة باستهتار ورعونة.-السير عكس السير.-تعطيل الحركة المرورية.-تأخير مصالح الناس (مراجعة طبيب - تسوق - زوارة-معهد تقوية للأبناء -...) - تعريض الأرواح للخطر ( حياة المستهترين وحياة الآخرين).- ترويع الأهالي.- انقلاب مركبة أحد المستهترين.- اتلاف المرافق العامة (الشارع -الأرصفة -الإنارة - الأشجار-...).وقد قام رجال الأمن بوزارة الداخلية باتخاذ ما يلزم بحق هؤلاء المستهترين بقوانين المرور، وتم تحديد هوية البعض منهم ومن ثم ضبط سائقي المركبات المتورطين وتحويلهم لجهات الاختصاص.وما يلفت النظر هو عرض أسماء المستهترين عبر القنوات الإخبارية الإلكترونية ليكونوا عِبرة لمن يعتبر، وهي سابقة تحدث للمرة الأولى.وقد أظهر حفل الزفاف هذا تصرفات متهورة .(آلية استغلال صالات الأفراح):الموافقات المطلوبة:أولاً: كتاب (لا مانع) من وزارة الشؤون إدارة خدمة المجتمع وتدوين (يوم وتاريخ المناسبة).ثانياً: التعهد الخطي، يقدمه مستغل الصالة للمحافظة التابعة لها الصالة لقسم (إدارة السلاح).وهذا نصه:( أتعهّد بالالتزام بكل القوانين وعدم السماح بإطلاق النار أو حيازة الأسلحة وفي جميع الأحوال أمام مقر المناسبة أو الطريق المتصل بذات المناسبة وعدم الاستهتار والرعونة وتعريض حياة الآخرين للخطر. وأتعهد بالحضور شخصياً وأكون مسؤولاً أمام الجهات الأمنية لتقديم جميع البيانات والمعلومات المطلوبة، وعدم الاستعراض بالشارع والمحافظة على الأمن في داخل الصالة ومحيطها).ومن هنا يجب أن يتم التحقيق وتقييم الحدث لتلافي السلبيات مستقبلاً.هل تم إبلاغ الجهات الأمنية بالواقعة؟ ومتى (تدوين وقت البلاغ)؟ كم هي الفترة الزمنية لوصول القوة الأمنية منذ الإبلاغ عن الحادث حتى الوصول إلى موقع الحادث؟ ما هو المطلوب من المواطن صاحب المناسبة؟ وما هو الدور المفترض منه؟ هل يحاسب من كتب التعهد الخطي؟ هل التعهد الخطي لا قيمة له؟ما هو الحل؟- تغليظ العقوبات خصوصاً القيادة برعونة واستهتار.- إقرار الغرامة المالية العالية.- سحب رخصة القيادة لفترة زمنية.- مصادرة المركبة أو اتلافها.- يتحمّل المستهتر الأضرار الناجمة عن استهتاره مادياً ومعنوياً.- وضع كاميرات بالطرقات وبجانب صالات الأفراح والرجوع إليها في حالة أي طارئ - تفعيل دور الدوريات الجوالة بالمناطق خصوصاً في المناسبات.ختاماً:سلامة الأرواح أمانة في أعناقنا خصوصاً على الطرقات، لهذا يعد الاستعراض بالسيارات على الطرق رعونة واستهتاراً وهو ما يؤثر سلباً على حركة السير، ويؤدي إلى ازدحامات مرورية غير مبرّرة ما يتسبّب في تباطؤ حركة السيارات وتعطيل مصالح الآخرين.وتساهم القيادة المتهورة في إرهاب مرتادي الطريق ما يسبب حالة من عدم الطمأنينة لكل من قائدي المركبات والمشاة على الطريق والتي من نتائجها وقوع الحوادث المرورية والتي قد تؤدي إلى الوفيات أو الإصابات الخطيرة أو الخسائر الجسيمة في المرافق العامةوالمركبات.وهنا أقول مَن يتحمّل مسؤولية ما حدث ؟لا شكَ ولا ريبَ أنّ الأسرة لها علاقة مباشرة بما قام به أبناؤهم، ولوزارة التربية دور كبير أيضاً.فدور وزارة التربية يتمثّل في الاهتمام بتربية الأجيال من خلال المناهج الدراسية.اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

حياة الياقوت

العربية لغة «ماركة»!
... ومضى الثامن عشر من ديسمبر، اليوم العالمي للغة العربية. أدينا واجبنا، ورفعنا العتب، وذررنا الرماد في العُيون، ودبّجنا الكلام ثناءً على لغتنا العربية وفخراً بها، ثم عدنا إلى حياتنا الواقعية! عُدنا نُكبِر في نفوسنا لغاتِ قوم آخرين، عدنا نتعمد دسّ كلمات أجنبية في كلامنا توسّلاً إلى الوجاهة. أما من لديهم أبناء منا، فما فتئوا يلحقونهم بالمدارس الأجنبية كي يضمنوا لهم مستقبلاً طيّباً، بل يزيد بعضهم في برّهِ ويحرص على أن يحدّث أبناءه في البيت بالإنكليزية، كي يترعرع الناشئ وقد أخذ بزمام اللغة التي ستقوده إلى الأعالي حينما يكبر.نحن اليوم أمام أجيال تُنشّأ على اللغة الأجنبية لغة أولى بحسبانها ضماناً لمستقبلها، وهذا تفكير نابع من حب الوالدِين لأبنائهم. سيقول قائل: «وماذا علينا إذ جعلنا لغات قوم آخرين لغتنا الأولى؟ سنقطع شوطاً كبيراً، ونلحق بأُمم متقدمة، ونكون مثلها، خطأ»!سبَقنا إلى هذا أمم أخرى وشعوب، ولم يتقدّموا. بل صاروا تابعين، ذائبين. صاروا دائرين في هوامش حضارة أخرى، ولم يصيروا جزءاً أصيلاً منها، ولن. وإذا أردتم دليلاً، فابحثوا في الإنترنت مثلاً أسماء الدول الأفريقية التي اختارت الفرنسية لغة رسمية لها، ثم ابحثوا أيضاً عن بصمة هذه الدول في عالمنا اليوم.لا حضارةَ تقوم بغير ثقافة أصيلة وخاصّة، ثقافة تنبت من الجذور. ومن أهمِ، بل أهمُ روافد الثقافة، الهويةُ اللغوية. ولهذا اختار الله تعالى لمعجزته الأخيرة للبشرية أن تأتي على شكل معجزة لغوية؛ القرآن الكريم. ليبنيَ بها أمة متفردة، تُنشئ حضارة رائدة متسيّدة.إذا كنا مصرين على الواقعية، فلنسأل سؤالاً واقعياً: ألا يمكننا أن نجمع أحسن ما في العالميْن The best of both worlds كما يقول التعبير الإنكليزي؟ مهلاً، يبدو أني وقعت في فخ دسّ الكلمات الأجنبية والتوسل بها أنا الأخرى! وما أبرّئ نفسي. كيف فعلت هذا، وفي العربية تعبير جميل رشيق هو «كلتا الحُسْنَيين»؟ أقول، ألا يمكننا أن نجمع كلتا الحُسنيين ؟ ألا نستطيع أن نتكلّم بالعربية (بعاميتها وبفصحاها) ونتقنَ في الوقت نفسه لغة أو لغتين أو أكثر من «لغات العصر»؟ اللهم بلى. فلست أدعو لمعاداة اللغات الأجنبية وأنا التي تتكلم اثنتين منها.ماذا نحتاج إذاً؟ ببساطة، تسويق! نعم، نحتاج أن نسوّق للغة العربية كي تسوغ على الألسن. فلتكن العربية «الهَبّة» الجديدة. فليكن الشيء «الكُول» الجديد أن يتكلّم المرء عربية فصحى. قلّة يمكنهم هذا، وهذا -ويا للعجب- أول شرط من شروط «الهَبّة»؛ أن يكون فيها عنصر الندرة والحصرية، فتستحيل أمراً يسعى الناس وراءه وإن كان عصيّاً. مثل حقيبة من علامة تجارية فاخرة، لا يستطيع الجميع شراءها بسهولة، وهذا بحد ذاته ما يصنع لها صورة ذهنية فريدة، وقيمة مرتفعة، ويجعلها سبباً للسعادة، وطريقاً للقبول الاجتماعي، حتى أن البعض قد ينشدها ولو مقلّدة. نحتاج أن نتعاون لنجعل اللغة العربية «ماركة»، علامةً فاخرة يتنافس فيها المتنافسون!أنا بطبعي متفائلة، خصوصاً حينما يتعلّق الأمر باللغة العربية. ليس لأن العربية في جوهرها لغة شاعرية جميلة وحسب، بل أيضاً لأن الوضع اليوم -وإن بدا معقداً وعسيراً- يحمل في طياته بذوراً تجعل التغيير جباراً.بعد ثورة الجيل الثاني من الويب، سقطت المركزية في صناعة المحتوى الإعلامي، وصار لدينا صُنّاع محتوى يرطن كل منهم بما يريد، باللغة أو اللهجة التي يريد. كلٌّ منهم مدير نفسه. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وصنّاع المحتوى صار يفوق تأثير المؤسسات العريقة. وضربة المعلم أن «نحول الليمون إلى ليمونادة»، ونحول الداء إلى دواء. علينا أن نسلّط الضوء على مَن يصنعون محتوى رصيناً بلغة سليمة، ليكونوا «المؤثرين الجدد»، بدل من أن نتبرم من المؤثرين الحاليين وتأثيرهم السلبي على الناشئة. وأظن هذا بات قريباً، فما حدث في غزة غيّر ذائقة الأمة، وأعاد إليها الاتزان والرغبة في أن تنهض وتتخلى عن السطحية والاستهلاك والاستلاب و«عقدة الخواجة».أدركُ أن هذا لا يكفي، وأن العربية لن تنهض إلّا بمناهج دراسية مبتكرة، وحراك لغوي غير تقليدي في اشتقاق الكلمات وسبكها، وحركة ترجمة متينة، وقوانين تُغلّبها على غيرها من اللغات. لكن هذه الجهود الرسمية لن تثمر ما لم يرافقها، بل يسبقها قناعة جماهيرية متوقدة باعتناق العربية.فلنتذكر كل لحظة أننا مُلّاك لعلامة فاخرة، علامة حصرية لخيرِ أمةٍ أُخرجت للناس. فلنجاهد أنفسنا ونجالدها على الكلام بها وإنْ تَتَعْتَعْنَا. فلنُطلق ألسنتنا بالعربية، ولننطلق لبناء واقع جديد مجيد. كلَّ عام ولساننا عربي مبين.