No Script

خلال معرض أقيم في أروقة مؤسسة الشارقة للفنون

«عناصر» الإماراتي محمد أحمد إبراهيم ... أعمال من جسد الأرض

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0644u0645u0639u0631u0636
جانب من المعرض
تصغير
تكبير

يستلهم الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، أعمال معرضه «عناصر»- الذي افتتح في أروقة مؤسسة الشارقة للفنون- من وحي الطبيعة في مسقط رأسه خورفكان على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مقدّماً ممارسة فنية تمتاز بالخصوصية والفرادة، سواء في لوحاته، أو رسوماته، وصولاً إلى أعماله النحتية والتركيبية.
ويستكشف المعرض مختلف الأنماط التي يعمل عليها إبراهيم، متتبعاً مشاغله الفنية والجمالية، كاستخدامه المتواليات الهندسية، واهتمامه بما يتهدد الطبيعة جراء التنمية الحضرية. وتتجلى هذه المشاغل في أعماله ثنائية الأبعاد من الخطوط والرموز على الورق والكرتون والقماش. ويمكن ملاحظة انشغاله بالطبيعة وفن الأرض أيضاً في الأدوات التي ينتجها والمواد التي يستخدمها، مثل القش والطين، والعناصر الطبيعية المرتبطة بالبيئة.
وحول استضافة المعرض، قالت رئيس مؤسسة الشارقة للفنون حور بنت سلطان القاسمي: «يسعدنا في مؤسسة الشارقة للفنون أن نقدّم أول معرض فردي لمحمد أحمد إبراهيم بوصفه واحداً من رواد الفن المفاهيمي في دولة الإمارات العربية المتحدة». وأضافت «طوّر إبراهيم لغة بصرية معاصرة تلتقي فيها البدائية مع اللا وعي، وعالجت أعماله على مدى ثلاثة عقود الآثار المخيفة للتنمية الحضرية على البيئة الطبيعية، مما أثار قضايا بالغة الأهمية تؤثر علينا جميعاً».
كما يمثل العملان التركيبيان الجديدان اللذان أنتجا بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون، توسعاً في ممارسات إبراهيم التأملية في الرموز والخطوط واهتمامه بالطبيعة، واجداً فيها لغة خاصة به، تتناول علم النفس واللاوعي عند البشر، والأعمال الدنيوية التي يؤدونها، والفضاء الذي تحيا فيه هذه الرموز. قام إبراهيم في «بيت الحرمة» في الشارقة، برسم مجموعة من الرموز على كامل جدران المبنى، دامجاً شكلاً جديداً من اللغة مع تاريخ المكان. بينما ينتقل في «بيت حسين مكراني» في منطقة الشارقة للتراث، من استخدام الورق، والورق المقوى، والقماش، والطين، ليقوم بتدخل أكبر في المبنى من الداخل، عبر استخدام الفحم لرسم خط على الأرضية، مغلفاً النباتات بالقماش، ومؤكداً من جديد على التداخل بين زوال الطبيعة وصعود التنمية الحضرية.
وعن رؤيته الفنية واهتمامه بالبيئة، أوضح إبراهيم: «الأرض أو الفن في الطبيعة، هو بالنسبة لي ليس مجرد نحت أو عمل تركيبي يوضع في الفضاء الطلق، إنما هو أيضاً سؤال عن طبيعة المواد المستخدمة لإنجاز هذه الأعمال، فمنحوتاتي وتراكيبي الأرضية والمشاريع التي أنفذها في الموقع، وبشكل مباشر على جسد الأرض، مستخدماً المواد المتاحة في الموقع مثل الأحجار والأشجار، ولا أكسر غصناً ولا أؤذي أرضاً، أكتفي بالبقايا وما ترميه الطبيعة على الأرض من أغصان وأوراق جافة».
 ويأتي ذلك من إيمان إبراهيم بأن «القطعة النحتية تتكون من إعطائها بعداً آخر إضافياً، وأن تغني جسد الأرض وتبتعد عن التجريح أو السلب لهذا الجسد، فدائماً ما يأتي الإلهام من أشياء أوجدتها الطبيعة، وما على الفنان إلا الالتفات لها والتناغم مع روح الموقع من خلال الحنو على خشبة أو جذع شجرة أو حجر أو أي شيء آخر يمكن أن يؤدي إلى تجسيد الفكرة وتأكيدها، لذلك من الأهمية بمكان، الأخذ بعين الاعتبار نوعية المواد ومكان المنحوتة أو التراكيب الأرضية التي لابد أن تكون علاقتها منسجمة مع الموقع والمشهد الطبيعي للأرض بدون نشاز، ولا أن تؤدي إلى تشوّه أو تلوّث».
يعتبر إبراهيم أن أفكاره تتجسد أثناء عمله، وتتفوق لديه عملية الإنتاج على العمل، واجداً المتعة بالتعامل مع المادة واستكشاف أسرارها وجوانبها المختلفة، وتحديداً المواد الطبيعية التي يصفها بـ «الجميلة»، وما الجمال بالنسبة إليه إلا مفهوم نسبي. ليتحول العمل الفني لديه إبراهيم في مرحلة ما بعد الإنتاج، إلى كائن مستقل خاص له هويته وشخصيته، مشبهاً تنامي العمل الفني بتربية الأبناء، فما أن يزرع الركائز الأساسية حتى يترك العمل على طبيعته، ليتأقلم مع أي محيط يوجد فيه، الأمر الذي يضفي عليه ما يصفه الفنان بـ «سهولة التعايش».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي