No Script

أميركا بأشدّ الحاجة إلى إيران وبقائها قوية لا ضعيفة

No Image
تصغير
تكبير

قال مصدر ديبلوماسي معني مباشرة بملف الشرق الأوسط ان «أميركا هي بأشدّ الحاجة لإيران قوية لا ضعيفة لتَستخدم الجمهورية الإسلامية كفزاعة ضدّ دول الشرق الاوسط وابتزاز المال منهم وبيعهم السلاح ليصبح الشرق الأوسط مستودع أسلحة ضخماً من دون أن تكون هناك أي حاجة لاستخدامه».
واعتبر المصدر الديبلوماسي المسؤول ان «ايران لم تعلن الحرب على أي دول مجاورة لها ما عدا اسرائيل التي - كما هو معروف عنها - هي المبادِرة بالهجوم دائماً وبخرق الأجواء اللبنانية - السورية وآخرها بضرب مركز قيادة وسيطرة ايرانية تعمل ضدّ التنظيمات المتطرفة في سورية. وقد إحتاجت واشنطن أن توجِد عدواً وهمياً للدول العربية لتُبقي على سوق السلاح منتعشاً هو الذي يمثل جزءاً لا يستهان به من الموارد الأميركية».
ويضيف المصدر ان «إيران تدرك أن أي اهتزاز سني - شيعي سيقضي على الجميع. ولذلك، وعلى الرغم من العداء الموجود والعلني، لا يوجد أي احتمال لشنّ إيران أي اعتداء على أي دولة مجاورة لان العالم يقف ضدّها، وحتى روسيا».


ويشير إلى قول الرئيس دونالد ترامب إن «هناك أنظمة لن تبقى أسبوعاً واحداً من دون دعم وحماية اميركية»، وبالتالي فإن أميركا تعلن عن نفسها كعدو وصديق في الوقت نفسه لأن الخطر يأتي منها على دول المنطقة بمَن فيهم حلفاؤها وهي تسعى وراء المال وتريد المزيد منه.
ويبدو أن ترامب - بتعامله مع دول الشرق الأوسط - يبدو كالرجل العطشان، يشرب من ماء البحر ولا يرتوي. فعلى الرغم من الصفقات بمئات المليارات التي عقدتها دول المنطقة معه، إلا أنه يطالب وسيبقى يطالب بالمزيد، وبالتالي فهو بحاجة لإشهار ورقة إيران بوجه دول المنطقة الاسلامية ليبقي على «العدو الشبح» الذي يهوّل به بوجه مَن يستطيع دفع المال.
وحسب المصدر، فان «ادعاء ترامب بوجود قوات بلاده في الشمال الشرقي السوري لقطع الطريق على إيران هو ادعاء كاذب لأنه، للمرة الاولى منذ انتصار الثورة الايرانية العام 1979، تُفتح طريق برية بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت عندما استعادت القوات السورية والحليفة مدينة البوكمال الشمالية. وبالتالي فان بقاء القوات الأميركية في الشمال السوري والطلب من الدول العربية الدعم المالي لتموين القوات الأميركية وإعادة بناء مدينة الرقة والاستثمار في إعادة إعمار الشمال السوري هو ايضاً ابتزاز اميركي لدول المنطقة التي ستضطر الى المغادرة عندما تغادر القوات الاميركية والفرنسية حين تتعرض هذه القوات لنيران وهجمات مماثلة لما حدث لهؤلاء في بيروت في الثمانينات».
ويتابع المصدر «إن الموقف الاسرائيلي - الاميركي في غزة وتجاه الفلسطينيين بإعلان القدس عاصمة لاسرائيل وقتل المتظاهرين ووقف الدعم عن هؤلاء ما هو إلا طريقة لدفع الفلسطينيين الى أحضان إيران واستخدام هذا الالتفاف لتثبيت نظرية ان الخطر الايراني يغزو الشرق الاوسط. فما على اسرائيل إلا التوقف عن المماطلة وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وعدم قتل المدنيين المتظاهرين على يد الدولة التي تدّعي الديموقراطية في الشرق الاوسط».
من الواضح ان التواجد الروسي داخل أروقة القيادة الاسرائيلية يبدو غير كافٍ لاستقطاب الرئيس فلاديمير بوتين الى سياسة اسرائيل وأميركا في المنطقة. فروسيا تسعى الى وقف الحرب السورية، فيما تسعى اسرائيل الى إشعالها وأميركا لرمي الحطب على النار السورية وابتزاز دول الشرق الأوسط الغنية.
لا تزال أميركا تملك أوراقاً تستطيع استخدامها في الشمال السوري، إلا أن الطرف الآخر لا يقف موقف المتفرج ولا يتلقى الضربات بموقف الدفاع. فكم من الوقت يستطيع الرئيس ترامب البقاء في سورية - على الرغم من تصريحاته المتناقضة الدائمة - عندما تبدأ «المقاومة السورية» عملها؟
ويختم المصدر: «كل ذلك يتعلق بحجم وغزارة الهجوم الذي - من دون شك سيحصل عاجلاً أم آجلاً - وستتعرّض له القوات الأميركية والفرنسية في الشمال السوري. يبدو ان اميركا لا تتعلم من التاريخ ابداً عما يحصل لقوات الاحتلال وما حصل لها ولفرنسا في بيروت العام 1983».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي